واشنطن تطلب الانخراط في حملة روسيا على «داعش»… بالمقلوب!
تفعل الضربات الجوّية الروسية في سورية فعلها، ليس فقط في ما يخصّ الهدف الأساس المتمثل باجتثاث الإرهاب، إنما في ما يخصّ «تأديب» القوى العالمية والإقليمية التي ساهمت في تمدّد «داعش» ولم تفعل شيئاً يُذكر خلال أشهر التحالف المزعوم الذي شُكّل للقضاء على التنظيم الإرهابي.
فها هي واشنطن اليوم، تطلب «خجلةً» الانخراط في هذه الحملة الناجعة التي بدأتها روسيا، إنما بشكل مقلوب. بمعنى أنّها لامت روسيا لأنّ الأخيرة لم تنسّق معها. وهذا ما سلّطت الضوء عليه صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، بعد أيّامٍ من تقارير الصحف الغربية التي أمطرت الانتقادات في وجه موسكو. وجاء في الصحيفة أنّ موسكو اختارت التدخل العسكري في سورية من دون تعاون سياسي أو تكتيكي مع الولايات المتحدة، القوة الأجنبية الرئيسة المشاركة بشكل مباشر، كي لا نقول بفعالية، في جهود انتزاع الأسد عن كرسيه. وأنّ روسيا بتحركها هذا، تنفّذ ضربات ضدّ عناصر سوريين رعتهم الولايات المتحدة ودرّبتهم ومدّتهم بالعتاد، موقعة الأضرار والضحايا. وهذا في أحسن الأحوال يظهر قدرات القوات الروسية، وفي أكثرها سوءاً، يحاول الإضاءة على الفشل السياسي لأميركا في المنطقة، ما يهدد مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، عبّر عدد من أهالي مدينتَي طرطوس واللاذقية عن ترحيبهم وسعادتهم بالضربات العسكرية الروسية في سورية، آملين أن يكون خلاص بلادهم من «داعش» على يد الروس. وأكدت «ليندسي هيلسوم» في تقرير نشرته «غارديان»، أن أهالي طرطوس واللاذقية على ثقة كاملة في الدور الإيجابي الذي ستلعبه روسيا في سورية، خصوصاً أنهم يرون أن الروس عازمون على هزيمة «داعش» والإرهابيين، على عكس الأميركيين وقوات التحالف الدولي الذين لم يفعلوا شيئاً خلال فترة عملهم منذ سنة.
«فايننشال تايمز»: على روسيا أن تعمل مع الولايات المتحدة لا ضدّها في سورية
كتب زبيغنيو بريزيزينسكي في صحيفة «فايننشال تايمز» مقالاً يقول فيه: نعلم جميعاً كيف بدأت الحرب العالمية الأولى. أعمال فردية من العنف تراكمت لتحرّك عمليات عسكرية لا رجعة عنها، تفتقر إلى التوجيه الاستراتيجي العام، تماماً كافتقارها إلى وضوح الهدف منها. أما الباقي، فبات من التاريخ: مذبحة استمرت أربع سنوات ارتكبت لتحقيق مآرب طموحة وضعتها مسبقاً القوى المنتصرة بأثر رجعي. ما زال هناك وقت لتفادي تكرارها، هذه المرة في الشرق الأوسط، وفي سورية تحديداً. لقد أيّدت بداية قرار الرئيس باراك أوباما عدم استخدام القوة في المأساة السورية. إذ لم يكن من معنى لاستخدام الولايات المتحدة القوة للاطاحة بالرئيس بشار الأسد من منصبه، كما نادى بعض الأصدقاء في الشرق الأوسط، في غياب إجماع محلي حقيقي على ذلك سواء في سورية أو في أميركا. أضف إلى ذلك أنه، سواء أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا، ما كان الأسد ليستوعب إلحاح واشنطن على تنحيه، ولا أن تخيفه جهود الولايات المتحدة لدعم مقاومة ديمقراطية فعالة ضده.
في المقابل، يقول الكاتب إن موسكو اختارت التدخل العسكري في سورية من دون تعاون سياسي أو تكتيكي مع الولايات المتحدة، القوة الأجنبية الرئيسة المشاركة بشكل مباشر، كي لا نقل فعّال، في جهود انتزاع الأسد عن كرسيه.
بتحركها، تنفّذ روسيا ضربات ضدّ عناصر سوريين رعتهم الولايات المتحدة ودرّبتهم ومدّتهم بالعتاد، موقعة الأضرار والضحايا. وهذا في أحسن الحوال يظهر قدرات القوات الروسية، وفي أكثرها سوءاً، يحاول الإضاءة على الفشل السياسي لأميركا في المنطقة، ما يهدد مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ويضيف الكاتب أنه يجب إقناع موسكو بالعمل معنا على حل المشكلة التي تتجاوز مصلحة بلد واحد.
«غارديان»: بوتين «مخلّص» في أعين السوريين
عبّر عدد من أهالي مدينتَي طرطوس واللاذقية عن ترحيبهم وسعادتهم بالضربات العسكرية الروسية في سورية، آملين أن يكون خلاص بلادهم من «داعش» على يد الروس.
ويرى سكان المدينتين الساحليتين في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطلهم ومنقذهم من براثن «داعش» الذي تمدّد في المنطقة ودمّر كل ما فيها، وهو ما نقلته الصحفية البريطانية «ليندسي هيلسوم» في تقرير أنجزته في المنطقة خلال زيارة إليها مؤخراً، ونشرته صحيفة «غارديان».
ويعتقد هؤلاء أن العملية العسكرية الروسية ضدّ تنظيم «داعش» ستنهي الحرب التي طال أمدها. علاوة على ذلك، فقد نقلت الصحفية البريطانية إجماع السكان في اللاذقية وطرطوس على أن الولايات المتحدة متّهم رئيس في تعزيز حضور الجماعات الإرهابية التي تعمل داخل سورية. إذ عبّر عدد من الأهالي عن عدم رضاهم عن نتائج التدخل العسكري لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن. مشيرين إلى أن النتيجة الوحيدة الواضحة للعموم بعد سنة من الدمار، تفاقم قوة «داعش» في المنطقة. وقالت ««ليندسي هيلسوم» إن معظم السكان الذين يعيشون في الأراضي الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد مستعدّون للخدمة في الجيش الحكومي، على أمل أن يساهم ذلك في إنهاء الحرب.
وأكدت الصحفية البريطانية أن أهالي طرطوس واللاذقية يرون الروس كأصدقاء مخلصين هبّوا لنجدتهم في نهاية المطاف بعد أربع سنوات من الحرب. وبحسب الشهادات التي نشرتها «غارديان»، فقد أكد عدد أن سورية وصلت إلى مرحلة سيئة جمعت بين تحالف الأميركيين والسعوديين ضدّهم، فضلاً عن المتمرّدين والإرهابيين، الأمر الذي استدعى توجيههم نداء استغاثة إلى روسيا من أجل وضع حدّ للأزمة. إلى ذلك، أكدت «ليندسي هيلسوم» أن أهالي طرطوس واللاذقية على ثقة كاملة في الدور الإيجابي الذي ستلعبه روسيا في سورية، خصوصاً أنهم يرون أن الروس عازمون على هزيمة «داعش» والإرهابيين، على عكس الأميركيين وقوات التحالف الدولي الذين لم يفعلوا شيئاً خلال فترة تواجدهم.
وكان سلاح الجوّ الروسي قد بدأ منذ 30 أيلول الماضي شنّ غارات على مواقع تنظيم «داعش» في سورية. وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن طائراتها الحربية قوّضت القدرات المادية والتقنية للإرهابيين في سورية.
في المقابل، تناقلت مصادر غربية وعربية أنباء تفيد بأن واشنطن تدرس سبل توسيع نطاق دعمها «المعارضة السورية المعتدلة»، ردّاً على العملية الجوّية الروسية في سورية. ونقلت «رويترز» عن مصادر حكومية أميركية مطّلعة قولها إن واشنطن تدرس إمكانية زيادة الدعم المقدم لمقاتلي «المعارضة المعتدلة» في سورية بما يشمل السلاح كي تتمكن فصائلها من طرد عناصر تنظيم «داعش» من المناطق الاستراتيجية التي تشغلها على الحدود مع تركيا.
وذكرت هذه المصادر أن ما يحمل واشنطن على مثل هذه الخطوة، استهداف المقاتلات الروسية مواقع مسلّحي «المعارضة السورية المعتدلة».
وول ستريت جورنال: إيران تعمل على توسيع دورها في سورية عقب تدخل روسيا
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن إيران آخذة في توسيع دورها الكبير بالفعل في حرب سورية متعدّدة الأطراف، في أعقاب الضربات الجوّية الروسية، على رغم خطر استعداء الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج الذين يريدون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة ـ في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني ـ عن سياسيين ومحللين يتابعون دور إيران في سورية عن كثب، قولهم إنه تم اتخاذ قرار بالتنسيق الوثيق مع الروس ونظام الأسد، بزيادة عدد المقاتلين على الأرض من خلال شبكة إيران من الوكلاء المحليين والأجانب.
وأضاف السياسيون والمحللون أنه من الممكن أن يتضمن هذا الدعم أيضا ًإشراك المزيد من القادة والمستشارين العسكريين والمقاتلين الإيرانيين المحنكين الذين يتم تكليفهم عادة بالانضمام لهذه الوحدات، وفقاً لما أوردته الصحيفة. وأشارت إلى أن الطائرات الحربية الروسية تحلق في الرقة، التي تعد المعقل الرئيس لمتطرّفي «داعش»، للمرّة الأولى إذ قاموا بأكثر من عشرة طلعات جوية يوم الجمعة الماضي، في اليوم الثالث من الضربات الجوية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير مراكز للقيادة ومخازن أسلحة ومركز للاتصالات، لافتة إلى أن الطائرات الروسية قصفت أيضاً المناطق التي تسيطر عليها جماعات «المعارضة» الأخرى التي تهدّد معاقل الأسد الساحلية.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقد بشدة نهج نظيره الروسي فلاديمير بوتين العسكري في سورية، وحذّر من أنه يخاطر بالسقوط في مستنقع للعنف الطائفي إذا لم يركز على هزيمة «داعش» والمساعدة في التوسط باتفاق من أجل تنحي الأسد عن السلطة.
ونسبت «وول ستريت جورنال» إلى مسؤولين أميركيين، القول إن مستشاري أوباما يناقشون التغيرات الممكنة لاستراتيجيتهم، بما في ذلك إرسال المزيد من الأسلحة إلى قوى المعارضة وإقامة مناطق آمنة للاجئين ومقاتلي المعارضة.
وختمت تقريرها بالقول إن إيران منذ فترة طويلة تعدّ هي الداعم الرئيس للأسد، لا بل إنها تفوق روسيا في ذلك، إذ تقوم بتزويده بشرايين الحياة المالية والعسكرية في الحرب التي يخوضها ضد جماعات المعارضة و«داعش».
«تايمز»: «القاعدة» تعرض مكافأة لمن يأسر جنوداً روساً
كتب بيل ترو ومارك بينيتز في صحيفة «تايمز» البريطانية: إن تنظيم «القاعدة» في سورية عرض مكافأة بقيمة 14 ألف جنيه استرليني لمن يأسر أيّ جنديّ روسي، بعدما عمد النظام السوري برئاسة الأسد، مستمدّاً القوة من حليفه القوي، إلى استهداف عدّة مناطق تابعة للمعارضة، بالصواريخ.
وأضاف الكاتب أن «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، أعلنت عن المكافأة في ملصقات إعلانية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، مدّعية أن زعيمها الروحي وقائدها الأعلى سيوفّر شخصياً النقود عن أيّ روسيّ تقع اليد عليه. وأعقب الإعلان عن المكافأة تغريدة على «تويتر» يُعتقَد أن مطلقها هو علي بن حمد العرجاني، الزعيم الروحي لـ«جبهة النصرة»، يؤكد المكافأة.
«بيلد»: ألمانيا قد تستقبل ١.٥ مليون لاجئ في 2015
أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية نقلاً عن «وثيقة سرّية» أن ألمانيا قد تستقبل عدداً من اللاجئين يصل إلى 1.5 ملايين في 2015، وهو رقم أكبر بكثير مما سبق أن أعلنته الحكومة.
وكانت ألمانيا تتوقع استقبال ما بين 800 ألف ومليون مهاجر في 2015، ما شكل أصلاً رقماً قياسياً للبلاد ولأوروبا. لكن وثيقة سرّية نقلتها الصحيفة اليومية واسعة الانتشار كشفت أنّ السلطات الألمانية تقدّر أنّ البلاد قادرة على استقبال عدد يصل إلى 920 ألف مهاجر جديد في الأشهر الثلاثة المقبلة، ما يرفع التوقّعات إلى 1.5 مليون لعام 2015 بكامله. وتشير البيانات الأخيرة للحكومة إلى وصول حوالى 450 ألف مهاجر إلى البلاد في أواخر آب، فيما تتوقع برلين كثافة توافد المهاجرين في الأشهر الأخيرة من السنة.
وأفادت مقتطفات من الوثيقة التي لم تُشر الصحيفة إلى مصدرها أنّ ضغط الهجرة سيتضاعف. «وفي الفصل الرابع نتوقع دخول 7000 إلى 10.000 بصورة غير قانونية يومياً».
وأضافت الوثيقة أنّ هذا العدد الكبير لطالبي اللجوء قد يصبح عبئاً كبيراً على المناطق والبلدات الألمانية، متحدثة عن خطر انهيار نظام الاستقبال.
وذكّرت بيلد بأنّ كلّ مهاجر يحصل على وضع لاجئ رسميّ في ألمانيا يحق له جلب عائلته. وبحسب الوثيقة فقد يجلب كلّ لاجئ بالتالي كمعدّل أربعة أو ثمانية أقارب إلى ألمانيا. واستناداً إلى أرقام توقّعات تصل إلى 920 ألف مهاجر، قد يمنح حوالى 7.36 مليون شخص حق اللجوء في ألمانيا من خلال سياسة لمّ الشمل العائلي، بحسب الوثيقة.
وصرّح رئيس مقاطعة ميكلمبورغ ـ فوربومرن الداخلية شمال لورينز كافييه في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية قائلاً: «برأيي الشخصي جدّاً، سنسجّل بالاجمال ما بين 1.2 و1.5 ملايين لاجئ».
وأضاف أنّ عدّة مقاطعات وصلت إلى حدود قدراتها على الاستقبال، علماً أن منطقته ليست في طليعة مستقبلي المهاجرين على عكس بافاريا جنوب التي يصل إليها الجزء الأكبر من المهاجرين الوافدين إلى ألمانيا.
وتراجعت مؤخراً شعبية المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل التي أعلنت أن بلادها ستمنح حق اللجوء للمهاجرين الفارين من النزاع السوري. وارتفعت أصوات منتقدة من معسكرها نفسه بعد دعواتها المتكرّرة إلى عدم تحديد سقف لاستقبال المهاجرين بِاسم مبادئ الإنسانية.