لوحات فنيّة تعكس الواقع في معرض متخرّجي مركز أدهم اسماعيل
إيناس سفان
ثلاثة وعشرون فناناً وفنانة من مختلف الأعمار، قدّموا لوحاتهم في معرض جماعي إقامه مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية، ضمّ مشاريع تخرّج طلاب المركز في قسم التصوير الزيتي.
ضمّ المعرض الذي افتتح مؤخراً في صالة المعارض في المركز الثقافي في أبو رمانة ـ دمشق، ما يقارب 43 لوحة فنية تحمل مواضيع متنوّعة من الطبيعة الصامتة والبورتريه ولوحات التراث الشعبي من مختلف المدارس الفنية غلب عليها أسلوب المدرسة الواقعية.
وذكر معاون وزير الثقافة بسام أبو غنام خلال الافتتاح أنّ المعرض رديف للمعارض الفنية التشكيلية التي تقيمها وزارة الثقافة السورية بشكل مستمرّ، بهدف دعم المواهب والإبداع. مشيراً إلى أن ما قدّمه متخرّجو مركز أدهم اسماعيل، عكس الواقع في لوحات فنية مميّزة تعبّر عن مواهب مبدعة.
وأضاف أبو غنام أن من الأهداف الوطنية لوزارة الثقافة رعاية الإبداع في كل المجالات، من أجل وصول الفنان السوري المبدع إلى العالمية وتقديم معارض داخلية وخارجية تقدّم نتاج الفنان السوري ومراحل تطوّر الحركة الفنية التشكيلية في سورية.
وأوضح مدير مركز أدهم اسماعيل قصي الأسعد أن الطالب بعد إتمامه أربع دورات تدريبية على مدار سنتين، يقدّم مشروع تخرّج ينال من خلاله شهادة من المركز. مضيفاً أنه نتيجة الظروف الراهنة، أُجّل معرض متخرّجي المركز. لذلك، نجد عدداً من الطلاب المشاركين هم من الطلاب الذين شاركوا في دورات من سنوات مختلفة، واختيرت الأعمال التي قدّمت في هذا المعرض وعددها 43 عملاً من أصل 90، إذ قدّم كلّ طالب عملين أو ثلاثة أعمال. وبعد اختيار اللجنة عدداً منها، أقيم هذا المعرض للطلاب المتخرّجين بهدف تعريف الجمهور من فنانين ومهتمين بالفنّ التشكيلي، بنتاج طلاب المركز وإبداعاتهم.
وأشار الأسعد إلى أن الأعمال المقدّمة تنوّعت مواضيعها وتقنياتها في التصوير الزيتي. إذ عبّر كلّ طالب عن الموضوع الذي اختاره بأسلوبه الخاص، ليشكّل بصمته الفنية. فكانت الأعمال المقدّمة متفاوتة بين الأعمال الجيدة والجيدة جدّاً، وثمة طموح دائم نحو الأفضل.
وأشار الفنان هشام المليح الذي شارك في دورات رسم زيتي في مركز أدهم اسماعيل في سنوات سابقة، إلى أنه قدّم عملين في هذا المعرض رسمهما بالسكين، وعبّر فيهما عن الطبيعة مستخدماً الألوان الكثيفة.
وأشار المليح الذي شارك في عدّة معارض تشكيلية منوّعة، إلى أن مراكز الفن التشكيلي تقدّم الخبرة للفنان من خلال المدرّسين المشرفين فيها والاطلاع على تجارب المشاركين أيضاً.
وقدّمت منيرفا مرعي لوحة بورتريه عبّرت فيها عن الأنثى الجريئة كما تقول من خلال اللون والحركة. مشيرة إلى أن هذا المعرض يعطي دافعاً للطالب للمشاركة بشكل أوسع، وتطوير تجربته بشكل أكاديمي.
أما آلاء مارديني، فقدّمت ثلاث لوحات أسمتها «شرقيات دمشقية»، صوّرت فيها أشياء من التراث القديم بأسلوب واقعيّ بسيط، حرصت فيها على توثيق التراث القديم للحفاظ عليه وعلى ما يحمله من هوية المكان والعودة إلى التراث.
وقدّم مازن السادات لوحتين من الطبيعة الصامته بألوان وصفها بالباهتة، ليعبّر عن السكون والصمت. مشيراً إلى أن تشجيع المدرّسين ودعمهم مواهب المشاركين، كان لهما بالغ الأثر في إنتاج هذه الأعمال وتطوير تجارب المشاركين.
واختارت أسيمة جاويش موضوع اللوحتين اللتين شاركت بهما في المعرض من الواقع، إذ رسمت معاناة الأطفال نتيجة ظروف الحرب. وبيّنت من خلال الوجوه التي رسمتها والألوان الداكنة، الحزن والألم اللذين تعرّض لهما الأطفال.
وشاركت نوار توتنجي بلوحتين عبّرت فيهما عن الطبيعة بأسلوب واقعيّ انطباعيّ، إذ صوّرت في كل لوحة فصلين من فصول السنة، وعكست المشاعر والأحاسيس الإنسانية بأسلوب مميّز. معتبرة أن هذا المعرض مختلف لأنه ثمرة ما تعلّمته في المركز خلال الدورات التدربيبة، إضافة إلى رؤية الطالب الفنية التي تعبّر عن شخصيته.
وقال الفنان حسن حسن المشرف على مشاريع تخرّج الطلاب في المركز، إن الأعمال المقدّمة عكست النتيجة التي وصل إليها الطالب وما تعلّمه خلال دراسته في المركز، وكيف تطوّرت موهبته. معتبراً أن المعرض بمثابة المفتاح الأوّل لدخول الطالب عالم الفنّ التشكيلي الذي يتابعه وينجح فيه بحسب طموحاته ومشاركاته وقدراته على تطوير ذاته، وإبراز إبداعه من خلال التجارب والمشاركات الأخرى.
ورأت الفنانة التشكيلية وفاء الحافظ أن الأعمال المقدّمة متميّزة، خصوصاً الأعمال التي استخدمت المدرسة الواقعية. إذ استطاع متخرّجو المركز عكس الواقع في لوحاتهم بشكل مبدع، على رغم صعوبة هذا النوع من الأعمال. مشيرةً إلى أنها تجارب فنية مبشّرة ترفد حركة الفنّ التشكيلي في سورية.
يذكر أن المعرض يستمر في صالة المعارض في ثقافي أبو رمانة حتى اليوم الخميس.