الفرزلي: حان فرض نظام إقليمي جديد
اعتبر النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أنّ الدخول العسكري الروسي إلى الأراضي السورية هدفه الأساسي «الحفاظ على التوازنات الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسط ومواجهة مشروع إسقاط سورية ورئيسها بشار الأسد لأنّه وإذا سقط الأخير ندخل في الفوضى كما في ليبيا ويسيطر الإرهاب، ما يشكل مصدر تهديد لكل البلدان المحيطة ولأمن روسيا القومي باعتبار أنّ المسافة بين موسكو وحلب أقرب من المسافة بين موسكو وأوكرانيا».
وشدّد الفرزلي في حديث لـ«النشرة» على «استحالة تسليم حدود روسيا الجنوبية للقوى الإرهابية التي ستسعى بلا شك إلى فرض وقائع اقتصادية واجتماعية وعسكرية وسياسية جديدة»، لافتاً إلى أن التدخل الروسي العسكري في سورية «أسقط كلّ هذه المحاولات التي كانت تهدّد مصالح موسكو».
وأوضح الفرزلي أنّ «قسماً كبيراً من الحراك الروسي منسق مع واشنطن، لكن لا شك أنّ هناك قسماً آخر خاصاً بالقراءة الروسية للساحة وطبيعة القوى»، مطمئناً إلى أنّه «لن يكون سبباً لأي اشتباك بين الطرفين، أي موسكو وواشنطن، إنما سيؤدي إلى إلغاء اتفاق سايكس بيكو وبالتحديد مناطق النفوذ التي أوجدها بعدما شاخ الفرنسي وحان وقت فرض نظام إقليمي جديد يتسلمه الأميركيون والروس مع الركائز الإقليمية أي إيران وإسرائيل».
وفيما توقع الفرزلي أن تُنتج الانتخابات التركية المرتقبة «ما ينسجم مع هذا التوجه الجديد»، أشار إلى «أنّ حلولاً لأزمات المنطقة بما فيها أزمة فلسطين تُطبخ حالياً على الأرض السورية»، لافتاً إلى أنّ الأمر قد يأخذ سنوات لكنّ الأمور وضعت على سكة الحل الاستراتيجي».
وتطرق الفرزلي إلى انعكاس كلّ هذه التطورات على الوضع الداخلي اللبناني، لافتاً إلى أنّه «وبمجرد فرض الاستقرار وتحييد المناطق السورية المحاذية للبنان عن الصراع وبالتالي إسقاط أوهام فريق من اللبنانيين بحصول متغيرات استراتيجية في سورية يستفيدون منها، سيتجه هؤلاء للتفكير العقلاني ما يسهل عملية انتخاب رئيس للجمهورية». وقال: «هؤلاء سيدفعون الثمن وسيقتنعون عاجلاً أو آجلاً بوجوب الاعتراف بحقوق الشريك المسيحي من خلال الاتفاق على قانون جديد للانتخابات يعتمد النسبية».
وأشار الفرزلي إلى أنّ «أزمة الترقيات العسكرية ليست إلا نتيجة التمديد الذي تمّ للقيادات الأمنية»، مؤكداً أنّ «الفريق الذي يعطل الترقيات سسيجد نفسه مرغماً في الساعات المقبلة على الموافقة عليها وإلا سيخسر الدنيا والآخرة، وأولى الخسارات ستتحملها طاولة الحوار التي ستتوقف اجتماعاتها».