بيان إيران والدول الست: بدء بتنفيذ التعهّدات

ناديا شحادة

يبدو أن التغيير أصبح الصفة الملازمة لمنطقة الشرق الأوسط، إما بفعل عوامل دولية أو أحداث دولية إقليمية، وجاء الاتفاق النووي الإيراني بين إيران والدول الغربية كمتغير إقليمي دولي ليلقي بتأثيراته على منطقة الشرق الأوسط، حيث دخلت المنطقة بعد الإعلان رسمياً عن صك الاتفاق النووي الإيراني الذي تمّ التوصل إليه بين إيران والقوى الست في منتصف تموز 2015، مرحلة جديدة فبعد مفاوضات شاقة استمرت 12 عاما ظهرت إلى النور خطة العمل المشتركة الشاملة بين إيران والقوى الست، تلتزم إيران بموجبها بوضع قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات عنها بعد انتهاء المدة الزمنية التسعين يوماً التي تم الاتفاق عليها بين إيران والقوى الست.

ومع انتهاء مهلة التسعين يوماً التي منحها نص عواصم الدول المتفاوضة يوم 18 تشرين الاول والتي أعقبت تبنى مجلس الأمن قراراً يوافق فيه على الاتفاق، دخلت نص الاتفاق حيز التنفيذ، حيث أصدرت إيران والدول الست بياناً مشتركاً بشأن تطبيق الاتفاق النووي وجاء فيه ان إيران بدأت بتنفيذ تعهداتها على نحو كامل وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتأكد من خطواتها.

يؤكد المتابعون ان الاتفاق النووي بين إيران والعالم دخل مرحلة جديدة بعد دخوله حيز التنفيذ في 18 تشرين الاول واستطاعت إيران فتح صفحة جديدة في طبيعة علاقاتها مع دول الغرب. هذه العلاقة التي ستعود على إيران والإيرانيين بالعديد من الفوائد وبالذات بعد أن أمر الرئيس الاميركي باراك اوباما رسمياً في 18 تشرين الأول إداراته بالتحضير لتعليق العقوبات المفروضة على إيران، وذلك وفقاً للاتفاق حول برنامجها النووي الذي وقع في 14 تموز من العام الحالي. وقال اوباما في مذكرة أصدرها موجهة إلى المسؤولين المعنيين في ادارته: اطلب منكم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتطبيق الالتزامات الأميركية بشأن العقوبات.

يشير المتابعون إلى ان الاتفاق النووي الإيراني أفرز حالة غير مسبوقة من التقارب الإيراني مع دول العالم. هذا التقارب الذي من شأنه ان ينعكس على كل الملفات الإقليمية، فالبدء بمرحلة تنفيذ الاتفاق النووي امر مهم جداً في إيجاد الثقة وتعزيزها بين إيران والغرب. وهذا ما اكده امين المجلس القومي الإيراني علي شمخاني، فدخول الاتفاق حيز التنفيذ سيسقط حائط الصد بين إيران والدول الغربية والتعاون والتنسيق بينهما سيكون له آثار على دول المنطقة ويبرز دور إيران كقوة إقليمية فاعلة في منطقة الشرق الاوسط وفي مكافحة الإرهاب، فظاهرة مكافحة الإرهاب والتطرف أولوية راسخة في السياسة الإيرانية. وهذا ما اكده رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الاسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي في 16 تشرين الاول.

فبعد المتغيرات التي شهدناها في منطقة الشرق الاوسط وبالذات بعد الاتفاق النووي الإيراني الغربي ودخوله حيز التنفيذ، فإن التساؤلات التي تطرح هل ستفتح الإيجابية نحو إيران آفاق التعاون في مكافحة الإرهاب، وخصوصا في العراق التي تمتاز بعلاقة جيدة مع طهران، حسب تأكيدات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في 18 تشرين الاول، مؤكداً موقف إيران الداعم لدول المنطقة في مكافحة الإرهاب؟ وهل الإقليم بصدد الدخول في حقبة جديدة من الانتصارات، حقبة تكون فيها إيران ودول محور المقاومة أبرز اللاعبين في المنطقة؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى