رباعية فيينا تنهي اجتماعها ولا اتفاق… إلا استمرار التشاور
أنهى وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا لقاء استمر ساعتين في فيينا بالأمس من دون نتائج تذكر، سوى الاتفاق على إجراء المشاورات اللاحقة بصيغة أكثر تمثيلاً.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المشاركين في اللقاء اتفقوا حول صيغة الدعم الخارجي للعملية السياسية في سورية، موضحاً أن الصيغة التي جرى الحديث بها، ليست نهائية وأصرّ على ضرورة إشراك إيران ومصر في المشاورات المقبلة بشأن سورية.
وأضاف الوزير الروسي أنه قدم خلال اللقاء أفكاراً معينة حول التسوية في سورية، وأبلغ المشاركين الآخرين بنتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو يوم الثلاثاء الماضي.
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن جميع الأطراف تتفق على ضرورة تسوية الأزمة بالوسائل السياسية على أساس بيان جنيف، وفي موازاة مكافحة الإرهاب، موضحاً أن الخلاف الوحيد بين الأطراف يرتبط بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمرحلة التي يجب أن يرحل فيها.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الوزراء سيلتقون قبل نهاية الشهر الجاري في إطار أوسع، وأشار إلى أن الاجتماع كان بنّاء ومثمراً، لافتاً إلى «أننا عرضنا في الاجتماع الرباعي بعض الأفكار التي قد تغير الوضع في سورية بشكل كبير».
من جهة أخرى، أشار لافروف بعد لقائه نظيره الأردني ناصر جودة إلى أنه لا بد من مفاوضات شاملة بين دمشق والمعارضة، لافتاً إلى أن روسيا تدعم مشاركة الأردن في التسوية السورية، وأكد أنه لا بد من تنشيط الجهود الجماعية لمحاربة «داعش».
وأعلن الوزيران الروسي والأردني توصل عسكريي البلدين إلى اتفاق بشأن التنسيق بينهما، بما في ذلك تنسيق الطلعات التي ينفذها سلاحا الجو في البلدين فوق الأراضي السورية. وكشف لافروف في تصريح صحافي مشترك مع نظيره الأردني، أن هذا التنسيق سيدار عبر آلية عمل سيتم استحداثها في عمان.
وقال لافروف: «نرى أنه بإمكان الدول الأخرى التي تشارك في محاربة الإرهاب، أن تنضم إلى هذه الآلية آلية التنسيق العسكري بين روسيا والأردن في عمان »، مؤكداً أن روسيا تقيم دور الأردن في تسوية الأزمة السورية، وتؤيد مشاركته في الجهود المشتركة في هذا المجال.
فيما قال وزير الخارجية الأردني إن بلاده تأمل في أن تكون آلية التنسيق بين العسكريين الروس والأردنيين فعالة في محاربة الإرهابيين بجميع ألوانهم، مؤكداً أن مشاركة الأردن في محاربة الإرهاب، تتطلب منها التنسيق الوثيق مع جميع الأطراف المعينة، نظراً إلى الارتباط بين مصالح الأمن القومي للأردن والأحداث في سورية المجاورة.
كما دعا لافروف إلى مضاعفة الجهود من أجل تسوية النزاع، قائلاً: «يركز موقفنا المشترك إلى ضرورة تكثيف الجهود بصورة ملحوظة من أجل إطلاق عملية سياسية للتسوية السورية على أساس بيان جنيف».
وأردف قائلاً: «ويعني ذلك بدء مفاوضات متكاملة بين ممثلي الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة السورية، بما في ذلك المعارضة الداخلية والخارجية على حد سواء، مع دعم مكثف من جانب المعنيين الدوليين لهذه العملية».
وفي السياق، صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد هو المشكلة وليس الحل في الأزمة السورية، مؤكداً ضرورة العمل للتوصل إلى حل سياسي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد بحث أمس في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني تطورات الملف السوري.
وذكرت مصادر في الرئاسة التركية أن أردوغان والعاهل السعودي وأمير قطر بحثوا بالتحديد الوضع في حلب، حيث فقد أعرب المسؤولون الثلاثة عن قلقهم البالغ حيال ما يجري داخل سورية.
الى ذلك، قال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي إن الكرملين ليس على علم بوجود خطة تنص على إطلاق مرحلة انتقالية في سورية مدتها 6 أشهر يرحل في نهايتها الرئيس بشار الأسد عن منصبه.
وجاءت تصريحات الكرملين بعد أن نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة التركية قولهم إن أنقرة مستعدة لقبول مرحلة انتقالية في سورية مدتها 6 أشهر يبقى خلالها الأسد في السلطة، شريطة وجود ضمانات على رحيله في نهاية المرحلة.
على صعيد آخر، أعلن الكرملين أمس أن موسكو رغم جهودها المكثفة لإيجاد قوى معارضة في سورية يمكن التعاون معها في مكافحة الإرهاب، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تحديد أية قوة بناءة.
وقال بيسكوف: «للأسف الشديد لا توجد أية قوة مركزية يمكن التعاون معها. وهذا هو السبب وراء جميع الصعوبات»، مضيفاً أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لم تساعد روسيا في تحديد ما هي «المعارضة المسلحة المعتدلة» والتي يزعم الغرب أنه يمكن التنسيق معها في الحرب ضد تنظيم «داعش».
وتابع بيسكوف: «علينا أن ننطلق من أن الشيء الأهم هو مواجهة الإرهاب والتطرف في سورية… ولا وجود لإرهابيين معتدلين أو غير معتدلين الإرهاب شر يجب أن نحاربه وأن نقضي عليه، وهذا هو ما نقوم به حالياً».
كما اعتبر بيسكوف أنه لا يجوز لأي طرف أن يدرج فصائل ما على قائمة «المعارضة المعتدلة» بصورة أحادية، بل يجب أن تعتمد مثل هذه القرارات على إجماع واسع. وأضاف: «أن ذلك سيتطلب أيضاً تبادلاً للآراء مع القيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية والرئيس الأسد وممثليه، بالإضافة إلى مشاورات واسعة النطاق مع الدول الأخرى بالمنطقة». وتابع بيسكوف أنه يجب بحث هذه المسألة مع الدول الغربية أيضاً.
وأشار الناطق باسم الكرملين الى أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث أمس مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي الوضع في سورية، مؤكداً أن الاجتماع تناول الأوضاع في سورية بالتفاصيل وكذلك سير عملية القوات الجوية الروسية الرامية إلى إسناد هجمات الجيش السوري، إضافة إلى الاتصالات الدولية بشأن التسوية في سورية.
ميدانياً، استعاد الجيش السوري أمس سيطرته على قريتي القراصي والحويز في ريف حلب الجنوبي، وسط قصف مدفعي استهدف تجمعات المسلحين في المنطقة، وواصلت وحداته تقدمها وسيطرت على العمارة وتلة المهدية وخلصة والحويرة في ريف حلب الجنوبي. كما استعاد السيطرة على الجبولة في محيط السفيرة شرق حلب.
كذلك واصل الجيش السوري تقدمه في ريف حماة الشرقي، ووصل إلى خطوط التماس مع «داعش» في محيط منطقة أثريا، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة مسلحين من «جبهة النصرة» و«داعش» حاولوا قطع طريق أثريا خناصر، بعد تفجير سيارة مفخخة على محور مراغة.
تعاون التنظيمين الإرهابيين في معركة خناصر هو الأول منذ الخلاف بينهما منذ أكثر من سنتين، حيث يحاول «النصرة» دعم «داعش» في معركة مطار كويرس وتخفيف الضغط عنه عبر فتح ثغرات في خناصر، ومن خلال هجمات نفذها عناصرالتنظيم أمس على حواجز زلين ومعركبة ولحايا وحواجز مدينة مورك الشمالية في ريف حماه الشمالي.