الانتفاضة الثالثة
ناديا شحادة
تسبّبت الاعتداءات اللاإنسانية التي شهدها المسجد الأقصى في الآونة الاخيرة والتي خلفت أضراراً في الأقصى وجملة من الاصابات والاعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين توتراً لم تشهده فلسطين من قبل، فالمتابعون لما يجري في القدس يشيرون الى ان سلطات الاحتلال بدأت عهداً جديداً في ما يتعلق باقتحامها المسجد الأقصى من خلال العنف المبالغ في جميع مبانيه ومنشآته وحراسه والمرابطين المعتكفين داخله، فالجرائم الأخيرة التي قام بها احتلال العدو تسببت بردة فعل فلسطيني قوي، وشهدت معظم المدن الفلسطينية تظاهرات احتجاجاً على الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» بحق المسجد الأقصى والمصلين، وأكد منسق القوى الوطنية الفلسطينية في رام الله عصام بكر أن التظاهرات جاءت رفضاً لإجراءات كيان العدو في مدينة القدس، واصفاً الاعتداء على المصلين والمرابطين بأنه محاولة لارتكاب مجزرة بحقهم، وازداد التوتر بين الطرفين وانفجرت الأوضاع في الأراضي المحتلة أول من أمس بعد تطور الأحداث الميدانية في الضفة الغربية والقدس التي تحولت ساحة مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أدت لاستشهاد فلسطيني وقتل اثنين من المستوطنين عن طريق عملية الطعن التي نفذها الشهيد مهند حلبي احد كوادر حركة الجهاد الإسلامي، حسب بيان الحركة، فبات الوضع ينذر باندلاع انتفاضة جديدة.
واعتبر محللون عسكريون «إسرائيليون» بأن الوضع يرقى لمستوى انتفاضة ثالثة، وقد وصف كبير المعلقين بصحيفة «يديعوت أحرونوت» «ناحوم برنيع» أمس الأوضاع بالضفة الغربية بأنها انتفاضة. مؤكداً انه من المهم أن نسميها باسمها الانتفاضة الثالثة.
ورغم تكرار رئيس السلطة الفلسطينية بأنه لا يريد انتفاضة ثالثة ومحاولته السيطرة على حالة الغضب الفلسطيني الذي ازداد بعد إصدار رئيس وزراء العدو نتنياهو قراراً بإبعاد المرابطين عن الأقصى والسماح للمتطرفين بزيارته، حسب ما ذكرت القناة العاشرة بتلفزيون العدو «الإسرائيلي»، حيث ذكرت القناة في 5 تشرين الأول بان اجتماع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو بالمجلس الوزاري المصغر صدرت عنه عدة قرارات ضد الفلسطينيين، من تلك القرارات إبعاد المرابطين عن المسجد الأقصى والسماح للمستوطنين بزيارته وتسريع هدم بيوت منفذي العمليات ضد الجنود «الإسرائيليين» والمستوطنين وتكثيف الاعتقالات الإدارية بحق الفلسطينيين.
سعت سياسة العدو لمواجهة ما يجري بالقدس من خلال سن تشريعات وإجراءات عقابية وانتقامية من الشعب الفلسطيني، ولكن سرعان ما جاء الرد بالغضب الفلسطيني، حيث يؤكد المراقبون ان ثورة الغضب الفلسطيني العارم ضد سياسة هذا العدو تؤشر على أن الأوضاع تسير باتجاه اندلاع انتفاضة جديدة تدشن مرحلة أخرى قادمة يتحسب لها الاحتلال، فالشعب الفلسطيني وكل الفصائل قادرون على الانتقال لاستراتيجية جديدة وقلب الطاولة على كيان العدو. هذا ما أكده عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية.
فالشعب الفلسطيني ضاق ذرعاً بما سُمّي عملية السلام الزائفة ووصل لقناعة عميقة وشاملة بأنه ليس أمامه خيار إلا خيار المقاومة ومواجهة هذا الاحتلال ليحصل على حقوقه المشروعة ولتحقيق ما يُسمى بالسلام الحقيقي الذي لا يحصل إلا من خلال إزالة كيان العدو الذي كان السبب في مشاكل منطقة الشرق الأوسط، فمع تطور الأوضاع الميدانية في فلسطين المحتلة التي باتت تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة، حسب تأكيدات العديد من المحللين «الإسرائيليين» يبقى السؤال هل الانتفاضة الثالثة بدأت؟ في الفترة التي دخلت فيها منطقة الشرق الاوسط حلول التسويات التي تشمل سورية التي تتعرض لحرب استهدفت تمزيقها خدمة للاحتلال «الإسرائيلي» ودخلت الآن مرحلة جديدة بعد التدخل العسكري الروسي ضد الجماعات الإرهابية، وبتنا نشهد عهد التسويات من سورية الى العراق، الأراضي المحتلة تشتعل.