صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
اليهود تهافت على أسلحة
ذكرت صحيفة «ميكورريشون» العبرية في عددها الصادر أمس أن زيادة بنسبة 5000 في المئة طرأت على طلبات الحصول على تراخيص لاقتناء سلاح، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة مرشحة للتعاظم كل الوقت.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة الثانية في التلفزيون العبري، عن مصدر أمنيّ قوله إن زيادة قطع السلاح التي يملكها الجمهور «الإسرائيلي» ستفضي إلى المس بالأمن أكثر مما تساهم في الحفاظ عليه، مشيراً إلى أن هذا الواقع يساهم في استخدامها لأغراض جنائية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «كالكيليست» العبرية الاقتصادية صباح أمس أن هبوطاً حاداً طرأ على سوق الأسهم «الإسرائيلية» بفعل تعاظم عمليات الفلسطينيين. وأشارت إلى أن هذا الواقع يرجع إلى حالة من انعدام الثقة واليمين باستقرار الأوضاع الأمنية، ما سيجد تأثيره بشكل أكبر مستقبلاً.
عملية بئر السبع: تنفيذ مُتقَن
ذكرت مصادر إعلامية «إسرائيلية»، أن منفذ عملية بئر السبع فلسطيني لم تعرف هويته حتى اللحظة، وقامت قوات الأمن «الإسرائيلية» بإطلاق النار عليه، ما أدّى إلى مقتله، وإصابة آخر بجراح خطيرة بعدما اعتقدت أنه شريك في تنفيذ العملية، وتبيّن لاحقاً أنه عامل في المحطة، أفريقي الأصل.
وقال قائد الشرطة، يورام هلفي، إن منفذ العملية وصل إلى المحطة المركزية وكان يحمل مسدساً وسكيناً. وأضاف أن القتيل في العملية جندي في الجيش «الإسرائيلي». فيما قالت الشرطة «الإسرائيلية» إن منفذ العملية قام بخطف سلاح أحد الجنود المتواجدين في المكان، ثم قام بإطلاق النار على المتواجدين ما أدّى إلى إصابة تسعة أشخاص بجروح متفاوتة.
وأضافت الشرطة، وبحسب التحقيق الأولي، أنّ المنفّذ استطاع خطف سلاح أحد الجنود المتواجدين في المحطة المركزية، وباشر بعد ذلك بإطلاق النار على المارّة في المكان. واعترفت بأن أربعة من المصابين في العملية في بئر السبع من أفراد الشرطة.
وقال مدير «نجمة داود الحمراء» في جنوب «إسرائيل»، إن المصابين في العملية أصيبوا بعيارات نارية في كافة أنحاء الجسد، وتتراوح جراحهم بين خطيرة ومتوسّطة. وقال نائبه إن اثنين من المصابين أصيبا في الجزء العلوي من الجسد وفقدا الوعي، وتم الإعلان عن وفاة أحدهما. وأضاف: «حينما وصلنا، كان الجرحى ينزفون ويصرخون على الأرض، وحين استفاق الجنود من الصدمة قتلوا مهاجِراً أريتيرياً ونكّلوا بجثته».
وعن منفّذ العملية، قال إنه كان يجري بين الجنود والمستوطنين ويطلق النار. وبعدما انتهى، انسحب إلى الخارج ليواجه عشرات الجنود واشتبك معهم إلى أن انتهت ذخيرته.
الجيش «الإسرائيلي»: تدرّب على سيناريو انتفاضة
رأت مصادر أمنية وعسكرية «إسرائيلية»، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، أن لا حلّ هادئاً ومنطقياً لـ«انتفاضة الشباب» الجارية هنا منذ نحو شهر، لافتةً إلى أنّ موجة الإرهاب الحالية لا يمكن إيقافها إلّا بالقوة، وبكثير من القوة.
ونقل معلّق الشؤون العسكريّة في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، آلِكس فيشمان، عن المصادر عينها قولها إنّ هذه الانتفاضة يقودها شباب وشابات أبناء عشرين فأقل، يخرجون إلى الميدان لقتل اليهود، مُشيراً إلى أنّ إمكانية أن يقتلوا هم أنفسهم لا تؤدي لديهم دوراً مركزياً، إذ إنّ الاحتمال في أن يصبحوا أبطالاً وطنيين وينالوا تقدير المحيط يسحرهم أكثر.
من الجهة الأخرى، في «إسرائيل»، يجدون صعوبة في قبول حقيقة أنه لا يمكن أن نجتاز، دفعة واحدة، اندلاع الخواطر، الكراهية والغضب لشريحة الشباب والشابات هذه في المجتمع الفلسطيني. موضحاً أنّه «صعب علينا أن نستوعب أنّ الحديث لا يدور فقط عن انفجار على خلفية ضائقة سياسية، ستختفي إذا أجبرنا السلطة الفلسطينية على إصدار الأمر لهم بالتوقف، أو إذا توصلنا إلى اتفاق ما مع عبّاس على استئناف المحادثات».
وتابع: كما أنّ حلاً ما حول مسألة الحرم لن يضمن الهدوء الفوري، وذلك لأنّ انتفاضة الشباب أخرجت إلى الشارع، حالياً، مجرد تمثيل عن جيش المخرّبين الهائل الذي يعيش في الضفة الغربية. وشدّدت المصادر ذاتها على أنّ الحديث يدور عن مئات آلاف الشباب، معظمهم متعلمون وأكاديميون، لا يعملون، يسيرون بملل، مسمّمون، بلا أيّ أمل في الأفق.
ولفت إلى أنّ الإحصاءات تشير إلى 31.4 في المئة من أوساط الشباب في السلطة الفلسطينية، ممّن لا ينضوون تحت أيّ إطار، ولكنّ المعدل الحقيقي على ما يبدو أعلى. أولئك الأكاديميون، ممّن لم ينجحوا في الانخراط في وظائف مناسبة في السلطة، يعملون في الزراعة وفي البناء، ما يزيد إحساس العدم في حياتهم.
وهذا الدمّل، الذي ينضج منذ سنين، يتفجر الآن في شوارع «إسرائيل».
وأردف فيشمان نقلاً عن المصادر في «تل أبيب»، إنّه في هذه الأثناء، تحاول «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية منع انضمام دوائر أوسع إلى موجة العنف، ولهذا يتواصل منح تصاريح الدخول للعمل في «إسرائيل»، يتم الامتناع عن فرض عقوبات اقتصادية على الضفة، لا تنصب حواجز ولا تفرض إغلاقات وحظر تجوّل، والميل هو إلى خلق فصل بين المشاغبين وبين باقي السكان في الضفة.
الطاعنون والقَتَلة الذين يغرقون الشوارع ليسوا غريبي الأطوار من هوامش المجتمع. فهم تحت سن العشرين، تلاميذ ثانوية وطلاب، من دون ماضٍ أمنيّ. وإهمال السنين في السلطة الفلسطينية والتجاهل «الإسرائيلي» خلقا هذه القنبلة. وأوضحت المصادر أنّ هؤلاء لا تهمّهم السلطة، التي أخذت المليارات التي تلقتها من العالم لمصلحة تسمين الجهاز الإداري وأجهزة الأمن كي تحافظ على ولائهم.
وهم لا يخرجون إلى الشارع كي يطعنوا بسبب المشاكل السياسية الإقليمية. صحيح، أنّ المس بالكرامة الوطنية في الحرم سبب مركزي للإحداث، ولكن هذا يشكل لهؤلاء الشباب بالأساس دافعاً وخلفية يدفعهما إلى الانفجار على أفراد الشرطة، على الجنود وعلى المواطنين «الإسرائيليين».
ورأى فيشمان، اعتماداً على مصادره، أنّ هذا يبدأ في أن يبدو مثل عمليات التضحية، إذ إنّ نحو 50 في المئة فقط من بين القَتَلة الشباب يبقون على قيد الحياة. الشباب الفلسطينيون في 2015 لا يشبهون الأجيال السابقة. قال فيشمان.