هناء محاميد… حروقك وسام شرف على وجهك
ماذا حصل لو كانت هناء محاميد صحافية أميركية أو «إسرائيلية»، هلكان سيسكت العالم على جريمة استهدافها بقنبلة صوتية؟ سؤال نطرحه على الأمم المتحدة التي لطالما بحثت عن أعذار لتبرئة «إسرائيل» من جرائمها وجلّ ما تفعل هي الاستنكار أو الإعراب عن القلق كما يفعل دئماً المعرب عن قلقه بان كي مون.
هي ليست المرّة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال طاقماً صحافياً لإبعاده من كشف حقيقة جرائمهم ونشرها على العلن، فمنذ فترة تمّ الاعتداء على طاقم «روسيا اليوم» ومنذ يومين استهدف فريق «فرانس برس» الصحافي»، ولم تطُل المدّة حتى استُهدف طاقم عمل قناة «الميادين» وتحديداً الصحافية هناء محاميد أثناء تغطيتها مداهمة الاحتلال لمنزل الشهيد فادي علوان بعد أحداث عملية القدس.
الاستهداف كان مقصوداً والقنبلة الصوتية أصابت وجه هناء بحروق هي وسام شرف وعزّ لها، والعالم العربي لا يزال نائماً وعلى ما يبدو أنه لن يصحى من غفوته العميقة هذه التي طالت.
أمّا هناء فكانت الأكثر شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وانتشرت صورتها وهي مصابة بعد عودتها إلى الهواء، بشكل لافت وتضامن معها الناشطون معتبرين أنها عنوان للصحافة المقاومة الأصيلة. وهنا أبرز التعليقات في ما يخصّ قضية هناء محاميد.
عن حال حلب…
تكثر التعليقات التي نقرأها يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي عن الحال في سورية، عبارات تشعرنا بالحزن على بلد العزّ والكرامة، مدنٌ سورية تتعرض يومياً للقصف والدمار، شعب هُجّر قصرياً من بلده فترك ذكرياته وأحلامه الجميلة ليواجه واقعاً أسود، فكيف حال حلب وحمص؟ أين آثار تدمر؟ أين السلام في بلد السلام؟
نتوقف عند هذه الكلمات للناشطة كاترين ورد التي تصّف المشهد في حلب بأسلوبها «الفايسبوكي» الخاص لتترك فينا ألماً عميقاً. فهذه هي الحال في حلب: «كل مرة بفكر حالي شفت كلشي ممكن ينشاف بالحرب بطلع غلطانة، جثث بالشارع بأول الحرب جنب حاويات الزبالة والتكسي عم بدوبلها عادي check، جثث عم تسبح بنهر قويق بنص العزيزية check، صاروخ عسطح غرفتي double check، كل المحلات اللي فيها كل ذكرياتي صار مستحيل الوصول الها وبعدين خربت واحترقت check، كل أصحابي فلوا check check check، سنين وأشهر بلا مي ولا كهربا ولا انترنت check، قنص وهاونات وتخباية بالحمام وبقبو البناية هدول شغلات بلا طعمة وما بينحكا فيون أصلاً، جرة غاز بنص باص دولة تحت بلكوني بموت 50 راكب وبيقص الجار بالنص check، حلب تتحاصر شهور وما يضل فيها شي يتاكل check، بس انو إمشي بنص البلد وما أصدف بني آدم واحد! وإذا صدفت واحد إفزع إنو مين هاد اش عم يعمل معي بنفس الشارع… هاد ماعم أقدر استوعبو… حلب فضيت… وشي بيقهر. ما حدا يقلي في تجمعات كبيرة اي في بسطات وزحمة عطراف البقيان من المدينة وهدول أشخاص نازحين لحلب عم يستنوا محل بالباص ليسافروا».