شبح الفتنة

لُبْنانُ، لَمَّا دقَّ ناقوسُ الخَطَر

لِلفِتْنَةِ الرَّعْناءِ وانْتَشَرَ الخَبَر

والخَطْفُ مِفْتاحُ الفَجيعَةِ والرَّدى

تَبْدو مَعاطِبُهُ وفي أُفْقٍ ظَهَر

أَهْلُ السِّياسَةِ عَبَّروا في مَوْقِفٍ

حُرٍّ أصيلٍ مِنْ مَواقِفِهِمْ بَدَر

كانَ الضَّمانَ مُطَمْئناً ومُهَدِّئاً

لِلرَّوْعِ مِنْ ذُعْرٍ وقَدْ أَطفا الشَّرَر

إِنَّ الرِّهانَ على أَصالَةِ أُمَّةٍ

عُظْمى به فُزْنا وهَذا المُنْتَظَر

إنَّ الخِلافَ مُبَرَّرٌ بِسياسَةٍ

وهْوَ السِّباقُ لِمَنْ بِمَنْهَجِهِ انْتَصَر

أَهْلُ السِّياسَةِ بَرْهَنوا في حِكْمَةٍ

لَمَّا الخِلافُ اشْتَدَّ أَو كانَ انْفَجَر

لَجأوا إلى ضَبْطِ النُّفوسِ ولَجْمِها

مُسْتَعْمِلينَ أَشَدَّ أَنْواعِ الحَذَر

فَلَهُمْ مِنَ الأَحْرارِ شُكرٌ بالِغٌ

ما عاقِلٌ إلاَّ لِمَوْقِفِهِمْ شَكَر

هذا هو اللُّبْنانُ إنِ لَمْ تَحْرَصوا

في صَوْنِهِ لَغَدا هُناكَ شَذَرْ قَذَر

وَطَنٌ جَميلٌ لا مثيلَ لِحُسْنِهِ

مُتَمَيِّزٌ في نُبْلِ أَهْلٍ والأُسَر

مِعْيارُ كُلِّ أَصالَةٍ وشَهامَةٍ

الحِفْظُ لِلتاريخِ مَع حِفْظِ الأَثَر

لُبْنانُ، تاريخٌ لَهُ مُتَوَهِّجٌ

لُبْنانُ مِلءُ السَّمْعِ أَيضاً والبَصَر

صَوْنُ البِلادِ مِنَ الدَّمارِ مُشَرِّفٌ

أهْلَ الكرامَةِ والمكارِمِ والغُرَر

لُبْنانُ في أبنائِهِ ونَمائِهِ

دُرَرٌ على دُرَرٍ يُقابِلُها دُرَر

الوَحْدَةُ الغَرَّاءُ في لُبْناننا

فيها المَناعَةُ والبَراعَةُ والظَّفَر

صالح آل حرفوش

رئيس «دوحة البقاع الثقافية»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى