الثغرة الهجومية تؤرق مدرب لبنان
الثغرة الهجومية تؤرق مدرب لبنان
في التصفيات المشتركة
برزت معاناة منتخب لبنان الهجومية بوضوح، مع وصول مسيرة التصفيات المشتركة إلى منتصف الطريق، فبعد خسارتين، في صيدا، أمام الكويت صفر ـ 1 وكوريا الجنوبية صفر ـ 3 ، وتعادل سلبي مع «الأزرق الكويتي» على أرض الأخير، يبدو الهجوم اللبناني بحاجة إلى إعادة نظر، حتى يتمكن من امتلاك الفاعلية المطلوبة في المواجهات المقبلة.
وعلى مدار المباريات الخمس التي خاضها منتخب لبنان حتى الآن، وسجل فيها 4 أهداف فقط في مرميي ميانمار ولاوس المتواضعين هدفان في شباك كل منهما ، أشرك مدرب منتخب لبنان ميودراغ رادلولوفيتش 8 مهاجمين، هم فايز شمسين ومحمد غدار وحسن معتوق وحسن المحمد ومحمد حيدر وحسن شعيتو وهلال الحلوة وعدنان حيدر، وذلك بالإضافة إلى مهاجمين آخرين اختبرهم في المباريات الودية، ما يدل على عدم ثباته على أسماء معينة لتشغل هذا الخط في المنتخب، وهو ما يغيب الاستقرار عن الهجوم اللبناني في التصفيات.
ويبدو علاج المشكلة الهجومية أمراً ملحّاً قبل المباريات المقبلة لمنتخب لبنان، حيث سيستضيف منتخبي ميانمار ولاوس المتواضعين في بيروت، ساعياً لتعزيز رصيده من الأهداف.
ومن سوء حظ رادلولوفيتش أنه لم ينجح في ضمّ بعض الأسماء اللامعة، والتي كانت ستشكل إضافة مهمة لهذا الخط، وأبرز هؤلاء اللاعبين باسل جرادي سترومسغودست النروجي ومحمد رمضان لاندرسكرونا السويدي وسوني سعد تيرساسانا التايلاندي ، الذين خاضوا بعض المباريات الودية مع المنتخب، لكنهم لم يدافعوا عن ألوانه في التصفيات، لأسباب مختلفة.
ويعتبر انضمام جرادي إلى المنتخب، بعد نقله بطاقته الدولية إلى لبنان، خبراً ساراً لرادولوفيتش على المستوى الهجومي، خصوصاً أن اللاعب الشاب برهن عن إمكانات طيبة في المباراة الودية مع العراق في آب الماضي، حين سجل الهدف الثاني للبنان، في اللقاء الذي انتهى لمصلحة العراق 3 – 2.
وربما يمنح رادولوفيتش الفرصة في المباريات المقبلة لأسماء جديدة، في مقدمها مهاجم لوميل يونايتد البلجيكي فيليب باولي، الذي استدعاه إلى المباراتين الأخيرتين أمام ميانمار والكويت، من دون أن يمنحه فرصة المشاركة.
ولا ينفصل أداء خط الوسط عن مشكلة منتخب لبنان الهجومية، بل يرتبط بها بشكل وثيق ولا سيما أن هذا الخط هو المسؤول عن الإمداد والتموين وتوفير الفرص لمعتوق ورفاقه في الخط الأمامي.
وهنا تبرز تساؤلات كثيرة حول جاهزية قائد المنتخب رضا عنتر ومخضرم النجمة عباس عطوي، ومدى قدرة هاذين اللاعبين على أداء المهام المطلوبة منهما خلف مهاجمي «بلاد الأرز»، في ظلّ تقدمهما في السن.
ويبدو الفارق في إنتاجية الهجوم اللبناني واضحاً ما بين التصفيات الحالية والماضية حين ترك الهجوم اللبناني بصماته بوضوح، فهز شباك الإمارات بخمس أهداف 3 1 ذهاباً ثم 2 4 إياباً والكويت 3 مرات 2 2 ثم 1 صفر ، قبل أن يسقط كوريا الجنوبية ببيروت في مباراة تاريخية 2 1، وإيران في بيروت أيضاً بهدف نظيف.
ويرى بعض المراقبين أن هذه الأزمة هي انعكاس لإخفاق المهاجم اللبناني في الدوري المحلي في المواسم الأخيرة، خصوصاً الموسم الماضي حين غاب المهاجمون اللبنانيون بشكلٍ لافت عن صدارة ترتيب الهدافين لمصلحة المهاجمين الأجانب، الذين احتكروا المراكز الأولى.
ويبدو أن الموسم الجاري يسير على نسق سلفه في ظل اعتماد الفرق المحلية على المهاجم الأجنبي، وإيلاء دور المهاجم الرديف للاعب المحلي، وهو ما يبرز بوضوح لدى معظم فرق الدوري، هذا الموسم.