سكيف: داعش صناعة أميركية بإدارة سعودية قطرية
دمشق ـ سعد الله الخليل
الاجتماع الذي ضم قادة تنظيم داعش وجيش النقشبندية الذي يتزعمه عزت الدوري نائب الرئيس السابق في عهد الرئيس صدام حسين جنوب الموصل والذي خلص إلى سلسلة قرارات أبرزها أن تكون القيادة العسكرية موحدة بزعامة واستبعاد من هم من جنسيات غير عراقية من القيادة العسكرية والشرعية في داعش العراق والتخلص منهم عبر تصفيتهم أو نقلهم إلى الأراضي السوري وعلى رغم أهمية الاجتماع والذي أعاد الدوري وقيادات عسكرية من الجيش العراقي المنحل إلى الواجهة إلا أنه لم يكن المحطة القتالية الأولى لأنصار النقشبندية الذي يتزعمه الدوري وينشط في شمال ديالى ومحافظات كركوك وصلاح الدين.
ويعد تنظيم النشقبندية الجناح المسلح لحزب البعث المنحل والذي أعلن منذ أشهر وإبان الاعتصامات المناهضة للحكومة عن تشكيل قيادة فرقة تضم ستة ألوية جرى تجهيزها بالعدة والعدد حيث أشعل التنظيم شرارة الأحداث في الحويجة.
وانتقل عزت الدوري من اليمن إلى الأراضي السعودية ومنها إلى الأراضي العراقية عبر تركيا ومنحت الحكومة اليمنية عزت الدوري حرية الإقامة في اليمن والتحرك في عدد من الدول العربية والإسلامية منها تركيا التي منحت الدوري ملاذات آمنة للإقامة والنشاط والتواصل مع عدد من القيادات العراقية المدنية والعسكرية في ظل معلومات متضاربة تقول إن الدوري شارك في عدد من الاجتماعات السرية التي عقدت في تركيا الأسبوع الماضي بمشاركة عدد من العراقيين.
وقالت المصادر إن مغادرة الدوري لليمن كانت متزامنة مع مغادرة عدد من القيادات العسكرية والمدنية العراقية السابقة لليمن مطلع الأسبوع الماضي حيت توفر اليمن ملاذات آمنة للقيادات العسكرية والمدنية العراقية إلى جانب السعودية وتركيا وقطر ودول الخليج العربي والأردن وأن الحرب في سورية أدت إلى انتقال العديد من القيادات العسكرية والمدنية العراقية السابقة إلى كل اليمن والأردن وأن البعض منهم فضلت الهجرة إلى أوروبا وتقديم اللجوء بها على أساس أنهم من سورية.
وكان الناطق باسم مكافحة الارهاب بديالى قد قال إن القوة الجوية العراقية قصفت مقراً للنقشبنديين في تكريت وقتلت 50 من قياداته بينهم أحمد نجل عزت الدوري
وسبق أن أوضح قائمقام بلدة الخالص التابعة للمحافظة، عدي الخدران «أن تحالفاً بين داعش والجناح العسكري للدوري يؤجج العنف والهجمات المسلحة في المناطق المشتركة بين محافظتي ديالى وكركوك». وأضاف أن «تنظيم الدوري يتلقى دعماً دولياً وتسليحياً من دول مجاورة تشمل الصواريخ بعيدة المدى والعجلات الحربية والأسلحة الرشاشة المتطورة إضافة إلى القنابل المختلفة المنشأ».
وسبق أن أعلن تنظيم الطريقة «النقشبندية» عن استكماله «كافة التحضيرات» لما أسماه لهجوم على محافظة بغداد، ودعا الدبلوماسيين المتواجدين في العراق إلى مقاطعة الحكومة الاتحادية. وسبق أن حرض الدوري أنصاره إلى الزحف إلى بغداد خلال التظاهرات السابقة ضمن جمعة أطلق عليها الزحف إلى بغداد.
داعش في ضوء المخطط الكبير
يرى نقيب المحامين في سورية نزار سكيف بهذا التحالف إفلاس والإفلاس الكبير لمخطط كبير انطلق عام 2006 مع العدوان على لبنان إلى سورية 2011 يسقط الآن في سورية وتحاول الولايات المتحدة وبالتعاون مع أدواتها الوهابية أين كانت مسمياتها النقشبندية تارة بزعامة عزت الدوري أو بداعش أخواتها تسعى لفرض معادلات جيوسياسية في المنطقة الغربية في العراق المحاذية للمنطقة الشرقية في سورية في محاولة العبث في المنطقة الحدودية لإنشاء دولة داعشية مدعومة من السعودية لقطع التواصل بين دول المقاومة من جنوب لبنان إلى سورية فالعراق فلبنان. وأضاف باعتقادي لن تنجح الولايات المتحدة عبر أدواتها السعودية وتركيا قطر بخلق واقع جغرافي وفرض أمر واقع وسيفشل بسبب العقل السياسي السوري المقاوم والمقاتل والحلفاء الإقليميين والعالميين من روسيا والصين لخطورة الواقع المرسوم. وتساءل سكيف: «هل نحن أمام إعادة الهيكلة الثالثة لتنظيم القاعدة». وتابع: «فشلت هذه الهيكلة منذ بداية الحرب على سورية وستسقط أكثر الآن مع ما يرسم للعراق بفرض أمر واقع على قوى المقاومة والقوى الدولية التي تقف إلى جانبها على الصعيد السياسي والأمني والعسكري لا تستطيع الأدوات الرخيصة من فرض واقع جديد في المنطقة».
وأكد سكيف أن توظيف هذا التحالف بين داعش والدوري وإظهاره للواجهة ما هو إلا تسخيف للعقل السياسي وما هو إلا مشروع أميركي مبرمج عبر أدوات إقليمية مدعومة من قوة إرهابية تتبع للغرب، وسيسقط هذا المخطط كما سقطت المخططات السابقة كما ستفشل محاولات إعادة رسم خطوط الطاقة والتي تسعى إليه الولايات المتحدة وحلفائها ولم تنجح في مساعيها لضرب إمداد النفط والغاز الروسي والإيراني بالتعاون مع حليفتها قطر والسعودية فمع سقوط فرضية تجميع الخطوط في حمص تسعى لإيجاد نقاط جديدة بالتعاون مع التركي بالعراق برسم خريطة جديدة عبر تركيا إلى ساحل المتوسط. ولفت سكيف لما يشهده العراق من نهوض للفكر العروبي بعد الخيانات التي شهدتها الموصل وما رافقه من استشعار محور المقاومة من خطر داهم وتحول إلى رد الفعل التي ستسقط المشروع.
يسقط تحالف الدوري وداعش المزاعم التي تقول بأن داعش صنيعة إيرانية سورية ويقول سكيف: «من يفكر بهكذا تفكير ساذج في السياسة وقراءة الاستراتيجية السياسية، فداعش صناعة سعودية بامتياز حيث تثبت الأدلة والوقائع أن الدعم المالي والسياسي واللوجستي يأتي من السعودية، وتركيا لها دور في التمويل كونها اعتبرت حليفتها جبهة النصرة منظمة ارهابية وسكتت عن داعش. ولماذا فتحت الحدود لداعش لتدخل الأراضي السورية في حربها ضد القاعدة. وأضاف سكيف: داعش صناعة أميركية سعودية لخلق دويلة في المنطقة تبرر وجود الكيان الصهيوني وقطع التواصل عن دول المقاومة والممانعة من شواطئ المتوسط إلى الحدود الإيرانية وهو ما تدركه القوى الحليفة لمحور المقاومة.
وتابع سكيف: «ضرب الجيش السوري داعش في أكثر من منطقة، ولكن العقل العسكري السري له استراتيجيته التي تقوم على مقتضيات الدولة وليس على الغرائز قادر على تحديد أولويات المواجهة مع القوى الساعية لإسقاط الدولة السورية».