احذروا القادم!
وكأنّ روحي سافرت بالخيال إلى ليلة مجنونة مليئة بالصخب. حالة غضب ودهشة، حيرة صامتة، تتسارع نبضات القلوب متفاجئة بحدث ليس من المتوقع أن يحصل. وبعد وقوع الحدث، لا أتوقع إلا جنوناً يلوح في الأفق.
ليس سهلاً ما فعلته بالأعداء يا سيّدي الأسد. فلن أطلب منك الرفق بحالهم. خطوة خطوة، تكبر الصدمة أكثر.
التقى الأحباب، عناق، شوق ولهفة واحترام. فماذا يمكن أن يكون هناك بعد أكثر. غضب وحيرة ونار في قلوبهم الحاقدة لا أظنّ أن تخمد. مثل حسد الجارة لجارتها من جمال فائق، والحسد هنا موضوع شجاعة وقوّة. رجولة وشهامة. وطيبة تعصف بالعقول جنوناً ومرارة، وما باليد حيلة. يتساءلون: ماذا يمكننا أن نفعل؟
تصريحات ضعف وعجز وقلق تثير السخرية والهزل. فالأسد باق. لماذا كلّ هذا النقاش والجدل.
في الحقيقة، أنا لا أعتب على من أصابهم الهبل. فالسمّ يجري في عروقكم، وفي عروقنا دماء طاهرة سالت قهراً وألماً. إبليس يسكن قلوبكم. والرحمة تزيّن قلوبنا سلاماً وأماناً لقضية الإنسانية التي حاولتم جاهدين تقطيع أوصالها واجتثاث أصولها بسواطير غدركم. ولكن هيهات يا خيال في لحظة سكر. فأنتم تجابهون حقيقة تاريخ لا يعترف بكم منذ الأزل.
أرسلتم لنا الموت هدية أنانية وطمع. ولكننا نحن أهل الطيب والإنسانية لا نتمنّى الموت حد. هو الغيظ يقتلكم. مرض أبليتم نفوسكم الحاقدة به. وما من طبيب في العلاج ينفع.
كلّ ما يمكنني قوله، كلام تصغي له الآذان لا أكثر: احذروا القادم، فقد تصافح أسياد الأمم، محبة وعنفواناً وشراكة إلى الأبد. هي رسالة سلام وأمان لشعوب ودول. هي رسالة إخلاص ودفاع عن أرض، عن سيادة، عن كرامة، عن وجود وبقاء لإنسانية حرّة بكل ما تملك.
تنفّسوا الصعداء من القادم، هذا ما أطلبه أنا، وهذا أقصى ما تستطيعون فعله.
وما بعد كلّ هذا الكلام إلا طيب التحية والانحناء لعَظَمَة «أبي علي بوتين»، وحافظنا الرئيس بشار الأسد.
سناء أسعد