الكرب يغزو أصحاب المهن غير المرموقة

اكتشف العلماء أنّ العاملين في المهن «المتدنّية» اجتماعياً، يعانون عادة من الإجهاد النفسي خلال العمل، خصوصاً الذي يتعلق بمزاج الزبائن والمراجعين ومزاج رؤسائهم ولا سيما الباعة والنُّدُل.

جاء ذلك في دراسة جديدة حول هذا الموضوع، نُشرت في مجلة «Neurology». وجاء في الدراسة أنّ بين أفراد هذه المجموعة بالذات، ينتشر، وإلى حد كبير، خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخطر الإصابة بالجلطة الدماغية. ويعاني الكثير من العاملين في المهن قليلة الأجر، التي تتطلّب بذل الجهود العضلية الكبيرة، مثل الحمّالين والحراس، القدر نفسه من التوتر النفسي الذي يعاني منه الأطباء وأساتذة الجامعات.

وتبيّن أنّ سبب ذلك هو أنّ الحمّال والحارس، وعلى الرغم من بذل كلٍّ منهما للجهد العضلي، إلا أنهما لا يحتكّان كثيراً بالزبائن وبرؤساء العمل.

ونشر العلماء الصينيون معطيات دراسة لمجموعة من العاملين والموظفين تضم 140 ألف شخص، تتراوح أعمارهم من 18 إلى 75 سنة من 3 قارات.

واستمرت دراسة ومعالجة المعلومات الخاصة بوضعهم الصحي من 3 إلى 16 سنة. وجرى تشذيب المهن كافة انطلاقاً من عاملين: مستوى العبء النفسي ومستوى مراقبة الموظف لعمله المهني.

وتبيّن من الدراسة أنّ خطر الإصابة بالجلطة الدماغية لا يحوم فوق الطبيب والمهندس المعماري وغيرهم من أصحاب المهن المرموقة، إلا بشكل طفيف على الرغم من الضغط النفسي العالي. هذه المهن تحظى بالاحترام، ويقوم العاملون فيها بتوزيع وقت عملهم بأنفسهم، وبتوزيع المهمات الواجب تنفيذها.

وتبيّن من الدراسة أنّ أكثر المهن التي تجلب الضغط النفسي هي مهنة النادلة والممرضة والبائعة، وغيرها من المهن المتدنّية الأجور في مجال الخدمات. العمل في هذه المهن يترافق بضغط كبير من قبل الزبائن والرؤساء في العمل، ويجرى وفق جدول يفتقد للضبط والتحديد. ويزيد الطين بلّة عدم وجود الاحترام نحو هذه المهن في المجتمع. ويرى العلماء أنّ الضغط النفسي في العمل يدفع العاملين في المهن المذكورة أعلاه إلى التدخين وتعاطي الخمر أكثر من غيرهم، بالإضافة إلى تناول الطعام غير الصحي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى