فنّانون فلسطينيّون عرضوا أعمالهم التشكيليّة في صالة الشعب الدمشقيّة إرادة العودة ماثلة في اللوحة وعشق الأرض والحرّية والكرامة
لمناسبة يوم الأرض الفلسطيني، أقيم في صالة الشعب للفنون الجميلة معرض للفن التشكيلي عنوانه «يوم الأرض» ويحييه الفلسطينيون سنوياً في مثل هذا اليوم، تعبيراً عن تمسكهم بأرضهم، وتأكيداً على حقهم في العودة إلى وطنهم وديارهم في فلسطين المحتلة.
ركز الفنانون الفلسطينيون من خلال مواضيع على حب الأرض وعدم التخلي عنها مهما كلف ثمناً، وعلى أنه لا بد من تحريرها والعودة إليها إضافة إلى تمسكهم بالهوية الفلسطينية ورصدهم المعاناة والأوجاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني من جراء اغتصاب أرضه. وجسد الفنانون المشاركون في لوحاتهم التشكيلية والضوئية أهمية الأرض للإنسان، إضافة إلى تمسكهم بالتراث والزي الفلسطيني، بأساليب متنوعة وتقنيات فنية استخدموا فيها الألوان الزيتية والغرافيك وتعبّر عن مدى قدرة الفن التشكيلي على إيصال ما يعانيه الشعب الفلسطيني من مآس بسبب احتلال أرضه وطرده منها.
يقول الدكتور حيدر يازجي، رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين: «إن معرض اليوم في صالة الشعب يعبر عن الدفاع عن الثوابت الوطنية التي تعكسها مجموعة من الفنانين الفلسطينيين، ليقدموا ما يجول في خيالهم وعواطفهم من مواقف حيال سورية التي تدعم القضية الفلسطينية، إضافة إلى التمسك بالهوية الفلسطينية ودفاعهم عن الأرض ورصدهم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني»، مضيفاً أن هذا المعرض الذي أقيم على مدى ثمانية وثلاثين عاماً لا يزال يسير بخطى نضالية بالقلم والريشة والنحت، إذ انتقلت لوحاته إلى معظم صالات العالم لتظهر حق الفلسطينيين بالعودة والعيش الكريم وتحرير الأرض المغتصبة.
من ناحيته، أكد الفنان عبد المعطي أبو زيد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين أن هذا المعرض حصيلة إنتاج عام كامل من نشاط الفنانين الفلسطينيين الذي يتحاور عبره أولئك الفنانون باللون والتكوين والخط للوصول إلى كل ما يجدونه مناسباً للصمود والمقاومة.
يضيف أبو زيد: «رغم الحوادث الصعبة التي يعيشها أهلنا في سورية ونحن نقاسمهم المهمات. علينا أن نكون في موقع الحدث دائماً، نقاتل بأفكارنا ورؤانا، مثل الذي يقاتل بالبندقية، فمصير الشعبين السوري والفلسطيني واحد، وهذا ما عرفناه مذ هجرنا من أرض فلسطين. وإننا نطمح في كل ما نسعى إليه إلى أن يكون المعرض المقبل احتفالاً بعيد الانتصار».
من ناحيته بيّن الفنان محمد الركوعي من خلال لوحاته التي شارك فيها أن الأرض هي الأم وهي العطاء ورمز المحبة والوفاء، وهي الآن سليبة، لذا علينا أن نفعل ما في وسعنا لعودتها.
أما الفنان علي الكفري فيؤكد أهمية هذا المعرض في يوم الأرض قائلاً: «إن الاستعمار مهما سرق من هذه الأرض لا يستطيع سرقة الأرض نفسها، وما دام هذا الشعب موجوداً فإن الأرض ستعود إلى أصحابها»، موضحاً أن الأعمال المشاركة في المعرض تحمل أوجاع الفنانين ومعاناتهم.
الفنان معتز موعد يرى من خلال لوحته الرمزية والتعبيرية أن الشعب الفلسطيني سيعود إلى أرضه يوماً وأنه سيعيش مهما تراكمت الكوارث والمؤامرات، فهو شعب يأبى الضيم ويعشق الأرض والحرية والكرامة. ويستخدم تقنية الكولاج الرقمي التي مزج فيها الصور الضوئية مع تقنية المعالجة الإلكترونية.
الفنان رامز منزلاوي عبر من خلال لوحته الضوئية التي أظهر فيها رجلاً عجوزاً يحمل تراكم هموم الشعب الفلسطيني وتطلعه إلى تحرير أرضه وعودة حقوقه مهما كان الثمن غالياً، إضافة إلى الرمز الذي يحمله وجه هذا الرجل من معاني الصمود وعدم التخلي عن الحق في العودة.
الفنانة لينا نبهاني قدمت لوحة تشكيلية عبرت من خلالها عن تمسك الشعب الفلسطيني بتراثه العريق وزيّه الأصيل الذي تؤدي المرأة الفلسطينية دوراً مهماً في الحفاظ عليه واستمرار وجوده، مستخدمة الألوان الزيتية والدقة في أسلوبها التشكيلي الذي أدت من خلاله البنية التكوينية المعبرة عما يجول في خلجات نفسها.
من ناحيته، يرى شاكر جياب، المستشار الثقافي في السفارة الفلسطينية في سورية، أن الكوارث المتتالية التي عاشها شعبنا الفلسطيني دفع الفنانين إلى التأكيد على أهمية النضال والعودة، وهذا ما يقوم به الفنانون داخل فلسطين وخارجها، معبرين عن طموحاتهم ونزوعهم النضالي ليرى العالم ويعرف حقيقة هذا العدو الغاصب ومدى أهمية عودة الفلسطينيين إلى وطنهم.