الأسد: مستعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة
عبّر الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده لإعلان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة والمشاركة فيها، إذا أيّده الشعب السوري في ذلك.
وقال النائب في مجلس الدوما الروسي ألكسندر يوشينكو، إن الرئيس السوري أدلى بهذا التصريح خلال استقباله وفداً برلمانياً روسياً في دمشق، أمس.
وقد وصل الوفد إلى سورية، الجمعة الماضي، في مهمة سياسية وإنسانية، وهو يضم عدداً من نواب مجلس الدوما وأعضاء مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي. وحمل البرلمانيون الروس معهم شحنة من المواد الطبية والغذائية المخصّصة للأطفال السوريين.
وقال يوشينكو إن الرئيس الأسد أبدى استعداده أيضاً لبحث إمكان إدخال تعديلات على دستور البلاد وإجراء انتخابات برلمانية بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد إحلال السلام والاستقرار في سورية.
كما اقترح الرئيس الأسد على الشركات الروسية تفعيل تعاونها مع بلاده في مختلف المجالات بما في ذلك قطاع النفط وخصوصاً في أعمال إعادة البناء والإعمار. وقال إنه ينتظر زيارة جديدة لنائب رئيس الحكومة الروسية دميتري روغوزين إلى سورية لمناقشة هذا الموضوع.
كما بحث البرلمانيون الروس مع الرئيس السوري، بحسب يوشينكو، فعالية العمليات التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سورية ضد مواقع تابعة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة. وقدّر الأسد عالياً دور العسكريين الروس، مشدداً على أن انضمام روسيا لمحاربة «داعش» أدى إلى تغيير ميزان القوى لمصلحة الجمهورية العربية السورية.
ولفت النائب إلى أن الزيارة الحالية لها أهمية خاصة، حيث تجري في أعقاب محادثات القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد.
وفي السياق، نقلت مصادر إعلامية من العاصمة الروسية أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدّم للرئيس الأسد ضمانات كاملة، بألّا يتم المساس بمقام الرئاسة السورية إلى حين إجراء انتخابات رئاسية.
ودعت موسكو إلى الحوار ثم تأليف حكومة تضمّ أطراف الحوار، التي تعيّن لجاناً تدعو إلى انتخابات نيابية تليها انتخابات رئاسية «تمنح الحقّ لمن يريد الترشح».
وأبدى الرئيس الأسد، بحسب المصادر، قبوله بضمّ فصائل مسلحة إلى الجيش السوري، أو الحوار معها «شرط نقل البندقية ومواجهة الإرهاب».
وسأل بوتين نظيره السوري عمّا يمكن القبول به للوقوف بدقة على التفاصيل التي ستحكم العملية السياسية، مؤكداً للأسد أن «العدّوين اللدودين لموسكو هما بريطانيا وأميركا»، في حين اتهم باريس بأنها «تساير مصالحها لبيع السلاح».
الى ذلك، قالت الخارجية الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري بحثا احتمالات الحلّ السياسي لأزمة سورية بمشاركة السلطة والمعارضة الوطنية.
وقالت في بيان أمس: «بحث وزرا الخارجية الروسي والأميركي، آفاق التسوية السياسية في سورية، بمشاركة السلطات والمعارضة الوطنية، وبدعم هذه العملية من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك، الدول الإقليمية الكبرى».
من جهة أخرى، جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اتهاماته لإيران بأنها «تحتل أراضي عربية في سورية»، مشيراً إلى أن الرياض تنظر إلى إيران كدولة مصدرة وراعية وداعمة للإرهاب».
وأعرب الجبير عن أمله في أن «تكون إيران عنصراً لدعم الاستقرار في المنطقة لا عنصراً للشر»، مضيفاً أن «إيران تتدخل في شؤون المنطقة بشكل سلبي».
وقال الجبير إنه عقد محادثات مع نظيره الأميركي جون كيري في الرياض، تناولت تطبيق مبادئ «جنيف 1» وتشكيل هيئة انتقالية في سورية، مشدداً على عدم وجود دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة المقبلة.
على صعيد متصل، تعهدت واشنطن والرياض تكثيف دعم ما يسمى بـ»المعارضة المسلحة السورية المعتدلة»، وتنسيق الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية بشأن الأزمة في سورية. عقب اجتماع كيري مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ومسؤولين آخرين في الرياض.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي بأن الجانبين أعربا عن دعمهما لـ«دولة موحدة وتعددية ومستقرة لكل السوريين»، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على أهمية حشد المجتمع الدولي لدعم هذا الهدف وجددا تأكيد ضرورة فترة انتقالية تقصي الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وجود «تطابق في المواقف» بين القاهرة والرياض بشأن قضايا المنطقة، وأن مصر والسعودية تتعاملان «على أنهما بلد واحد له مصالح» وتابع: «ونرى أن التعاون هو الأسلوب الأمثل لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة».
وقال شكري خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده ونظيره السعودي في القاهرة أمس: «اتفقنا على حماية الأمن القومي العربي، بكل مقتضياته، وعدم السماح لأيّ طرف خارجي بالمساس بأمن الدول العربية».
وذكر شكري أن الجانبين قررا تسريع وتيرة المشاورات السياسية بينهما، وجعلها ربع سنوية «أو أسرع بحسب الاحتياج»، بدلاً من حدوثها دورياً بشكل سنوي كما كانت عليه.
ونفى وزير الخارجية المصري، وجود تباين في الآراء بين البلدين بخصوص الأزمة السورية، مشدداً على أن مصر والسعودية «تتبعان الأسلوب نفسه، بما يحفظ وحدة واستقرار سورية».
كما أكد أن مصر «جزء أصيل من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن»، لافتاً إلى أن مصر تقف مع أيّ حلّ «يحافظ على اليمن ويرسّخ الشرعية فيها وينهي الحرب. وندعم جهود المبعوث الأممي للتوصل إلى حلّ سلميّ للصراع، وسنكون مع أيّ سعي مشترك لاستقرار المنطقة».
وتسعى السعودية من خلال زيارتها المفاجئة إلى القاهرة إلى تفاهم مع مصر حول مستقبل سورية، وفي هذا الصدد جدّد الجبير موقف السعودية من حلّ الأزمة، المتمثل في التمسك بـ«تطبيق بيان جنيف 1، وتشكيل هيئة حكم انتقالي تضع دستوراً جديداً وتدير المؤسسات المدنية والعسكرية، وألا يكون لبشار الأسد دور في مستقبل سورية». واستطرد قائلاً: «هذا هو موقفنا وموقف معظم دول العالم من الأزمة في سورية».
ونفى الجبير أن يكون قد تم التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن حلّ الأزمة السورية، مشيراً إلى أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من المشاورات، إلا أن «الموقف المصري متطابق مع الموقف السعودي فكلنا نريد الحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية السورية وأن يقرر الشعب السوري مصيره ويحقق حريته».