عرفته مجلّياً في كلّية الحقوق في ستينيات القرن الماضي
ل. ن.
في أوائل ستينات القرن الماضي، وعندما كانت أجهزة المكتب الثاني تحصي على القوميين الاجتماعيين أنفاسهم، وتعرّضهم للملاحقات، والاعتقال وما يرافق ذلك من «استقبال ودّي للغاية»، تحرّك الرفقاء الطلبة في كلّية الحقوق ـ الجامعة اللبنانية، وخاضوا الانتخابات الطلابية، ورفعوا لواء الحزب، متحدّين كل البشاعات.
أذكر منهم: الأمين كمال الحلبي 1 ، الذي كانت شقته في شارع الحمرا، مكاناً للاجتماعات واللقاءات الحزبية، يوسف المسمار 2 ، الأمين بسام شلهوب 3 ، الرفيق رئيف الداهوك 4 وغيرهم ممن نأمل أن نحكي عنهم، وأن يساهم معنا رفقاء كانوا قد نشطوا في تلك السنوات.
أحد الذين برزوا في تلك المرحلة الصعبة، رفيق عرفته نشيطاً، ذكياً، صلباً، مذيعاً، لا يهاب ولا يتراجع ولا يهادن: سميح دقدوق.
هذا الرفيق كنت ألتقيه في المناسبات الحزبية العامة، وعندما علمت أن الداء راح يفتك بعافيته، اتصلت به، وكرّرت. وعدته أن أزوره في منزله في منطقة خلدة، ليس فقط لواجب الاطمئنان، إنما كي أسأله عن رفقاء، وعن أحداث حزبية كان مطلعاً عليها.
إنما لم أتمكن. تماماً كما مع المئات من الرفقاء المنتشرين في أمكنة متفرقة من لبنان. في بيروت يمكنك أن تنتقل إلى أي مكان بواسطة سيارات الأجرة، إنما إذا كانت الأمكنة المقصودة، في محافظات أخرى، فالوصول يحتاج إلى سيارة غير متوفرة لي شخصياً، وغير متوفرة مركزياً بسبب الضغوط المتعاظمة، وعدم تمكن السيارات المركزية من تغطية كل الحاجات الكثيرة.
أمس، وافت المنية الرفيق سميح دقدوق، وشيع إلى مثواه الأخير في عرمون، تلك البلدة التي إذ نذكرها، فلا بد أن نذكر الأمين الشاعر عجاج المهتار، والرفيق الشهيد سمعان النكت الذي كان أقام فيها وشعّ وكان وراء انتماء عدد من أبنائها إلى الحزب.
أكثر من مرة أوردت اسم الرفيق سميح دقدوق عند الحديث عن العمل الحزبي في ستينات القرن الماضي.
حبذا لو يكتب عنه رفقاء كانوا معه في كلية الحقوق وعرفوه جيداً في السنوات الصعبة وتعرّفوا إلى نشاطه، وإيمانه، وحضوره الحزبي الجيّد.
رفيق سميح… أعذرني، إن لم أتمكّن من زيارتك، وقد رغبتَ ورغبتُ، وليعذرني كل رفيق آخر تقدم به العمر، وتحول ظروفي دون تفقده والاستماع إليه فتدوين معلوماته المفيدة لتاريخ الحزب، ثق إنك تبقى في ذاكرتي ولا تبرح.
هوامش:
1 – كمال الحلبي: من ينطا. نشط جيداً في ستينات القرن الماضي. ما زال عند إيمانه. يتمتع بسوية أخلاقية مميّزة.
2 – يوسف المسمار: من الهرمل. شاعر وكاتب وله نشاطه الحزبي الواسع في البرازيل.
3 – بسام شلهوب: من بلدة دوما. تولى مسؤولية منفذ عام كسروان. حاز على شهادة الدكتوراه من بوسطن.
4 – رئيف الداهوك: من بعقلين. كان نشيطاً جداً، غادر إلى أحد البلدان العربية.