«أنا مختلف»… لوحات فرديّة وجماعيّة لطلاب كلّية العمارة في «جامعة الرشيد»

إيناس سفان

قدّم طلاب السنتين الأولى والثانية في كلّية العمارة ـ «جامعة الرشيد» الخاصة، في معرضهم الأول «أنا مختلف» الذي افتُتح مؤخراً في فندق «فور سيزن»، 34 لوحة فنية منوّعة عبّرت عن الواقع.

واختار الطلاب مواضيع مختلفة للوحاتهم التي أنجزوها خلال ورشة العمل الصيفية الأولى في الكلّية، فقدموا في لوحات فردية وجماعية من الحجم الكبير رؤى فنية مميّزة، صوّروا فيها تاريخ الحضارة السورية من الأبجدية الأولى في أوغاريت، إلى حضارة تدمر وآثار دمشق القديمة، إضافة إلى مجموعة من لوحات البورتريه التي رُسمت بأسلوب جمع بين علم الهندسة والفنّ التشكيليّ بقالب إبداعيّ مختلف عن الأسلوب التقليديّ.

وأوضح عميد الكلّية الدكتور عاصم سلوم أن الكلّية افتُتحت في «جامعة الرشيد» السنة الماضية، وهذا المعرض جاء نتيجة جهد جماعيّ قدّمه 18 طالباً وطالبة منهم 12 من الطلبة الأوائل، شاركوا في ورشة فنية أقيمت خلال العطلة الصيفية، واستمرت ما يقارب شهرين بإشراف أساتذة الكلّية، بهدف تدريب الطلاب وتطوير مهاراتهم.

وأشار إلى أن اللوحات، منها تسعٌ فردية، و25 لوحة جماعية، عكست الواقع ورؤية الطالب بشكل فردي أو جماعي لما يراه. إذ قدّم الطلاب لوحات عن تاريخ سورية وحضارتها، إضافة إلى لوحات منوّعة عبّر فيها كل طالب عن أفكاره ومشاهداته من خلال الخطوط الهندسية الممزوجة بالفنّ التشكيليّ. معتبراً أن المعرض يؤكد على دور الطلبة في إعادة إعمار بلدهم.

وقال الدكتور محمود حمدو مدرّس المواد الفنية في الكلّية إن الهدف من المعرض الذي نتج عن ورشة العمل، إظهار الجانب الفني لدى الطلاب منذ السنوات الدراسية الأولى. مبيّناً أن لنظرة المهندس المعماري الفنية أهمية كبيرة. وأن اللوحات قدّمت بأسلوب واقعيّ عبّر فيها الطلبة عن فهمهم للون بطريقة مختلفة، وصوّروا في لوحاتهم مواضيع من الواقع، منها عن التاريخ وأخرى من مشاهداتهم المختلفة.

وقال حمدو إن الورشة التدريبية التي أقيمت خلال العطلة الصيفية رفعت من مستوى الطلاب ومقدرتهم على توظيف الجمال بشكل مناسب، والتشاركية في العمل، وأظهرت الرؤية الفنية الجميلة لدى الطلبة من خلال تبادل الأفكار والمواضيع ضمن أسلوب فنّي مشترك.

وعبّرت الطالبة إيناس الرمحين في لوحتها التي حملت عنوان «تحية إلى تدمر» عن الحزن الذي أصاب هذه المدينة التاريخية وما تعرّضت له من دمار على يد التنظيمات الإرهابية. مشيرة إلى أنها اختارت اللونين الأبيض والأسود لتعبّر عن هذه الحالة بتقنية الإكرليك، إذ صوّرت «روليف جنائزي» موجوداً في متحف تدمر بطريقة هندسية وفنية.

واختارت ريم عابورة الأنثى كموضوع للوحتها التي وسمتها بـ«الانعتاق»، وعبّرت فيها بأسلوب رمزيّ من خلال حركات الجسد واختلاف الملامح والألوان عن رغبة الأنثى في الخروج من إطار نظرة المجتمع التقليدية التي وضعتها في صراع داخلي تعمل للخروج منه.

وأشارت عابورة إلى أنها مع باقي الطلبة المشاركين عملوا على تصوير الواقع الحالي من خلال مواضيع مختلفة، عبّروا فيها عن الحزن والألم، مع وجود الأمل من خلال الألوان والضوء. مبيّنةً أنه على رغم الصعاب والحرب، تبقى الحياة مستمرة وعطاء الشباب مستمر، وأنّهم يجسدون ذلك في نشاطاتهم وإبداعاتهم في كل المجالات.

وشاركت الطالبة إليسار معروف بلوحة جماعية مثّلت مراحل العمل في الورشة التدريبية، إضافة إلى لوحة فردية بعنوان «الدراويش» صوّرت فيها رقصة المولوية، وعبّرت عنها بشكل هندسيّ ونظرة معمارية أظهرت نقاط الارتكاز للراقصين.

وأوضحت الطالبة سيرين سمسمية أن اللوحة الجماعية التي شاركت فيها عبارة عن تحية إلى المعماري الإسباني المشهور أنطوني غاودي. وقالت: اخترنا جزءاً من إحدى كتله المعمارية الكبيرة، واستخدمنا التضادّ في الأشكال وتقنية ثلاثي الأبعاد بأسلوب واقعيّ، واعتمدنا التناغم بالألوان. مبيّنةً أن المعرض طوّر النظرة الفنية لديها وتذوقها للألوان، وقدّم لها ولزملائها الدافع للاستمرار بالعمل وتطوير أفكارهم وأسلوب عملهم والمزج بين العمارة والفنّ التشكيلي.

وعبّرت تغريد الدهبي في لوحتها «قيود» عن المعاناة التي تعيشها المرأة نتيجة الظروف الراهنة والعمل للخروج منها وتحطيم القيود من حولها. معتمدة الألوان الحارة والتي شكلت نوعاً من الصراع اللوني.

وأشارت الدهبي إلى أن المعرض ساهم في تطوير مهاراتهم كطلاب، وآليات عملهم واستخدامهم الألوان ومستوى أفكارهم، ليقدّموا ما في داخلهم على رغم الظروف التي تعيشها سورية، ليؤكدوا أن العمل والفن مستمران، وأنّ جيل الشباب قادر على التطوّر وتقديم الأفضل دائماً.

وعبّرت رفاه كريم في لوحتها عن معاناة الأسرة، إذ رسمت الوجوه بشكل هندسيّ يوحي بمعاناة كلّ فرد مع مزج لونيّ متناقض ومساحات ضوئية تعبّر عن الأمل والفرح المنشودين.

ورأى الدكتور المثنى علي، أستاذ في كلّية الهندسة الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، أن ما قُدّم في معرض «أنا مختلف» كان أمراً متميّزاً ومختلفاً فعلاً. وقال إن الأعمال التي قدّمها طلاب السنتين الأولى والثانية عبّرت عن فنانين حقيقيين مزجوا بين الرياضيات في الهندسة والفنّ التشكيليّ في الفنون الجميلة من تصوير زيتي ونحت وهندسة داخلية. مشيراً إلى أن هذا يقدّم تجربة رائدة أعطت الطالب منذ السنوات الدراسية الأولى خبرة ومهارة في مزج الفنون وأبعاد اللوحة والتعامل مع الألوان، وتقديم لوحة جماعية بفكرة ورؤية وروح واحدة أظهرت الجانب الفني مع الهندسة المعمارية.

يذكر أن «جامعة الرشيد» الخاصة أُسّست منذ أربع سنوات، ويصل عدد طلابها في كلّيات الصيدلة والهندسة بفروعها المختلفة والإدارة إلى سبعمئة طالب وطالبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى