بوتين يبحث الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا مع مجلس الأمن القومي

ذكر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث في اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي في وقت متأخر من مساء الخميس الوضع في جنوب شرق أوكرانيا.

وعقد الاجتماع بمشاركة رئيس الوزراء دميتري مدفيديف ورئيس ديوان الرئاسة سيرغي ايفانوف ورئيس جهاز الأمن الفدرالي نيقولاي باتروشيف ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية ورئيسي مجلسي البرلمان.

وكان بوتين قد أجرى مساء الخميس مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو شدد خلالها على ضرورة وقف إطلاق النار بمناطق جنوب شرق أوكرانيا. كما ناقش الرئيس بوتين الأزمة الأوكرانية هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وبحث معهما العواقب المحتملة لإحباط كييف للمفاوضات بخصوص الغاز وتسديد الديون الأوكرانية. وأعرب الرئيس الروسي عن قلقه من استمرار العملية العسكرية شرق أوكرانيا، وعن الأمل في تحقيق ما تحدثت عنه كييف بشأن وقف العنف وإطلاق الحوار الوطني.

الى ذلك، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباحثات هاتفية مع نظيره الأوكراني الجديد بافل كليمكين، أعرب فيها عن أمله في أن يساهم الوزير الأوكراني المعيّن حديثا في إقامة تعاون بنّاء بين وزارتي الخارجية في البلدين.

وأكد الجانب الروسي على أهمية تخفيف حدة التوتر في النزاع بأسرع ما يمكن وتوفير أمن جميع المواطنين الأوكرانيين وإطلاق حوار وطني شامل، وعبّرعن استغرابه لتصريحات غربية عن «انتشار مكثف» مزعوم للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

وقال الناطق الصحأفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس «نحن نستغرب مثل هذه التصريحات عن انتشار مزعوم للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، حيث لا يدور الحديث عن تكثيف انتشار القوات، بل عن إجراءات لتعزيز حماية الحدود». وأضاف أن هذه الإجراءات تتخذ بإيعاز مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين.

وأكد بيسكوف أن هذا الإيعاز صدر قبل أسابيع عدة، وتم الإعلان عنه آنذاك، كما لاقى ذلك صدى إيجابياً من قبل القادة الأوروبيين. وأوضح أن هذه الإجراءات تتخذ نظرا لتكرار حالات انتهاك الحدود الروسية، بما في ذلك من قبل آليات مدرعة، مشيراً الى أن تعداد القوات على الحدود يتم تحديده انطلاقاً من الاحتياجات الأمنية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أن الرئيس بيوتر بوروشينكو وقّع مرسوماً لوقف إطلاق النار ابتداء من يوم أمس الجمعة ولغاية 27 من الشهر الجاري، حيث كانت الدائرة الإعلامية التابعة للرئاسة الأوكرانية ذكرت في وقت سابق من يوم أمس عزم بوروشينكو الإعلان عن وقف لإطلاق النار لفترة موقتة.

وقام بوروشينكو بزيارة تفقدية لأحد المخيمات التابعة للحرس الوطني الأوكراني، حيث أعلن من هناك أنه سيوقع مرسوماً لوقف إطلاق النار الموقت، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي لإعطاء فرصة لمن أسماهم بالارهابيين لإلقاء السلاح.

هذا و كان بوروشينكو قد أطلع ممثلي سلطات بعض مناطق مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، الواقعة تحت سيطرة كييف، على خطته السلمية لتسوية الوضع في مناطق شرق البلاد، حيث كان المكتب الصحفي للرئاسة الاوكرانية أعلن أمس أن «رئيس الدولة قدم خلال اللقاء خطة سلمية من 14 بنداً، مؤكداً أهمية إدخال تعديلات في الدستورالأوكراني في ما يخص الحكم اللامركزي».

وأكد الرئيس الأوكراني أن خطته تتضمن «الامتناع عن تعيين محافظين ورؤساء للإدارات المحلية، وإجراء انتخابات محلية مبكرة، بينما يقوم البرلمانيون المنتخبون بتأسيس مجلس محلي يتولى بدوره تشكيل لجنة تنفيذية»، مشيراً إلى أنه وضع بالاشتراك مع الشركاء الأوروبيين برنامجاً لخلق فرص العمل شرق أوكرانيا مع آفاق الاستثمار فيها، بالإضافة إلى مشروع برنامج لإعادة البناء الاقتصادي في هذه الأقاليم من أجل انعاش اقتصاده.

إلى ذلك، أعلن مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف أن بلاده ستطالب بإجراء تحقيق دولي في مقتل الصحافيين الروس في أوكرانيا.

وقال دولغوف: إن «الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أعطى إيعازاً بفتح تحقيق، ولكن لا توجد ثقة بقدرة السلطات الأوكرانية على التحقيق بهذه المأساة بشكل واقعي غير منحاز، ولا ثقة بأن الجناة سيقدمون للعدالة».

هذا وقد أعلنت «جمهورية دونيتسك الشعبية» في شرق أوكرانيا عن بدء تشكيل فرقة عسكرية تضم بشكل أساسي متطوعين من عمال المناجم، حيث قال رئيس وزراء الجمهورية ألكسندر بوروداي أمس، «إن 500 شخص سجلوا أسماءهم في قائمة المتطوعين، مضيفاً أنه من المتوقع أن يصل عدد المتطوعين الذين قرروا الانضمام إلى هذه الفرقة للدفاع عن بيوتهم وأسرهم إلى 10 آلاف».

من جهة أخرى نفت قيادة «جمهورية لوغانسك الشعبية» معطيات قوات الأمن الأوكرانية حول مقتل «300 مسلح» في شرق أوكرانيا خلال اليوم الأخير، من دون أن تحدد عدد القتلى من جانب قوات الدفاع المحلية خلال المواجهات المسلحة التي جرت في المنطقة الخميس.

وكان مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون غيراشينكو أعلن في وقت سابق أن قوات الأمن الأوكرانية تستخدم في عمليتها المدرعات والطيران للحد من خسائرها البشرية.

جاء ذلك في وقت أعلنت القوات الأوكرانية أن 4 عسكريين قتلوا وأصيب 20 آخرون بجروح في مواجهات قرب مدينة سلافيانسك بشرق أوكرانيا، حيث ذكر المتحدث باسم العملية الأمنية فلاديسلاف سيليزنيوف أن قوات الأمن الأوكرانية تمكنت من تصفية نحو 200 عنصراً من التشكيلات المسلحة غير الشرعية.

من جانبها، أكدت قوات الدفاع الشعبي مقتل اثنين فقط من أفرادها وجرح 7 آخرين، نافية بذلك سقوط «200 قتيل» في صفوفها، مضيفة أن قواتها تمكنت من تدمير دبابة وعدد من المدرعات التابعة للقوات الأوكرانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى