العبد الله لـ«تلاقي»: إعادة إنتاج مكون جديد وفق رؤية المالكي يشكّل خطراً على أهداف السعودية والغرب

أكد الكاتب والباحث السياسي حميدي العبدالله أن «المعارضة العراقية كانت تراهن على الانتخابات، ولكن النتيجة كانت لمصلحة المالكي الذي اختلف مع السياسات الأميركية والخليجية والغربية وتبنى سياسة مدركة لخطورة الإرهاب على العراق»، مشيراً إلى أن «إعادة إنتاج مكون جديد في العراق وفق الرؤية التي يتبناها المالكي تشكل خطراً على أهداف السعودية والغرب وتركيا في المنطقة، وانتشار «داعش» في المدن الثلاث هو رد على نجاح المالكي في الانتخابات».

وأضاف: «حدث الانهيار السريع في الموصل لأن الجيش العراقي أقيم على أساس مبدأ المحاصصة بين الكيانات الطائفية، بالتالي لم تكن لديهم العقيدة الكافية للتضحية بدمائهم من دون معرفتهم لأي جهة يضحون، وعند انتشار داعش كانت كل الأطراف المسيطرة في تلك المنطقة لديها مصلحة من انتشار «داعش»، لذلك قال المالكي بأن هناك خيانة وتقاعس وتواطؤ».

وأشار إلى أن «أول مرة منذ عام 2003 يوضع العراق على طريق الحسم العسكري في مواجهة المجموعات الإرهابية، وهذا أدى إلى إعلان نور المالكي استنفار الجيش بشكل كامل لرد الإرهاب عن العراق، ولأول مرة يطبق قرار السلامة الوطنية، فالمالكي هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة من دون أي اعتبارات أخرى، ولأول مرة تصدر فتوى من قبل السيستاني والملا تدعو للجهاد والتطوع لدعم الجيش»، مضيفاً أن «المالكي أعلن صراحة بأنه ليس بحاجة إلى تدخل عسكري لا من إيران ولا من أميركا ولكنه بحاجة للسلاح، بالتالي إما أن تسلم أميركا صفقات السلاح للعراق أو سيتحول لمصادر أخرى»، مؤكداً أن «لدى العراق اليوم إرادة موحدة وعملية تجييش واسع والتفاف حول الحكومة لسحق «داعش» وغيرها وإرادة للحصول على الأسلحة ولديهم العقيدة لمواجهة الغزو الجديد الذي يهدد وحدته ووجوده».

ورأى أن «اليوم لا تستطيع الولايات المتحدة أو قطر أو تركيا أو السعودية أن يزيلوا الشيطنة عن «داعش» ويصوروها بصورة ملائكية كأنها المساعد للشعب العراقي. فالحقيقة باتت واضحة، وهناك نتيجتان لتمدد «داعش»، الأولى أنها حصلت على دعم مالي بقيمة 450 مليون دولار من الموصل، والثانية حصلت على أسلحة متطورة نسبياً ونقلت جزءاً منها إلى الأراضي السورية».

وأضاف العبد الله: «أتوقع نتيجة لهذا التمدد «الداعشي» أن يكون «داعش» أكثر قوة في ضرب ومواجهة المجموعات المسلحة المنافسة لها في سورية، بالتالي هذا سيستنزف قدرات الطرفين وهذا لمصلحة الدولة السورية، والعراق اليوم تحرر من ابتزاز النجيفي وهي على استعداد للذهاب في التنسيق مع الجيش السوري إلى أبعد مدى للتخلص من «داعش» التي هي مكروهة شعبياً».

وعن الموقف الإيراني في العراق، قال إنه «كان واضحاً وهي أكدت بأنها ستقدم المساعدة للعراق مهما كانت طبيعتها حتى ولو طلبت التدخل العسكري إذا كان هناك طلب من الحكومة العراقية وفقاً للقانون الدولي، والجيش العراقي كبير العدد وما يحتاجه هو السلاح والتدريب والخبرات والمستشارين وهو لم يطلب حتى الآن المساعدة من أي طرف دولي، لكن إذا طلب فطلبه مطابق لقواعد القانون الدولي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى