المخطوفون الثلاثة… سخريات فلسطينية وهلع «إسرائيلي»

بغضّ النظر عن البُعد العسكري الخطر لحادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة، في الخليل الأسبوع الماضي، وبغضّ النظر عن توظيف سلطات الاحتلال لها لتكثيف اعتداءاتها على الفلسطينيين والتنكيل بهم، فإن الحدث في حد ذاته بات محل سخرية الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، يقابلها هلع «إسرائيلي» ورغبة جامحة في معرفة أية تفاصيل تدل على مكان وجودهم، أو تسهل تحديد مصيرهم.

الناطق باسم الجيش «الإسرائيلي» أفيخاي أدرعي، على رغم منصبه العسكري الحساس وطلاقته في تحدث وكتابة اللغة العربية، فإنه وقع في فخاخ ناشطي مواقع فلسطينيّي التواصل الاجتماعي ، الذين جعلوا من محادثات هزلية له محطّ سخرية الكثيرين.

إحدى تلك المحادثات كانت مع شاب يحمل اسم سراج الوشاحي، الشاب يسأل أدرعي بمنتهي البساطة: هل تريد معرفة مكان الشبان الثلاثة؟، يردّ الأخير برغبة شديدة: نعم أريد. يرد الوشاحي أنه سيدلّ أدرعي على مكانهم في حال وافق على شروطه، وهي بعض الشروط الهزلية، وربما الخيالية، إذ يطلب الشاب ثلاثة ملايين دولار، وسيارة فارهة، وتصريح دخول وإقامة إلى حيفا مدته شهر.

باب الحارة

فوراً يوافق المسؤول «الإسرائيلي» من دون تردد، ليرد عليه الوشاحي: «المخطوفون موجودون في حارة الضبع مع العكيد القبضاي أبو شهاب، الذي سلمهم ليل أول من أمس، إلى رجال أبو حسن»، في محاكاة لأحداث مسلسل «الحارة» السوري الشهير، وينهي الشاب جملته بضحكة طويلة.

موقف آخر مع أدرعي نفسه، الذي بدا أكثر تحفظاً تلك المرة، ولم يرد على المحادثة من المرة الأولى. الشاب الذي حمل اسم شادي خطيب وضع شرطاً غير المكافأة «الإسرائيلية» ليدله على مكان المخطوفين، ليرد عليه ادرعي: «إذا كنت جاداً ستكون لك مكافأة كبيرة، ولكن ما هو شرطك؟». فيقول الشاب: «أولاً أجبني: لماذا يسمى المستوطن مستوطناً؟ لأنه استوطن بلدنا وأرضنا». يرد ادرعي: «نعم كلامك سليم، الآن أجبني أين مكانهم، ولك مكافأة كبيرة». يرد خطيب عليه: «الآن بما أنك اعترفت بسرقة أراضينا أيها الحقير سوف أفضحكم وأنشر المحادثة، أما المستوطنون فهم في.. وينقصهم وجودك معهم».

فيديو أدرعي

تتواصل حملة السخرية على المسؤول «الإسرائيلي»، الذي نشر فيديو قال فيه، إنه لن يرد على تلك المحادثات «الصبيانية». يدخل شاب آخر اسمه محمد عبدو قائلاً له: «سيد ادرعي أنا أعرف مكان المخطوفين، بما أنك نشرت فيديو أعلنت فيه عدم ردك على كل حركاتنا الصبيانية، فأنا أقول لك راحت عليك».

يرد أدرعي: «نعم حركات صبيانية، تريد أن تقول لي، ابحث في حارة الضبع عند أبو شهاب أو إنهم قاموا بتهريبهم بمساعدة أبو النار»، وجميعهم شخصيات درامية من مسلسل باب الحارة.

ليرد عبدو عليه مؤكداً أنه يعرف مكانهم وأنه جدي، أدرعي يجيبه قائلاً: «أخبرني إذاً أين هم، ولك ما شئت». يباغته الشاب بسخرية جديدة مستخدماً أيضاً شخصيات باب الحارة، قائلاً: «أخذتهم الداية أم زكي عند أبو صياح في حارة الماوي، وأم جوزيف تهين كرامتهم الآن»، ويختتم جملته بضحكة عريضة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى