خامنئي: الحرب في العراق بين من يريده تحت الوصاية الأميركية ومن يريده حراًً
قال المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي، إن أميركا تهدف إلى حرمان الشعب العراقي من الديمقراطية التي يتمتع بها، معلنا أن إيران ضد أي تدخل أميركي أو غير أميركي في العراق.
وخلال لقائه أمس مسؤولين في السلطة القضائية الايرانية قال السيد خامنئي أن «أميركا والقوى الغربية الكبرى واسرائيل يقفون خلف الفتنة في العراق. نحن نخالف اي تدخل أميركي في الشؤون العراقية ونعتقد ان الشعب والمرجعية الدينية في العراق قادرون على اخماد نار الفتنة».
وأضاف «أميركا ليست راضية عن اقامة انتخابات حرة وديمقراطية في العراق ينتخب فيها الشعب الشخص الذي يريده لقيادة البلاد، هي تريد أن يكون العراق تحت تصرفها وسلطتها
وأن يكون من يطيع الأوامر الأميركية قائداً للعراق».
وأوضح أن ما يحدث في العراق «ليس حرباً شيعية سنيّة، وانما هو تحريك لبقايا النظام السابق وللتكفيريين من قبل الاستكبار لضرب الأمن والاستقرار في العراق. هؤلاء يعادون السنّة المؤمنين باستقلال العراق ووحدته، كما يُعادون مشكلة مع الشيعة أيضاً. الحرب في العراق بين من يريد ان يكون العراق تحت الوصاية الأميركية و من يريد العراق حراً ومستقلا».
وتابع «نحن نرفض أي تدخل أميركي أو خارجي في العراق، لأننا نعتقد أن الشعب والحكومة و مراجع الدين في العراق لديهم القدرة الكافية لإخماد نار الفتنة، وان شاءالله سيخمدون هذه النار».
ورأى السيد خامنئي أن من أهم المشاكل التي تواجه النظام الاسلامي «هوالعداء الغربي لنا
وهذه حقيقة يجب على الجميع ان يفهمها و يدركها، وإن لم ندرك عداء الاستكبار لنا سنوقع في الخطأ عند تحليل الأمور».
من ناحيته، حذر الرئيس الإيراني الدول الداعمة للإرهاب من ارتداده عليها وقال: «نحذر جميع الدول الإسلامية وعلى الخصوص أولئك الذين يقدمون الدعم للإرهابيين من أموالهم النفطية، ونقول لهم غداً الدور سيكون عليكم، لا تظنوا أن هؤلاء الإرهابيين المتوحشين الذين أرسلتموهم لقتل الآخرين سيكتفون بذلك، غدا سيكون الدور عليكم، اسحبوا يدكم من قتل الأبرياء عن طريق الإرهاب، اسحبوا يدكم من قتل المسلمين».
وعن الوحدة الإسلامية اعتبر روحاني أنه «لا يوجد فرق بين الشيعي والسنّي في العالم الإسلامي ولا يوجد فتنة بينهم، مؤكداً أنهم أخوة تعايشوا لقرون مع بعضهما في إيران والعراق و الشام في لبنان والخليج الفارسي وجمعتهما الأخوة. وقال «الله أعطانا هدية الأخوة لماذا تقتلون الأخوة؟ لكي تنام «إسرائيل» والاستكبار قريري العين، في حين نرى الأطفال والنساء المسلمين في برد الشتاء و حر الصيف تحت الخيام وهم خائفون»، مضيفا «نحن اليوم بحاجة للوحدة أكثر من أي وقت، تعالوا نرفع صوت الوحدة في رمضان المبارك».
وأشار إلى أن «الوحوش الإرهابية التي تقتل الأطفال وتقطع الرؤوس و تهتك أعراض المسلمين يسمون أنفسهم جهاديين باسم الله ورسوله»، معتبراً أن هذه هي المصيبة الكبرى، لافتاً إلى أن «اليوم هو يوم حزن عند المسلمين ويوم فرح عند الصهاينة الذين يقفون خلف هذه الحركات، هم فرحون لأنهم اشعلوا الفتنة بين المسلمين ويوميا يقتلون شعبنا في غزة، وهيأوا الأجواء لكي ينسى الجميع فلسطين»، وتابع «اليوم لا يوجد أحد يفكر بفلسطين والفلسطينيين المظلومين .. نشروا الدماء في كل مكان وهم يرفعون علم لا اله الا الله هؤلاء لا يعبدون الله بل يعبدون الشيطان».
وفي سياق متصل، وصف رئیس مجمَع تشخیص مصلحة النظام في ايران علي أكـبر هاشمي رفسنجاني الأوضاع في العراق بأنها معقّدة، ومن أن التكـفیریین أضفوا لون الدم علی الخلافات الداخلیة وقال: «نأمل ان نكـون وسطاء جیدین لإخماد هذه النار».
ولدی استقباله الأحد وزیر خارجیة نیوزیلندا اعتبر رفسنجاني جدیة إیران فی المحادثات النوویة بأنها سیاسة جمیع المسؤولین في البلاد، وقال: «إن استخدام الطاقة النوویة كـأسلحة الدمار الشامل حرام في ثقافتنا الإسلامیة والإنسانیة».
وأعرب عن قلقه مما یحدث في الشرق الاوسط ووصف الوضع في العراق بالمعقّد وأضاف «ان الالتقاء بین التكـفیریین بوصفهم أسوأ مجموعة إرهابیة في التاریخ وبقایا حزب البعث والقضایا المثیرة للفرقة جعلت الظروف صعبة للناس العادیین»، وتابع «إننا لا نرید التدخل في الشؤون الداخلیة للبلدان الأخری، ونأمل أن نكـون وسطاء جیدین لإخماد هذه النارالمستعرة».
أما وزیر خارجیة نیوزیلندا موري مك كـالي فقد شدد في اللقاء علی دور إیران في المعادلات الدولیة وقال: «ان بلاده حریصة علی تمتین العلاقات معها، مشيراً الى ان الشعوب والدول تنتظر من ایران استخدام طاقاتها للحد من اتساع نطاق الخلافات، خلال معرض حديثة عن الأوضاع في العراق».
وأكد رئيس مكتب رئاسة الجمهورية في ايران محمد نهاونديان أن بلاده وأميركا تتباحثان فقط بشأن القضية النووية، وفي اطار مجموعة «5+1»، مشيراً في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية النرويجي بعد المشاركة في منتدى أوسلو، إلى «أن هذه المحادثات تعتبر اختباراً لبناء الثقة، وفيما لو وصلت المفاوضات الى الحل النهائي فمن الممكن ان تتوفر الفرصة للبحث في قضايا أخرى».
وأضاف المسؤول الايراني أن «إيران بلد جار للعراق ولها علاقات طيبة مع الشعب والحكومة العراقية، وستلبي في حال تلقي طلب ومقترح الحكومة العراقية للحفاظ على الظروف الداخلية. وفي ما يخص أميركا فإننا لم نشاهد إجراء جدياً من جانبها لمواجهة هذا النوع من الارهاب في داخل العراق»، مؤكداً على ضرورة وقف ارسال السلاح والدعم المالي للارهابيين في العراق وسورية وقال: «إنه ينبغي على العالم التوحد في مواجهة الدعم الخارجي للإرهابيين».
وأشار نهاونديان الى الانتخابات البرلمانية الناجحة في العراق الى أنه «على الجميع احترام نتيجة الانتخابات العراقية، وان تكون ادارة مواجهة الارهابيين بيد الحكومة وعلى الدول الاخرى تلبية طلباتها في هذا المجال».
ولفت رئيس مكتب الرئاسة الايرانية الى أن «مصادقة الجمعية العامة للامم المتحدة على مقترح الرئيس روحاني حول عالم خالٍ من العنف والتطرف»، وأضاف أنه رغم المصادقة على هذا المقترح بالاجماع، إلا اننا لم نشهد خطوات عملية ملموسة في هذا الصدد في حين لو اتخذ المجتمع الدولي اجراءات شاملة وجادة لما شهدنا هذه الظروف اليوم في العراق».
وأضاف، أن العنف والتطرف لم ينحصرا في إطار حدود وطنية، بل تحوّل الى قضية دولية لذا ينبغي إدراج قضية الارهاب في جدول اعمال الجميع وفي كل مكان، وُيعتبر التمييز في هذا المجال أمراً مرفوضا، وقال: «إننا اليوم نثق بالقادة والحكومة والشعب العراقي وينبغي على الآخرين الراغبين باحلال السلام تقديم الدعم لهم بناء على طلبهم، لا أن يتخذ الآخرون القرار بدلاً عن الشعب العراقي».
وأشار نهاونديان إلى قلق بلاده تجاه تطورات العراق، وأنها تتابع هذه التطورات بدقة، و»أن ايران على استعداد لتقديم المساعدة بناء على طلب الحكومة والشعب العراقي، وبطبيعة الحال فاإننا نشعر بقلق جاد ازاء العتبات المقدسة والشعب العراقي قلق جداً أيضا، وستكون التلبية رداً على الطلب الذي يقدمونه».
وفي الرد على سؤال حول المفاوضات بشأن البرنامج النووي قال: «بما أن ايران لم ولن تسعى وراء السلاح النووي، وإن هذا السلاح محظور دينياً وثقافياً فانه لا شيء لديها لإخفائه، وهذه الشفافية الكاملة يمكن ايجادها شريطة الاعتراف بحق ايران كسائر اعضاء معاهدة حظر الانتشار النووي «ان بي تي»، وأضاف «انه لو تم الاعتراف رسميا بحق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية ومنها التخصيب، فلا مشكلة لإزالة الهواجس المشروعة التي تشعر بها الأطراف الاخرى».
وفي سياق متصل، أصدرت رابطة مدرّسي الحوزة العلمية بمدينة قم بيانا اعربت فيه عن دعمها لفتوى المرجعية الدينية في العراق، والقاضية بالتصدي لتنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية.
وجاء في البيان ان استقراء الاحداث الجارية في العراق بعد الهجوم البربري الذي شنه التكفيريون والبعثيون بقيادة تنظيم «داعش» الارهابي، يشير إلى أن زمام المبادرة بات بيد الحكومة وأبناء الشعب العراقي الغيور.
ولفت البيان الى أن النجاحات التي حققتها الحكومة والجيش العراقي على صعيد إدارة الأزمة لم تكن ممكنة من دون دعم المرجعية الدينية والعلماء الاعلام وأضاف «ان اصدار فتوى الجهاد الكفائي ضد التكفيريين من قبل المرجع الديني السيد علي السيستاني وسائر مراجع الدين الاعلام وعلماء أهل السنّة، وتلبية ابناء الشعب العراقي الغيور لهذه الفتوى، كانت من اهم عناصر احتواء الازمة في العراق».
واعربت رابطة مدرّسي الحوزة العلمية في قم عن دعمها التام لفتوى الجهاد الصادرة عن مراجع الدين العظام، لاسيما السيد السيستاني داعية الجماهير العراقية بجميع مكوناتها الى الوحدة والالتفاف حول المرجعية التي تعدّ سر اقتدار وانتصارات الشعب العراقي.