قاسم: المسارات تتجه نحو مصلحة المقاومة
دعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى عدم الرهان على الخارج، خصوصاً أن المسار المعادي للمقاومة ليس في وضع مريح ولا يستطيع تحقيق شيء، لذلك نقول لشركائنا في لبنان: إذا كنتم تراهنون على الخارج فهذا الخارج لن يأتيكم بجديد لمصلحتكم، المسارات تتجه نحو مصلحة المقاومة، ولا يمكن أن تتجه لمصلحة الأطراف الأخرى المعتدية، والمراهنة على الخارج مضيَعة للوقت، لا سيما أن لبنان خارج اهتمامات كل دول العالم، ولذلك فإن الأفضل أن نلجأ إلى خياراتنا الداخلية وأن نتعاون مع بعضنا.
وأشار في كلمة ألقاها في حفل تخريج طلاب المرحلة المتوسطة في مدارس «المصطفى» و«البتول» في قاعة الجنان طريق المطار إلى «أن فرصة لبنان تتآكل يومًا بعد يوم في تفعيل المؤسسات، للأسف واحد من المسؤولين اللبنانيين يستطيع أن يعطل كل شيء، لأن كل مسؤول في لبنان عنده «حق الفيتو». وبالتالي إذا كان البعض يظن أنه في ذلك يصنع شيئًا فهو مخطئ، ليست المكرمة في التعطيل وإنما المكرمة في تسهيل تعامل اللبنانيين في شكل إيجابي مع بعضهم حتى يفعّلوا المؤسسات وإلاَّ فهذه المؤسسات تتآكل يومًا بعد يوم والخسائر تقع على المواطنين للأسف».
وقال: «إن المنطقة في أسرها في حالة غليان، وكل بلد من البلدان تُفتح فيها مشكلة لأي سبب من الأسباب وتحت أي عنوان من العناوين فتبدأ التداعيات ولا تعود البلاد كما كانت، بل نصبح أمام فوضى ومشاكل وتعقيدات حقيقية. وهذا يشمل كل المنطقة تقريبًا. المسارات النهائية في هذه المنطقة لم تُحسم ولم تُحدد بعد، فليس واضحًا كيف يكون الحل السياسي في سورية ولا في اليمن، ولا كيف سيستقر العراق في نهاية المطاف، ولا وضع لبنان إلى أين نصل به، ولا الكثير من بلدان المنطقة، والمرحلة تتطلب وقتًا قبل أن تُحسم الخيارات المختلفة، لكن محور المقاومة في أي موقع من المواقع في الحد الأدنى هو صامد أمام التداعيات، وفي الحد الأفضل يحقق بعض الإنجازات في أماكن مختلفة، وكما تحقق إنجاز الانتصار على العدو الإسرائيلي في تموز 2006 وكما فعلت إيران بالاتفاق النووي الأخير، حيث جلست مع دول العالم الكبرى ليعترفوا بها دولةً ذات شأن، وكما حصل في سورية حيث صمدت لحوالي خمس سنوات تقريبًا إلى الآن من دون أن يتمكن المعادون من إسقاطها، وكما حصل في العراق فتحرر ثلث العراق من داعش ، والآن تستطيع السعودية أن تدمر في اليمن أكثر وأكثر، ولكنها لا تستطيع أن تقود اليمن أو أن تحسم في اليمن أو أن تحقق أهدافها فضلًا عن الخسائر الكبيرة التي تحصل في صفوفها.
وأضاف «قررت روسيا أن تقصف بغارات عدة فانقلب العالم رأسًا على عقب، فيما التحالف الذي تقوده أميركا قصف 3500 غارة خلال سنة وأكثر فلم نسمع صوتًا! لأن في الحقيقة كانت غارات هذا التحالف حول تواجد التكفيريين لحمايتهم فقط، بينما الغارات الروسية هي مباشرة وتؤثر على مشروعهم»، معتبراً «أن تدخل روسيا في سورية قد يساهم في تسريع الحل السياسي. وهذا مطلبنا الدائم، وكنا دائماً نقول: الحل في لبنان سياسي، والحل في سورية سياسي، والحلّ في اليمن سياسي، أي منطقة لا يمكن أن يكون الحل فيها عسكرياً، فيجب أن يكون سياسياً. وعلى كل حال إذا صرخ الطرف الآخر معترضًا فهذا دليل إيجابي على أن مسيرتنا صحيحة».
من ناحية أخرى أكدت قيادتا حزب الله وحركة أمل في البقاع في بيان صدر بعد اجتماعهما الدوري «أن الحوار هو السبيل الوحيد لخروج لبنان من أزماته وان انتظار الحلول من الخارج رهان في غير محله وذلك فأطراف الحوار في مقدورهم الاتفاق على مخارج تنهي حالة التخبط والإرباك الذي تعيشه الساحة». ورأى المجتمعون «أن الاستئثار بالسلطة ومحاولات الإقصاء التي يمارسها البعض في الحياة السياسية هي سياسات أثبتت فشلها على الدوام، فاللبنانيون إن أرادوا إنقاذ بلدهم فهم قادرون على ذلك بعيداً عن كل الإملاءات، فهل يتعظون قبل سقوط الهيكل على الجميع».
وأشار المجتمعون إلى أن معالجة مشكلة النفايات هي مسؤولية وطنية، وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم حتى لا تحل الكارثة البيئية والصحية، مطالبين الدولة بأن تحزم أمرها لإخراج البلد من هذه الأزمة المتفاقمة.