فيسك: الجيش السوري هو الأقوى في المنطقة وواهم مَن يعتقد غير ذلك

مرّة أخرى، ينبري الكاتب البريطاني روبرت فيسك ليضع النقاط على الحروف، وليغرّد خارج سرب التلفيق الإعلامي الغربي، وإن كان تغريده عبر صفحات «إندبندت» البريطانية.

يستنتج فيسك الحقائق بعد تحليله الوقائع، وإن كان مقاله أمس مقتضباً جدّاً، إلّا أنّه جاء معبّراً أحسن تعبير، لا لأنه يمدح الجيش السوري، إنما لأنه يقارب الحقيقة التي يعمل الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي على إبعادنا عنها. ومما قاله فيسك أمس، إن العملية التي تقوم بها روسيا في سورية طويلة الأمد، وتشكّل البداية. وشدّد على أن الجيش السوري في حال تماسكه والحفاظ على قوته البشرية سيخرج من هذه الحرب وهو أقوى جيوش المنطقة، وويل لأيّ دولة مجاورة تنسى ذلك.

وفي سياق التلفيق الإعلامي، ها هي «لوفيغارو» الفرنسية تواصل ادّعاءاتها، ونشرت أمس مقالاً اعتبرت فيه أنّ بوتين يخوض الحرب في سورية لزعزعة المنطقة. وقالت: إن دخول روسيا في المشهد العسكري في سورية، جاء لزعزعة الوضع وتحريك الماء الراكد في دول الشرق الأوسط. وعلى رغم تحقيق روسيا أهدافها هناك، إلا أن هذا يعقّد الوضع بشكل خطير عن طريق كسر التوازن بين القوى الغربية في سورية.

أما صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، فنشرت تقريراً جاء فيه: قالت روسيا يوم الخميس إنها ستخفض وتيرة الضربات الجوية في سورية، وذلك مع تحرك القوات السورية البرية الحكومية لتغطية خطوط الجبهات المتغيرة مع «داعش». ويأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط على قول قوات المتمرّدين إنهم تلقوا صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدبابات، ما أثار مخاوف الولايات المتحدة من تزايد دورها في الصراع السوري المستمر منذ سنوات والذي توسّع ليضمّ روسيا حالياً.

«إندبندنت»: ويل لأيّ دولة تنسى أن الجيش السوري أقوى الجيوش!

توقع الكاتب البريطاني روبرت فيسك، أن يصبح الجيش السوري أقوى جيوش المنطقة في حال خروجه متماسكاً من الحرب، لافتاً إلى أن التدخل الروسي ربما يعزّز حصول هذا السيناريو، في وقت تعزّزت قناعة لدى حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط بأن إدارة أوباما تنسحب من المنطقة لمصلحة إيران وروسيا.

صحيفة «إندبندنت» البريطانية، نشرت مقالاً لفيسك قال فيه إن العملية التي تقوم بها روسيا طويلة الأمد وتشكل البداية، مشدداً على أن الجيش السوري في حال تماسكه والحفاظ على قوته البشرية سيخرج من هذه الحرب وهو أقوى جيوش المنطقة، وويل لأيّ دولة مجاورة تنسى ذلك.

«نوفيه إيزفيستيا»: وقود الإرهاب

نشرت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية مقالاً يتعلق بالبنية التحتية للنفط في «داعش» وفشل الائتلاف الغربي في تدميرها. وجاء في المقال: على رغم الهجمات الصاروخية التي تنفّذها طائرات الائتلاف الغربي، إلا أنّ «داعش» لم يستسلم. وتستمر هذه المنظمة المحظورة في روسيا وفي بلدان أخرى بالصمود في وجه أعدائها على عدة جبهات في العراق وسورية. ومن أهمّ أسباب هذا الصمود، تجارة النفط غير المشروعة.

يمكننا أن نسمع دائماً أنه يكفي لتدمير «داعش»، تقويض مصادر تمويله. ولكن بحسب موقع قطاع الطاقة فإن هذا غير ممكن. وبحسب معطيات صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، فإنه بعد مضي أكثر من سنة على الهجمات الجوّية التي تقوم بها طائرات الائتلاف، يستخرج «داعش» بين 30 و40 ألف برميل نفط يومياً، وهذا يعطيه ما يقارب 1.5 مليون دولار كلّ يوم.

طبعاً، إن حقول النفط الرئيسة التي يسيطر عليها «داعش» منذ أكثر من سنة، معروفة وتقع شرق سورية وفي محافظة كركوك شمال شرق العراق، إذ كان قد أعدّ كوادر هندسية وفنية للعمل في هذه الحقول.

لذلك ليس غريباً أن يبيع «داعش» النفط الذي يستخرجه بسعر يعادل نصف سعره في السوق العالمية. وتنظَّم عمليات الاستخراج والتسويق وزارة النفط، التي تستخدم الكوادر وتدفع لهم مرتبات شهرية مقابل عملهم. تشبه وزارة النفط في «داعش» شركة نفط متوسطة الحجم، والفرق الوحيد بينهما، أنّ هذه الوزارة تدفع مرتبات عالية من جانب، ومن جانب آخر تستخدم «الاقناع» أي القوة.

هناك شبكة واسعة من زبائن نفط «داعش»، خصوصاً على الأراضي التركية، حيث يقفون في طوابير طويلة لشراء النفط بهذا السعر المنخفض. وبحسب «فايننشال تايمز»، فإن «المعارضة المعتدلة» تشتري النفط من «داعش» لعدم وجود مصادر أخرى للحصول عليه.

يقول فلاديمير سوتنيكوف الباحث الأقدم في مركز الأمن الدولي إنّ المشكلة تكمن في أن بعض المشتركين في الائتلاف الغربي، كتركيا مثلاً، ينتهجون سياسة الكيل بمكيالين، فمن جانب يقاتلون «داعش»، ومن جانب آخر يدعمونه من خلال شراء النفط الذي يستخرجه. لذلك يبدو أن هذا هو السبب الرئيس لعدم تدمير البنية التحتية للنفط في «داعش» حتى الآن.

تشير «فايننشال تايمز» إلى أنه مع ذلك، ستبدأ واردات «داعش» من بيع النفط بالانخفاض، ولكن ليس بسبب الهجمات الجوية للائتلاف الغربي، إنما بفضل الجيش العراقي الذي استعاد عدداً من حقول النفط.

يتفق الخبراء على أن النفط لن يبقى المصدر الرئيس لتمويل «داعش» لفترة طويلة، ولكنه حالياً يسمح له بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في سورية والعراق. لذلك من المحتمل أن يرفع «داعش» الضرائب والرسوم على حوالى 10 ملايين إنسان في العراق وسورية يعيشون في المناطق التي تحت سيطرته. حالياً لا يفعل ذلك لأنه لا يريد استثارتهم ضدّه.

«كريستيان ساينس مونيتور»: هل أصبحت سورية حرباً روسية ـ أميركية بالوكالة؟

نشرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية تقريراً جاء فيه: قالت روسيا يوم الخميس إنها ستخفض وتيرة الضربات الجوية في سورية وذلك مع تحرك القوات السورية البرية الحكومية لتغطية خطوط الجبهات المتغيرة مع «داعش».

يأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط على قول قوات المتمرّدين إنهم تلقوا صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدبابات، ما أثار مخاوف الولايات المتحدة من تزايد دورها في الصراع السوري المستمر منذ سنوات والذي توسّع ليضمّ روسيا حالياً.

يقترب مدى هذه الصواريخ التي يقدر عددها بحوالى 500 صاروخ إلى 2.6 ميل، وظفت ليكون لديها تأثير مدمر ضد قوات النظام، وفقاً للتقرير الذي أعده الصحافي نيكولاس بلانفورد.

ومع استمرار المتمرّدين المسلحين بصورة جيدة بقتال النظام الذي تدعمه روسيا، فإن الصراع السوري يقترب جداً ليكون حرباً بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، وفقاً لما ورد في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية يوم الثلاثاء .

كان الرئيس أوباما قد رفض مراراً فكرة الحرب التوكيلية في سورية. إذ قال في مؤتمر صحافي عقدخ في 2 أكتوبر: لن نحوّل سورية إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا. هذا ليس تنافساً على رقعة الشطرنج بين القوى العظمى. وأي شخص يرى الأمور كذلك لا يلقي بالاً لما يحدث فعلاً على رقعة الشطرنج.

ولكن لا يتفق خبراء كثيرون معه. وبعضهم يقرنون ما يقول بدلالات وقرائن.

صرّح ستيفن دي بيدل، هو زميل بارز في سياسات الدفاع في مجلس العلاقات الخارجية في صحيفة «NBR»، أنه يعرّف الحرب بالوكالة على أنها قيام لاعب خارجي بتنفيذ أجندته باستخدام مقاتلين محليين.

وفقاً لهذا التعريف، فإن الإجابة ببساطة هي نعم، ولكنها غير مكتملة أيضاً، لأن هناك حروباً توكيلية كثيرة تجري في سورية. وليس واضحاً ما إذا كانت الحرب الدائرة بين روسيا والولايات المتحدة هي أكثرها أهمية.

أما جون ماكلوكين، وهو محاضر في كلّية «باول نيتس» للدراسات الدولية المتقدمة في جامعة «هوبكنز»، فقد أخبر «NBR» أنه لا يرى أن الصراع تحول إلى حرب توكيلية حتى الآن. وأضاف: ولكن الوضع مائع جداً ولا يمكن التحرك في ذلك الاتجاه.

خبير آخر حذّر من أن مصطلح الحرب بالوكالة فيه مبالغة كبيرة في ما يجري بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية. حتى مع الصواريخ أميركية الصنع، فإن الولايات المتحدة لم، ولا أعتقد أنها سوف تعارض التحرك الروسي بقوة، كما كتب كليف كبشان، مدير معهد تحليل المخاطر العالمي الذي أضاف: استراتيجية الولايات المتحدة ليست الحرب بالوكالة، إنما هي سماح للرئيس بوتين بحفر حفرته بنفسه في مستنقع الحرب في سورية.

يقول محللون آخرون إن التدخل الروسي لا يتعلق بقتال الولايات المتحدة ولكنه يتعلق أكثر بالتقرب من الحلفاء الإقليميين. كتب هوارد لافرانشي من صحيفة «مونيتور» يوم الأربعاء: تحرّك الرئيس بوتين لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد أمر لا شك فيه. ولكن يبدو أن الزعيم الروسي عازم على توضيح نقطة ما من خلال تدخله العسكري في الصراع السوري. وعليه أن يقوم بجزء من ذلك على الأقل مع الولايات المتحدة.

«لوفيغارو»: روسيا تدخلت في سورية لزعزعة المنطقة

قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إن دخول روسيا في المشهد العسكري في سورية، جاء لزعزعة الوضع وتحريك الماء الراكد في دول الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أنه على رغم تحقيق روسيا أهدافها هناك، إلا أن هذا يعقّد الوضع بشكل خطير عن طريق كسر التوازن بين القوى الغربية في سورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن النقطة الإيجابية من التدخل الروسي هي إدخال قوى جديدة في هذا المأزق خلال السنوات العشرين الأخيرة.

أما النقطة السلبية فهي أن الرئيس الروسي فيلادمير بوتين، يريد تصدر الخطوط الأمامية في المشهد، ما سيجعل العامل الروسي بتأزيم الوضع في سورية نظراً إلى الاحتكاك مع دول أخرى في مصالحها هناك، وذلك وفقاً لمسؤول عسكري روسي.

«غارديان»: بريطانيا تبرّر إدمانها القصف بأعذار المدمنين الواهية!

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً للكاتب الاسكتلندي الساخر فرانكي بويل يقول فيه إن دور بريطانيا في تحويل ليبيا إلى دولة جهاد فوضوية كان ينبغي أن يساهم في علاجها، لكن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يسعى الآن إلى تسجيل نقاط أكبر في لعبة قصف سورية.

ويوضح الكاتب أنه في كل حالة إدمان يعتاد جزء من الجسد على عملية متكاملة، بدءاً من تدخين لفافة تبغ وحتى تسخين الملعقة أو سن إبرة المحقن عند بعض المدمنين.

ويضيف بويل أن بريطانيا تبدو عازمة على التوجه إلى مجلس العموم منتشية بواحدة من كبرى عاداتها الإدمانية، وهي إدمان القصف.

ويشير بويل إلى أن هذه الرغبة قد أُجلت غالباً لفترة ما، بعدما بدأت روسيا القصف في سورية، لكنه يضيف أنه كان من الممتع متابعة الصحافة الغربية وكيف تصبح فجأة مشغولة بما إذا كانت الغارات تصيب أهدافها المطلوبة.

ويضيف بويل ساخراً: ربما كان ينبغي على بوتين أن يتجنب هذه المطالبات الدولية المتزمتة بقصف المستشفيات فقط.

ويشير بويل إلى التناقض الداخلي الذي ظهر في وسائل الإعلام الغربية بعد قصف المقاتلات الأميركية مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في أفغانستان قبل أسابيع. ويقول: كيف يروج الإعلام الغربي للتكنولوجيا العسكرية الغربية، وقدرتها على ضرب الأهداف بدقة لدرجة سماع ضحايا القصف يتوسلون للخضوع لمحاكمة، بينما فعلياً ومن وقت إلى آخر، تتسبب هذه التكنولوجيا في ضرب بعض الأهداف عن طريق الخطأ.

ويقول بويل إن الأشخاص، غير البيض، الذين علقوا في الحروب الغربية في خارج أوروبا يتم التعامل معهم في التقارير الإخبارية على أنهم أقل بشرية. ويضرب مثلاً لذلك بمقتل حفنة من الأفغان موضحاً أن حادثاً كهذا لم يكن ليصل إلى الصفحات الرئيسية في صحف الغرب، إلا إذا تعرض هؤلاء الأفغان للشنق، واحداً تلو الآخر، على يدي المغنية الشهيرة بيونسيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى