يونان: من حقنا دعوة المقتدرين إلى دحر قوى الظلامة والظلم عن شعبنا
دعا بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان «جميع المسؤولين الذين في يدهم سلطة القرار إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بُغية توطيد الاستقرار وتفعيل المصالحة الشاملة الصادقة في لبنان البلد الغالي على قلوبنا»، وقال: «لا أحد من اللبنانيين المخلصين ومن أصدقاء لبنان يقبل باستمرار الفراغ في سدّة الرئاسة وقد زاد على السنة، مع ما يتسبب به من تفكك في المؤسسات الدستورية والعامة، ومن خراب وفقر وفوضى، وشعور بالخيبة العميقة من قبل المواطنين».
وناشد يونان خلال افتتاح سينودس أساقفة كنيسة السريان الكاثوليك في المقر البطريركي في دير سيدة النجاة ـ الشرفة – درعون، «كل الأحزاب اللبنانية والمرجعيات الدينية أن يبغوا أولاً وأخيراً خير لبنان، ويسعوا إلى تطويق النزاعات المكشوفة، كما الخفية، فيُنتخب رئيس للبلاد ويُوضع قانون جديد للانتخابات، دعماً للدستور وحفاظاً على الصيغة التي توصّل إليها أسلافهم، فيشع لبنان حضارة وازدهاراً، ومنارة لمحيطه في شرقنا هذا المتخبط والمهدد بهويته وكيانه».
وصلّى «من أجل إنهاء الصراعات المفجعة في سورية والعراق بالطرق الدبلوماسية، لإيجاد الحلول السياسية التي تنبذ كل أنواع العنف»، وقال: «نحن، كمسيحيين يتبعون إنجيلهم، رسالة الحب والسلام، مدعوون إلى عيش المحبة نحو الجميع. ولسنا من هواة العنف والانتقام، ولكن من الغباء أن نظن، كالمنظرين الذين يطالعوننا من حين إلى آخر بآرائهم ومقولاتهم الخيالية، بأن «داعش» وغيره من العصابات التكفيرية الهمجية، ينتظر من يأتيه للتحاور العقلاني أو التواصل الإنساني. نحن، الذين عانوا ويعانون من نكبات وإبادة واقتلاع من أرضنا على أيدي تلك العصابات، ولسنا من الذين يعدّون العصي صاغرين».
أضاف: «من حقنا، بل من واجبنا أن ندعو جميع المقتدرين الشرفاء إلى أن يدحروا عن أهلنا وشعبنا قوى الظلامة والظلم، ويمنعوا برابرة الشر والهمجية في عصرنا هذا، من الاستمرار بالقتل والتنكيل والسبي والتهجير والهدم والتدمير في سورية والعراق. فليس من واجب أقدس من أن يدافع الإنسان بكل الوسائل المتاحة عن نفسه وعرضه، عن أرضه وموطنه، عن إيمانه، هبة السماء لكل المتكلين عليه تعالى، فالصلاة تبقى الوسيلة الأقدر التي نستحق بها تدخل الله في تاريخنا الملطّخ بالدم والحرب والعنف والإرهاب».
وعبّر عن «فرحه وسروره ومعه آباء السينودس بعودة الأب جاك مراد إلى الحرية»، وصلّى «من أجل إطلاق سراح جميع المخطوفين، من المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي والكهنة والعلمانيين، ومن بينهم أبناء القريتين وقرى الخابور في الجزيرة السورية».
ويستمر السينودس حتى مساء الخميس المقبل، ويختتم بجلسة مشتركة يشارك فيها بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية.