توقيف العشرات واختباء قادة المحاور والاختبار اليوم في التبانة… ومذكرة وجاهية بحق دفتردار هل يُرفع الغطاء عن المسلحين… أم يتكرّر سيناريو فتح الإسلام؟

بدأت وحدات الجيش صباح أمس تنفيذ الخطة الأمنية في مدينة طرابلس بالانتشار في محاور البقار ،الريفا، المنكوبين، الشعراني، باب التبانة وجبل محسن، وذلك وسط ترحيب رسمي ونيابي وسياسي وشعبي، ومن دون أي مقاومة من المجموعات المسلحة، وهو ما اعتبرته المصادر السياسية والأمنية مؤشراً على رفع الغطاء السياسي عن هذه المجموعات وقادتها، غير أن مصادر شمالية تؤكد أن الدليل على وجود جدية من ِقبل القيادات الطرابلسية، في رفعها الغطاء عمّن كانت تدعمهم وترعاهم وتستخدمهم في لعبة الصراع الرخيص في الداخل، وفي التحريض المذهبي وإثارة الفتنة وزيادة حدة الاستقطاب ومحاولة التأثير على مجريات الحرب في سورية كلما لاحت بوادر هزيمة للمسلحين هناك، سيتأكد اليوم الأربعاء عند قيام وحدات الجيش باستكمال تنفيذ الخطة عبر الدخول إلى منطقة باب التبابة، حيث يتحصن بعض قادة المجموعات المسلحة الذين لم يتواروا عن الأنظار ويتهمون قيادات «14 آذار»، وفي المقدمة فريق المسقبل، بخذلانهم والتخلي عنهم، بعد أن جرى استخدامهم واستغلالهم إلى أبعد الحدود، وفي طليعة من يوجّه هذه الاتهامات زياد علوكي الوجود في باب التبابة.


وفي هذا السياق، تذكر المصادر الشمالية بما جرى مع تنظيم فتح الإسلام الذي تم احتضانه من ِقبل تيار المستقبل ثم تخلى عنه فكانت معركة مخيم نهر البارد ونهاية هذا التظيم.

إلاّ أن مصادر سياسية تساءلت عما اذا كان فعلاً قد اتُخذ قرارٌ مماثل إزاء المجموعات المسلحة وقادتهم، على ضوء المعلومات المتداولة بشأن قيام قيادات المستقبل، قبل أيام من البدء بتنفيذ الخطة الأمنية، بإبلاغ قادة المسلحين والمطلوبين باستنابات قضائية بضرورة الابتعاد عن الأنظار لفترة من الزمن، الأمر الذي يفسر عدم اعتقال أي من هؤلاء القادة خلال مداهمات منازلهم بالأمس أمثال حسام الصباع مسؤول تنظيم القاعدة في طرابلس، وشادي مولوي، وأحمد ميقاتي، والشيخ عمر بكري.

ازالة الدشم ودهم واعتقال

باشرت وحدات الجيش المدعومة بعناصر من قوى الامن الداخلي بإزالة الدشم من محاور القتال، كما قامت بنشر نقاط ثابتة في كل احياء طرابلس، وسيّرت دوريات داخل باب التبانة وجبل محسن.

وبذلك تكون الخطة الأمنية قد دخلت حيز التنفيذ فعليا بعد الاستنابات القضائية التي سُطرت بحق المقاتلين في باب التبانة وجبل محسن وجوارهما. كما نفذت وحدات الجيش عمليات دهم بحثاً عن مطلوبين.

وأشارت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، إلى أنه «استناداً إلى قرار مجلس الوزراء، بدأ الجيش اعتباراً من صباح اليوم، أمس بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، تنفيذ الخطة الأمنية في مدينة طرابلس، وقد شملت الإجراءات بالإضافة إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز، تنفيذ عمليات دهم للمطلوبين بموجب استنابات قضائية، حيث أوقف عدد منهم، وتم تسليمهم إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم».

وقد بدت الحركة في طرابلس طبيعية، حيث ُفتحت المدارس والجامعات أبوابها وشهدت طرقات المدينة حركة سير طبيعية.

كما عملت وحدات الجيش على إزالة جميع الدشم حتى الموضوعة داخل المنازل والتي كان يستخدمها القناصة».

وأشارت المصادر الأمنية إلى ان «الجيش يقوم بهذه الأمور من دون أي مقاومة من قادة المحاور أو المجموعات المسلحة، خصوصاً بعد أنباء عن فرار معظمهم أو اختفائهم»، لافتةً إلى ان «هناك أوامر أعطيت للجيش بإلقاء القبض على قادة المحاور والمجموعات المسلحة، لأنهم مطلوبون باستنابات قضائية».

وأضافت ان «انتشار الجيش ترافقَ مع تحليق لمروحيّاته لمراقبة عملية تنفيذ الخطة الأمنية في المدينة، مع تحليق لطائرة استطلاع.

وأفيد أن القوى الأمنية المنتشرة في طرابلس نفذت عمليات دهم عدة في القبة والبقار وجبل محسن وأوقفت عشرة أشخاص من بينهم 5 من آل المولوي من باب التبانة.

وقطعت وحدات الجيش الطرق المؤدية من وإلى جبل محسن مانعة دخول السيارات المدنية.

كما قامت بمداهمات عدة في القبة – شارع الأرز – مشروع الحريري – الريفا، وألقت القبض على كل من زياد دندشي، عبد الله محمد، زكريا حروق، حسن نبهان، زكريا حسن، محمد العرفي، أسامة نوفل، بلال النعمان، علي قريطم وحسن البقار.

وأقامت عناصر قوى الأمن أكثر من ثلاثين حاجزاً ودققت بهويّات المارة، كما قامت قوة من الحماية والتدخل في القوة الضاربة لشعبة المعلومات بمداهمات أمنية عدة.

واستخدم الجيش اللبناني في تنفيذ خطته الأمنية في طرابلس مروحيتين بهدف الاستطلاع.

ودخل الجيش منزل المسؤول السياسي في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد في جبل محسن وصادر جهازي لاسلكي. لكن لم يعثر على عيد في منزله، وذكرت مصادر ان «رفعت عيد غير موجود في جبل محسن وهو ترك البلاد وغادر إلى سورية».

غير أن المسؤول الإعلامي في الحزب العربي الديمقراطي عبد اللطيف صالح نفى في حديث تلفزيوني أن يكون رفعت عيد قد غادر جبل محسن، مؤكداً أن عيد لن يهرب ومازال موجوداً.

كما قام الجيش اللبناني بدهم 3 مستودعات للأسلحة في جبل محسن ومصادرة كافة الاسلاحة والذخيرة منها، مع توقيف عدد من الموجودين فيها».

ونفذ الجيش اللبناني مداهمات في منطقة باب الرمل في طرابلس بحثاً عن قادة المحاور في المنطقة أحمد ميقاتي وعمر ميقاتي الملقب بـ«أبو هريرة» وفايز عثمان وعلي الحاج يوسف من دون العثور على أحد منهم.

وأوقف الجيش 23 شخصاً خلال المداهمات التي نفذها في كل من البقار والريفا وجبل محسن.

وأفيد عن انقطاع جميع الاتصالات في مدينة طرابلس وكذلك الإنترنت.

وأوقفت مفرزة الاستقصاء في الشمال المدعو خالد عدنان الحريري بالقرب من سراي طرابلس والمطلوب بمذكرات توقيف عدة.

وأثناء عملية التوقيف، حاول الحريري إلقاء قنبلة يدوية على الدورية، لكن العناصر الأمنية تمكنت من القبض عليه قبل أن يلقيها.

وذكر أنه «تم توقيف 3 سوريين في محيط منزل شقيق شادي المولوي، نزار المولوي في القبة في طرابلس بعد مداهمة المنزل المذكورمن دون العثور على شادي أو شقيقه.

وعلم أن «قوة من فرع المعلومات قامت بمداهمات في محلة القبة وأبي سمراء بطرابلس، بحثاً عن الشيخ عمر بكري الذي صدرت بحقه استنابة قضائية».

كما ذكرت مصادر ان «بكري متوارٍ عن الأنظار منذ أول من أمس، وزوجته لا تعرف مكانه»، لافتةً إلى ان «زوجات السلفيين في طرابلس سينفّذن اعتصاماً في منطقة القبة تحت شعار «الاستنكار لمداهمة منزل بكري وتضامناً مع زوجته».

على إثر المداهمات خرجت تظاهرة في باب التبانة شارك فيها عدد من النساء والأطفال والرجال من شارع البازار باتجاه شارع سوريا، احتجاجاً على المداهمات الي يقوم بها الجيش اللبناني في حارة البقار والقبة، مؤكدين أنهم لن يسمحوا للجيش بمداهمة التبانة يوم غد اليوم ».

وفي عكار، داهمت قوة من الجيش منزل النائب السابق علي عيد في بلدة حكر الضاهري الحدودية، وأفادت المعلومات عن توقيف أربعة اشخاص في حين أن النائب السابق عيد لم يكن في المنزل.

على صعيد أخر، أفيد عن إصابة المواطن أحمد فواز العويشي 17 سنة من بلدة العماير في وادي خالد، عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير بطلقات نارية من الجانب السوري، وقد نقله الصليب الأحمر اللبناني الى مستشفى السيدة في القبيات.

الخطة في البقاع

وفي البقاع، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنه «بتاريخه أوقف حاجزا الجيش في وادي عجرم ووادي حميد – عرسال، ثلاثة أشخاص من التابعية السورية يستقلون سيارة نوع جيب بي ام X5 لمحاولتهم دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية ومن دون أوراق ثبوتية، وضبط بحوزتهم كمية من الذخائر الخفيفة، كما تم توقيف مواطن لبناني يقود دراجة نارية من دون أوراق ثبوتية وبحوزته بندقيتان نوع كلاشينكوف.

وقد تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم».

وأعلن أن قوى الأمن الداخلي ضبطت سيارتين مسروقتين في أحد مخيمات النازحين السوريين في عرسال.

وفي البقاع الغربي، ذكر أن السيارة المفخخة التي ضبطتها قوة من فوج المجوقل في جرود عرسال، كانت تحتوي بين 20 و30 كيلوغراماً من المتفجرات، إضافة الى قذيفة من عيار 155، وكانت المتفجرات مزروعة تحت الابواب والصندوق بطريقة دقيقة وصعبة الكشف.

وكشف ان شخصين كانا بداخل السيارة فرا منها عند ضبطها من قبل قوة المجوقل.

وفي وقت لاحق، قام الخبير العسكري في الجيش اللبناني بتفكيك السيارة وسحب حوالي 120 كلغ من مادة C4المجهّزة بتقنيّة ودقة عالية في التفخيخ من هيكل السيارة.

وفي صيدا، احتجزت «القوى الأمنية سيارة من نوع «ديو» جردونية اللون، وذلك بعد الاشتباه بها في محلة الهلالية، حيث تم اقفال الطريق لبعض الوقت، وحضر الخبير العسكري وكشف عليها فتبين خلوّها من المواد المتفجرة ولم يحضر صاحبها فتم احتجازها في أحد مرآب المدينة».

مذكرة وجاهية بحق دفتردار

من ناحية ثانية، استجوب قاضي التحقيق العسكري فادي صوان، في المستشفى العسكري، الموقوف جمال دفتردار في ملف نعيم عباس في جرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح، كتائب عبدالله عزام والقاعدة، بهدف القيام بأعمال إرهابية، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه.

وختم التحقيق في الملف وأحاله الى النيابة العامة العسكرية لإبداء المطالعة في الأساس.

زار فوج عرسال في كشافة المستقبل حاجز الجيش في منطقة عقبة المبيضة على أطراف عرسال، بعد تعذر الوصول إلى حاجز وادي عطا بسبب الإجراءات الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني بعد التفجير الأخير الذي استهدفهم في منطقة وادي عطا، وقدموا التعزية بالشهداء الثلاثة والورود على عناصر الحاجز وأضاءوا الشموع قرب الحاجز.

وشكر آمر الحاجز النقيب شادي أبو العز للكشافة اللفتة الطيبة والمبادرة الأجمل».

سلام: ليست موجهة ضد فئة

أمَل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «أن يكون في الخطة الأمنية خيرٌ لكل البلاد، فهي ليست موجّهة مع فئة ضد فئة، بل موجّهة لوضع الأمن والأمان لإراحة الناس»، مشدداً على ان «كل مخل بهذا الأمن هو موضع مساءلة ومحاسبة وملاحقة، وكل من يريد أن ينعم بالاستقرار في البلد، يجب أن يعطى فرصة حقيقية وجدية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى