دنيا الأحلام
قالت له: اشتقت إليك وقلبي من شدّة الشوق ذاب مثل قطعة سكّر.
قال لها: هو الوقت يسرقني من روحي ويثقلني بهموم الحياة أكثر، فما عاد الشوق يسكن قلبي إلّا لحظات ولحظات.
قالت له: وماذا عن ذلك الحبّ الذي كنتَ تراقص فيه قلبي، شعاع من أشعة الشمس وبريق يلمع بين نجوم الليل؟
قال لها: دعي روحك تنبض بالذكريات وتخيّلي لحظات الماضي معي.
قالت له: لماذا الذكريات؟
قال لها: حتى يبقى قلبك يتنفّس حبّاً وعشقاً وهياماً.
قالت له: لماذا تريد أن تقتلني وترمي روحي تائهة بين ضباب الذكريات؟
قال لها: وهل في الحبّ إجرام ودماء؟
قالت له: الحبّ قلبٌ ينبض بالحياة، والذكريات مقبرة مليئة بالأشباح.
قال لها: إذاً، كفّي عن الأحلام.
قالت له: عندما تفارق الروح الحياة…
قال لها: وهل في الأحلام طيبٌ يستحقّ منك كلّ هذا العناد؟
قالت له: أمسِك يدي، أغمِض عينيك وتعال معي، ولا تسألني ماذا أخبّئ لك هناك.
قال لها: أهِي رحلة انتقام؟
قالت له: سوف أمازح قلبك فرحاً وتسلية، وأراقص روحك. أنوثة تتمايل إحساساً ورقة. أنام على صدرك حتّى أشعر بالأمان. أدعك تغفو بين ذراعيّ مثل طفلٍ يحبو لا يعرف الكلام. فما رأيك بهذا الخيال؟
قال لها: آهٍ منك. لماذا أتيتِ إليّ وأنتِ في كلّ هذا الغنج والدلال؟ فقلبي لم يعد يحتمل طول الغياب عنكِ. فهذه يدي خذيني معك إلى دنيا الأحلام.
سناء أسعد