امتحان

هناك، على حافة الزمن، كانت تقبع فَرِحةً بحياة رسمها لها القدر. ببسمة تملأ وجهها، وقهقهة تصدح بها حنجرتها. ولطالما حسدها عليها من كانوا حولها.

هناك، على حافة الزمن، حيث كان همّها الأكبر إسعاد مَن حولها، جاءها تائهٌ، كلّمها عن الغد، وما بعد الغد. كلّمها كثيراً عن الموت وما بعد الموت، وكثيراً كثيراً عن الله وما قبل الله.

هناك، على حافة الزمن، غيّرها، حوّلها إلى لوحة كان قد رسها في خياله. خطّ لها حدوداً وجدولَ لها قوانينَ تحت طائلة الحبّ، التزمت هي بها.

هناك، على حافة الزمن، وثقت به وتعلّمت منه وأحبّته بعدما لمست عشقه لها، فاقترب بِاسم الحبّ، وبِاسم الحبّ اقتربت هي.

وهناك، على حافة الزمن، تركها، ابتعد، هدّد، توعّد. وتحت سقف الخوف التحفت الصمت، وراحت تحاول لملمة ضحكات بعثرها ذلك التائه.

هناك، على حافة الزمن، شقية أحبّت، وشرقيّ بِاسم الله تقرّب. بِاسم الخطأ ابتعد، وحمى نفسه بجملة: «كان امتحاننا وها قد فشلتِ». يعلم هو لو أنها رفضت طلبه لهنّأها وعاود امتحانه مرّات ومرّات.

نعم، فهناك، على حافة الزمن، عقول على حافة الهاوية.

زلفا أبو قيس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى