المرصد

هنادي عيسى

لا شكّ في أنّ الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني، تُعتبَر من أبرز المحاوِرات في العالم العربي في مجال برامج الـ«توك شو»، فهي صاحبة أسلوب ذكيّ، وتعرف كيف تأخذ من ضيوفها أجوبة شافية لتساؤلات كثيرة متعلّقة بحياتهم الفنية والشخصية. كما أنّها لا تهادن أيّ نجم يجلس أمامها ولا تساومه، ولا تقبل أن يتوّهها في أجوبته الدبلوماسية.

قبل أسبوعين، بدأ عرض برنامجها الجديد على قناة «أم بي سي»، «المتاهة». وقبل انطلاقته بيومين، أثيرت حوله ضجة كبيرة. إذ إنّ القضاء المستعجل في لبنان، أصدر قراراً بوقف البرنامج بناءً على شكوى تقدّم بها شاب يُدعى أحمد الزيّات، وأكّد أنّ فكرة البرنامج سُرقت منه ونُسبَت إلى أشخاص آخرين. وأنّه هو أرسلها عبر البريد الإلكتروني إلى إدارة المحطة، وأنّ ضيفة الحلقة الأولى ستكون المطربة الإماراتية أحلام. واعتقد كثيرون أنّ «أم بي سي» ستخضع لقرار القضاء اللبناني، وتوقِف العرض إلى حين بت المسألة قضائياً، إلا أنّ الحلقة بُثّت بعدما تبيّن للزيّات أنّ مكاتب «أم بي سي» في لبنان، لا علاقة لها بإيقاف أيّ برنامج أو عرضه، لأنّ الشركة الأساسية مقرّها في دبي، وأنّ أيّ برنامج يُبثّ من مدينة الإنتاج هناك.

إلا أنّ الزيّات أصرّ على حقوقه. وأمام هذه الزوبعة، كان لتصريحات أحلام صدى واسعٌ بسبب أسلوبها المستفزّ. أما الحلقة الثانية، فكانت ضيفتها النجمة المصرية يسرا التي بدت مثالية في أجوبتها، وبرهنت أنّ الضيف هو مَن يجذب المشاهدين، لأنّ فكرة البرنامج ليست مبتكَرة. فالكيلاني تتنقل مع ضيفها من ديكور إلى آخر عبر تصميم تكنولوجيّ متطوّر في الشكل، إنما ليس جديداً. فالانتقال من ديكور إلى آخر فكرة بدأها الإعلامي نيشان منذ عشر سنوات تقريباً عبر برنامجه «مايسترو»، وقدّم منه أكثر من نسخة حتى استنفد نجاحه.

خلاصة الكلام، أنّ «المتاهة»، برنامج لا تنحو أسئلته بُعداً فلسفياً جديداً، إنما هو في مضمونه، وحتى ضيوفه، يشبه برامج الـ«توك شو» التي قدّمتها الكيلاني سابقاً هي وغيرها. وهنا، يكون نجاح حلقة معيّنة، عائداً إلى قوّة حضور الضيف، لا إلى فكرة… «المتاهة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى