عودة «المستقبل» إلى «بيت الطاعة»

حسين حمّود

بعد موجة عاتية من التصعيد في المواقف بين حزب الله وتيار المستقبل، وعلى أعلى المستويات، بردت الأجواء الساخنة فجأة بعودة التيار الأزرق إلى «بيت الطاعة» محاولاً لملمة الذيول والآثار السلبية لحملة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على حزب الله وتهديده بوقف الحوار معه وحتى الانسحاب من الحكومة، معتبراً أنّ ما قاله المشنوق هو مجرد «توصيف للواقع ليس أكثر»، بحسب ما قال نائب في التيار لـ«البناء».

وفي حين سحب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «ورقة الابتزاز» من يد «المستقبل» متوجهاً إلى مسؤوليه بالقول: «إذا أردتم الخروج من الحكومة والحوار فالله معكم»، فهم من المصدر أنه جرت خلال الاجتماع الأسبوعي لكتلة المستقبل أمس نقاشات واسعة حول موضوعي الحوار والحكومة، بين من يدعم توجه المشنوق وبين من يتحفظ عليه، إضافة إلى تقييم مواقف حزب الله الأخيرة من كلام المشنوق، لكن في الختام صدر بيان الكتلة الذي أكد تمسكها بنهج الحوار ومتابعته، وكذلك باستمرار دعمها لحكومة الرئيس تمام سلام، ووقوفها معه وإلى جانبه في تفعيل عمل الحكومة ومؤسسات الدولة كافة بما فيها عمل مجلس النواب لجهة إقرار التشريعات التي تتسم بالضرورة.

وكشف المصدر عن اتصالات كثيفة طيلة اليومين الماضيين مع الرئيس سعد الحريري للتشاور في الأوضاع واتخاذ الموقف المناسب منها، وقد تبلور ذلك في بيان الكتلة، من دون تحديد للخطوات التي سيقوم بها التيار لاحقاً.

من جهتها، أكدت مصادر «كتلة التحرير والتنمية» أنّ الأجواء بردت بالفعل، وهذا ما عكسته الجلسة النيابية أمس المخصصة لانتخاب اللجان «إذ كانت هادئة إلى أقصى الحدود» و لم تجر أيّ تعديلات تذكر على تركيبة اللجان التي بقيت على حالها بـ«التوافق» بين الجميع.

وأكدت المصادر أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري أجرى بعد عودته إلى بيروت مساء أول من أمس، سلسة اتصالات مع الأطراف الأساسية بغية تنفيس الاحتقان، وهو سيتابعها في الأيام المقبلة، من دون أن تؤكد أو تنفي حصول اتصالات في هذا الصدد مع الرئيس الحريري، لكنها لم تستبعدها.

وإذ أكدت المصادر أنّ الحوار مستمرّ لضرورته الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، لفتت إلى ان لا حلحلة حتى الآن في الموضوع الحكومي معوّلة على الاتصالات التي ستتكثف في الأيام المقبلة للخروج من هذا النفق.

ومع أنّ الأجواء هدأت بحسب المصادر المشار إليها مع تشديدها على ضرورة متابعة الاتصالات لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين «المستقبل» وحزب الله حول عدد من المسائل، أكدت مصادر تيار المستقبل أنّ الأمور ما زالت مفتوحة على كلّ الاحتمالات، والتيار مستمرّ في مواقفه من الحزب، وقد تذهب الأمور إلى مناح سلبية منها فرط عقد الحوار تلقائياً. وهذا ما بدا من بيان الكتلة أمس الذي حمل بعنف على السيد نصرالله وحزب الله…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى