المعلم: دمشق ستشارك بلجان دي ميستورا الأربع

أكد قائد وحدة المدرعات السورية الموجودة في ضواحي مدينة حماة بسام أحمد ميروب، بأن الجيش السوري يستعد لبدء عملية برية واسعة لمكافحة الإرهاب جنوب محافظة حماة.

وقال القائد العسكري السوري: «سنبدأ في وقت قريب عملية واسعة النطاق ضد المجموعات الإرهابية جنوب محافظة حماة، الجيش السوري ينفذ المهمة على الأرض». مؤكداً أن العسكريين السوريين يعتمدون على الدعم الجوي الروسي.

وأشار ميروب إلى أن أحد المهمات الرئيسية للجيش السوري تأمين الطريق بين مدينتي حمص وحماة، مضيفاً أن «الإرهابيين من مختلف الفئات اتحدوا من أجل محاربة الجيش وأنه من الضروري أن نقطع الصلة بينهم لكي لا يتمكنوا من التواصل مع بعضهم بعضاً».

جاء ذلك في وقت واصلت الطائرات الروسية قصف منشآت الإرهابيين في سورية، ونفذت أمس 18 طلعة جوية في غضون 24 ساعة، قصفت خلالها 12 منشأة لتنظيم «داعش» تقع في محافظات سورية عدة منها محافظات الرقة وحماة وحلب وإدلب.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف أن عمليات القصف الجوي أدت إلى تدمير مركز قيادة ومركز اتصالات لتنظيم «داعش»، ومعسكر لمقاتلي التنظيم ومستودعات تحوي ذخائر ومحروقات والعشرات من الآليات العسكرية الخاصة بالمجموعات الإرهابية.

وقال المتحدث الروسي إن استخدام مقاتلات «سو-34» سيسمح للقوات الجوية الروسية بتوجيه ضربات ضد مواقع تنظيم «داعش» في كل أنحاء سورية بدقة مطلقة، وقال: «أريد تأكيد أن مقاتلات «سو-34» الروسية وجهت ضربات دقيقة من ارتفاع 5 آلاف متر. وتسمح أجهزة الملاحة الجوية وتوجيه الضربات من على متن الطائرات بضرب أهداف على الأرض بدقة مطلقة».

وأشار كوناشينكوف إلى أن الطائرات الروسية أثبتت ذلك لدى قيامها بتدمير مركز قيادة تابع لـ«داعش» قرب الرقة في سورية، مؤكداً أن الطيران الحربي الروسي يهدف إلى تدمير البنى التحتية لتنظيم «داعش» حصرا، والتي تتمثل في مراكز القيادة والاتصالات والمراقبة ومخازن الأسلحة والذخائر والوقود ومصانع القنابل والسيارات المفخخة، مشيراً إلى أن القوات السورية هي التي تجري عمليات برية من دون مشاركة قوات روسية فيها.

وأشار كوناشينكوف إلى أن «طائرات «سو-25» ضربت معسكراً لمسلحي «داعش» في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب ودمرت بالكامل مخابئ تحت الأرض وكذلك مخازن للأسلحة والوقود للإرهابيين».

وأضاف أن الطيران الروسي دمّر مركز قيادة لمسلحي «داعش» في محافظة حماة إضافة إلى عشرات الآليات العسكرية المزودة بأسلحة نارية من عيار كبير.

كما أكد كوناشينكوف أن ممثلي موسكو وواشنطن ناقشوا على مستوى وزارتي الدفاع للبلدين قضايا استخدام الطيران في سورية بشكل آمن، بما في ذلك من خلال استخدام مركز بغداد المعلوماتي، مضيفاً أن المحادثات أجريت بشكل بناء تلبية لطلب من الجانب الأميركي.

وفي سياق متصل، أكد المتحدث الروسي أن المعلومات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام حول قتل المدنيين وعدم التصويب على مواقع «داعش» من قبل الطائرات الروسية، مجرّد هراء ولا تمت بصلة للواقع. وقال: «هذه المعلومات قد ظهرت حتى قبل بدء العمليات، وهي مجرد هراء ولا تمتّ بصلة للواقع، هي مجرد استفزازات»، مضيفاً: «نحن نراقب عن كثب ظهور هذه البيانات، بغض النظر عن المصدر الذي جاءت منه».

جاء ذلك في وقت شن طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مواقع تنظيم «داعش» في سورية، لأول مرة منذ بدء سلاح الجو الروسي عملياته في سورية، وذلك بحسب تقارير الإدارة المركزية لسلاح الجو الأميركي.

وأكد «البنتاغون» أن العسكريين الروس قاموا بإعلام الجانب الأميركي ببدء الضربات ضد «داعش» وأوصوا الطائرات الأميركية بتجنب المجال الجوي السوري خلال فترة العملية العسكرية الروسية، إلا أن القوات الأميركية قامت بشن غارة واحدة في اليوم الأول من العملية العسكرية الروسية 30 أيلول بواسطة طائرة من دون طيار.

سياسياً، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال كلمة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس، استعداد دمشق للمشاركة في لجان العصف الذهني الأربع التي اقترحها المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا. معتبراً أنها مشاورات غير ملزمة تفيد ببدء «جنيف 3».

وأشار الوزير المعلم الى أن غارات المقاتلات الروسية في سورية دعم فعال لدمشق في محاربة الإرهاب، وقال: «إذا أردتم الانتصار على الإرهاب نفذوا بصدق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ليبدأ العد العكسي لنهاية الحرب في سورية»، مضيفاً أن القرارات التي أقرها مجلس الأمن في مجال مكافحة الإرهاب تحت الفصل السابع ما زالت «حبراً على ورق».

وأكد أن سورية مستمرة في مكافحة الارهاب مهما كانت الأثمان ولكن على المجتمع الدولي وقف سيل الإرهابيين إلى سورية، مؤكداً أنه لم يتم وقف تدفق ودعم الإرهاب فإنه سيواصل انتشاره وتدفع أثمانه الدول الداعمة له.

وأضاف المعلم أن قرار الشعب السوري بيده فقط ولا أحد يستطيع أن يسلبه هذا الحق والجيش السوري فاجأ العالم، مؤكداً أن قبول سورية في الدخول بحلّ سياسي ليس إشارة ضعف أبداً.

وأشار إلى أن الإرهاب لا يحارب من الجو فقط والضربات الجوية غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش السوري، معتبراً أنه «القوة الوحيدة التي تتصدى للإرهاب».

جاء ذلك في وقت دعا دي ميستورا كل الأطراف في سورية إلى التزام حماية المدنيين وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في أقرب وقت.

وفي السياق، افتتح أمس في العاصمة الكازاخستانية مؤتمر «أستانا – 2» للمعارضة السورية، والذي بدأ بكلمة ألقتها أمينة الدولة في جمهورية كازاخستان غولشار أبديكاليكوفا رحبت فيها بالحضور وأكدت أن كازاخستان «تدعم كل المبادرات الهادفة إلى تعزيز السلم».

وشددت أبديكاليكوفا على أن «الأزمة الإنسانية في سورية تعد من أخطر الأزمات في العالم»، وأن «كازاخستان تسعى إلى تقديم العون للشعب السوري» وتدعم كل التحركات على هذا الصعيد.

وأشارت أمينة الدولة في كلمتها إلى أن «كازاخستان تساهم في تسوية النزاع في سورية من خلال تقديمها أرضية للسوريين للحوار في ما بينهم»، مؤكدة أن «الحضور في هذا اللقاء يفوق اللقاء السابق من حيث التمثيل والعدد».

كذلك تحدث وكيل وزارة الخارجية الكازاخستانية أسكار موسينوف في الافتتاح، مؤكداً حيادية كازاخستان وعدم تدخلها في الحوار بين السوريين. وشدد على أن «كازاخستان لا تسعى لأن يكون هذا الاجتماع بديلاً كن المسارات الأخرى وأن هذا اللقاء سيسهم في الحل السلمي للأزمة السورية وتنشيط عملية جنيف واستكمالها».

وذكرت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن الجولة الجديدة من المفاوضات بين ممثلي المعارضة السورية ستجرى خلف أبواب مغلقة وستمتد حتى الأحد المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى