لارشيه: على اللبنانيين تقرير مصيرهم بأنفسهم
أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه «أنّ القضية اللبنانية لم تعد في مقدمة الاهتمامات الدولية كما أيام الطائف أو الدوحة، ولذلك يعود للبنانيين أن يمسكوا زمام أمورهم ويقرروا مصيرهم بأنفسهم».
وخلال مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر بعد ظهر السبت، تحدث لارشيه عن نتائج زيارته للبنان، معلناً أنّها تندرج «في إطار الصداقة الفرنسية ـ اللبنانية». وقال: «زيارتي تسبق بثلاثة أيام زيارة وزير الداخلية الفرنسي الذي سيهتم بموضوع النازحين السوريين. ولقد تمحورت العناوين الإعلامية أمس حول ما يجري بين الرياض، موسكو واشنطن». وسأل: «هل تعتقدون أنه هكذا يمكن إحلال السلام والاستقرار؟ أليس لفرنسا مع الاتحاد الأوروبي أشياء تقولها في هذا الصدد»؟
ورأى أنّ المؤسسات اللبنانية «تدخل في مرحلة جمود مقلقة»، مؤكداً وجوب «السير قدماً وأن يكون لهذا البلد رئيس، وهذا يعود للبنانيين أنفسهم».
وأضاف لارشيه: «القضية اللبنانية لم تعد في مقدمة الاهتمامات الدولية كما أيام الطائف او الدوحة، ولذلك يعود للبنانيين أن يمسكوا زمام أمورهم ويقرروا مصيرهم بأنفسهم، وتعود إلينا المساعدة لإيجاد الظروف الدولية الملائمة حتى لا يؤخذ مصير اللبنانيين من بين إيديهم».
ورأى أنّ «أي بلد في العالم لم يستقبل عدداً من النازحين واللاجئين كما فعل لبنان، ومن غير اللائق إعطاء الدروس لبلد ولشعب استقبل هذا الكم من اللاجئين»، معلناً أنّ «الرئيس فرنسوا هولاند سيعلن في الأسابيع المقبلة برنامجاً للمساعدة».
وردّاً على سؤال حول لقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، أجاب: «تمّ اللقاء في جو طبيعي وعادي، وهذه ليست المرة الأولى التي ألتقي فيها نواب حزب الله، وكان تبادل للآراء، وأبلغني حزب الله موقفه، وقلنا إنّ من المهم أن يجد اللبنانيون الحلول بأنفسهم».
وعن تسميته ثلاثة مرشحين للرئاسة خلال لقاءاته مع السياسيين، كما ورد في معلومات صحافية، ومن هي هذه الأسماء، قال لارشيه: «اسمحوا لي لن أعلن عنها، صحيح تمّ ذكر أسماء، نحن نتبادل الآراء، ولكن على اللبنانيين أن يقرروا، وليس فرنسا أو طهران أو الرياض».
وحول ما تودّ أوروبا وفرنسا قوله حول المباحثات الجارية بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية، قال: «يجب التذكير بعدد من المبادئ، ربما لأنّ الاتحاد الأوروبي يعيش أزمة اللاجئين والنازحين، ونحن نعرف جيداً منطقة الشرق الأوسط، لقد نقلنا لها عدداً من القيم ولا أرى كيف يمكن أن يكون هناك حلّ من دون إشراك الاتحاد الأوروبي فيه، وهذا واضح، ولا يهمّ إذا كان هناك جنيف 3 أو 4، ولكن كلنا نعرف الاتفاق حول النووي الإيراني تمّ لأنّ أوروبا كانت موجودة، وهذا واضح وجلي».
وعن زيارته لطهران والرسالة التي سيحملها، أجاب: «أولاً سألتقي الرئيس روحاني الذي سيزور باريس خلال ثلاثة أسابيع، وأنتظر هذا اللقاء بكثير من الاهتمام، وسيكون هناك شقّ بروتوكولي. إيران بلد كبير ودولة كبيرة وحضارة كبيرة، لقد زرتها منذ سنوات. وكانت لي دوماً علاقات سياسية معها. سأقول لإيران أنّ لبنان مستقر، ونموذج للتعايش هو من أفضل الجغرافيا السياسية لدولة كبيرة مثلها».
وأكد أنّ «فرنسا تتكلم لغة واحدة في ما يخصّ لبنان، فلبنان ليس موضوع خلاف داخلي فرنسي، وهو بالنسبة إلينا موضوع وحدة وطنية. يمكن أن تكون لنا آراء مختلفة بالنسبة لسورية ولكن هناك توحّد بالنسبة للبنان، وسيأتي الرئيس هولاند إلى لبنان عندما يقرر ذلك».
وعن قضية جورج عبدالله، أعلن «أنّ جورج عبدالله حكم من قبل المحاكم، ومدى الحياة، وأخذ من محكمة التمييز حكماً منذ مدة غير طويلة، ولا أريد أن أعلق فهذا قرار محاكم بلدي. وبلد القانون هو بلد يحترم استقلالية قضائه».
وعن مواصفات الرئيس اللبناني كما يراه، قال: «رئيس الجمهورية يجب أن يكون جامعاً، أي أن يجمع اللبنانيين، هذه رؤيتي كديغولي. وهذه الصفة نفهم أهميتها في الأوقات والظروف صعبة».
وختم لارشيه مؤكداً أنّ «مساندة فرنسا للجيش اللبناني تتم عبر القوات الدولية التي مكنت الجيش اللبناني من الانتشار في شمال البلاد وشرقها»، لافتاً إلى «أنّ هناك حاجات ملحة في ما يخصّ موضوع التجهيزات العسكرية، ولقد ناقشت مع وزير الدفاع اللبناني هذا الأمر».
وكان لارشيه، زار دار مطرانية بيروت للموارنة في الأشرفية، حيث كان في استقباله رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر.