إشراك إيران بمحادثات «فيينا» يربك الغرب وحلفاءه العرب!
مرّة أخرى، تنتصر الدبلوماسية الروسية في فرض شروط معيّنة من أجل إيجاد حلول ناجعة للأزمة السورية. فبعد الخطوات المتعدّدة الناجحة التي أقدمت عليها موسكو، ها هي تفرض اليوم قلقاً وإرباكاً على الصف الغربي ـ العربي الذي لم يتوصّل قطّ إلى أي حلول، لا بل هو يدعم الإرهاب، لأنّ هدفه الأساس والأوحد إسقاط الرئيس بشار الأسد.
الإرباك الذي خلقته روسيا اليوم للقوى الغربية، يتمثل في إشراك إيران بالمحادثات في شأن الملف السوري. هذا التطوّر شكّل مادة دسمة للإعلام الغربي، إذ نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً تحليلياً لمحرّر شؤون الشرق الأوسط أيان بلاك قال فيه إن دعوة إيران كي تصبح وللمرّة الأولى منذ بدء الصراع في سورية، من الأطراف التي تقرر مصير البلاد، تمثل تغيّراً كبيراً وملحوظاً على سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط.
فيما قالت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إنّ الدول الغربية تبذل جهوداً، ليس فقط لمنع حلفاء روسيا من المشاركة في هذا اللقاء، إنما لعزل روسيا نفسها أيضاً. وهذا ما يؤكده اللقاء المفاجئ لـ«أصدقاء سورية» الذي تم في باريس بحضور المملكة السعودية والإمارات العربية والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا، ولم تُدعَ روسيا إليه.
في سياق متصل، لا تزال صحف غربية تواصل هجومها على التدخّل العسكري الروسي في سورية، محاولةً التشكيك في النتائج المذهلة التي حققتها الطلعات الجوّية الروسية. وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية مقالاً لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو رولاند أوليفانت، ادّعى فيه أنّ التقارير الروسية حول قصف مواقع تنظيم «داعش» في سورية مضلّلة. واصفاً الصوَر التي نشرها الجيش الروسي لعملياته في سورية إنها دعائية مثل أيّ جزء من الدعاية الروسية لعملياتها العسكرية في سورية.
«غارديان»: دعوة إيران إلى المحادثات تمثّل تغيّراً في سياسة أميركا وحلفائها
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً تحليلياً لمحرّر شؤون الشرق الأوسط أيان بلاك قال فيه إن دعوة إيران كي تصبح وللمرّة الأولى منذ بدء الصراع في سورية، من الأطراف التي تقرر مصير البلاد، تمثل تغيّراً كبيراً وملحوظاً على سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط.
ويعتبر بلاك أن هذه الدعوة هي العلامة الثانية على أن الأحداث بدأت تتخذ منحى في مصلحة نظام الرئيس بشار الأسد بعد العلامة الأولى، وهي التدخل العسكري الروسي.
ويوضح بلاك أن إيران كحليف استراتيجي للأسد اتخذت قراراً استراتيجياً وثابتاً منذ بداية الصراع في مساندة الأسد ونظامه، وهي على خلاف روسيا لم تقرّ أبداً إمكانية التوصل لحلّ سياسي للصراع من دون الأسد كشريك أساسي.
ثم يضيف أن إيران أمدّت نظام الأسد بالمقاتلين من الحرس الثوري ومستشارين عسكريين وأمدّته بمليارات الدولارات نقداً وفي صورة قروض، كما زوّدته بمقاتلين من البلدان التي تشكل امتدادها الشيعي في دول الجوار مثل العراق وأفغانستان وباكستان، ودفعت بحليفها الآخر في لبنان إلى أتون المعارك.
ثم يشير بلاك إلى أن دعوة إيران بالطبع لن ترضي المملكة العربية السعودية والتي تشكو من تمدد النفوذ الإيراني وخطره على أمنها. مضيفاً أن الرياض منعت دعوة إيران إلى محادثات مشابهه في السابق لكن رضاها هذه المرة يشير إلى الضعف السعودي واليأس الذي تواجهه على الساحة الدولية في خصوص الملف السوري.
ويعرّج الكاتب على الاتفاق النووي الذي عقدته واشنطن مع إيران وإلى رؤية الرياض وحلفائها في الخليج التي تتمثل في أن إيران بإمكانها استخدام الاموال التي ستحصل عليها في دعم نفوذها وتوغلها في المنطقة، كما تفعل في اليمن وسورية والعراق ولبنان.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: أوباما يتلقّى نصائح بإرسال قوّات أميركية إلى الشرق الأوسط
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية في مقال نشرته أمس إلى موقف روسيا والغرب من الأوضاع في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن في واشنطن أصواتاً تطالب بالتدخل العسكري مقابل نشاط موسكو الدبلوماسي.
وجاء في المقال: اقترح مساعدو الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي على باراك أوباما إرسال قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى سورية ومنطقة العمليات العسكرية في العراق. أي أن واشنطن هي إلى جانب التدخل العسكري على خلفية نشاط موسكو الدبلوماسي.
وتشير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إلى أن البيت الأبيض غير راضٍ عن نتائج عمليات مكافحة «داعش»، لذلك قدّم وزير الدفاع آشتون كارتر عدّة خيارات لتدخل عسكري أميركي في العراق وسورية وأفغانستان. كما أنّ الخبراء عرضوا خيارات أخرى لمكافحة «داعش» مثل إنشاء منطقة حظر جوّي، ومناطق عازلة على الحدود. ولكن جميع هذه الخيارات والمقترحات عارضها مساعدو رئيس الدولة، لأن تنفيذها يتطلب إرسال عشرات الآلاف من أفراد القوات المسلحة إلى المنطقة.
كما تشير الصحيفة أيضاً إلى أنه يمكن للفصائل الكردية مدعومةً بالطيران الأميركي أن تتقدم نحو الرقة والرمادي. ولكن واشنطن حذرة من الهجمات الجوّية لأن هذا يسبب سقوط ضحايا بين المدنيين. ويقول السكرتير الصحافي للبنتاغون، جيف ديفيس، معلقاً على ازدياد نشاط الائتلاف، إن هذا لا علاقة له بما تقوم به روسيا.
من جانبه، يقول الباحث في «مركز آسيا والشرق الأوسط» التابع للمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، آرسين خضرييف: «لقد كانت الولايات المتحدة سابقاً تراهن على كردستان سورية التي قاتلت ضدّ داعش وضدّ قوات الأسد. ولكن الموقف اختلف في الفترة الأخيرة، إذ إنّ كل شيء يشير إلى أنّ الأميركيين باتوا يعيدون النظر في موقفهم من الأكراد، أو أنهم فعلاً يدرسون مسألة إرسال قوات برّية إلى سورية. ولكن بعد سنة، ستُجرى في الولايات المتحدة انتخابات رئاسية، أي أنّ من الصعوبة لغاية ذلك الوقت التحدث عن اتخاذ خطوات كهذه. لأن هذا يمكن أن يفسد الخلفية السياسية وقد يتسبب في تعطيل الانتخابات».
لقد نوقشت المسألة السورية من قبل ممثلي الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والمملكة السعودية في فيينا قبل أيام، ولكن لم يتم التوصل إلى حلول أساسية. ومع ذلك اتفقوا، بحسب تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على لقاء جديد يوم 30 تشرين الأول الجاري.
أما وزير خارجية روسيا فقد عبّر، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم 27 تشرين الأول الجاري، عن أمله في أن يتمكن المشاركون من تجاوز طموحاتهم وأن تُدعى إيران وغيرها من البلدان.
وتبذل الدول الغربية جهوداً ليس فقط لمنع حلفاء روسيا من المشاركة في هذا اللقاء، إنما لعزل روسيا نفسها أيضاً. هذا ما يؤكده اللقاء المفاجئ لـ«أصدقاء سورية» الذي تم في باريس بحضور المملكة السعودية والإمارات العربية والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا، ولم تُدعَ روسيا إليه.
يقول خضرييف: «الأحداث الأخيرة تشهد على أن الائتلاف الغربي ينوي إخراج روسيا من المحادثات وعزلها دبلوماسياً. ولكن أيّ محادثات تُجرى في شأن سورية لن يكتب لها النجاح من دون مشاركة روسيا، وكذلك يجب أن تشارك فيها المعارضة السورية والحكومة السورية. من هذا يمكن أن استنتج أن الجولة المقبلة من المفاوضات لن تتوصل إلى نتائج نهائية».
من جانبها، بدأت موسكو تكثف جولات اتصالها بـ«المعارضة السورية»، إذ تأكدت زيارة وفد من «الجيش السوري الحرّ» إلى موسكو. وأجرى الوفد محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. ولكن «وكالة رويتر» تشير إلى أن ممثلي المجموعات الأربع المرتبطة بـ«الجيش السوري الحرّ»، فنّدت هذا الخبر موردة تصريحات لممثل مجموعة «ألوية سيف الشام» يقول فيها: «نحن لا يُسمح لنا بالذهاب إلى موسكو وإجراء مفاوضات هناك».
«ديلي تلغراف»: التقارير الروسيّة عن قصف مواقع «داعش» مضلّلة
نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية مقالاً لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو رولاند أوليفانت، ادّعى فيه أنّ التقارير الروسية حول قصف مواقع تنظيم «داعش» في سورية مضلّلة.
ويقول أوليفانت واصفاً الصوَر التي نشرها الجيش الروسي لعملياته في سورية إنها مثل أيّ جزء من الدعاية الروسية لعملياتها العسكرية في سورية، صور باللونين الأبيض والأسود لما يقول الجيش الروسي إنه انفجارات ناجمة عن غارات شنّها على مواقع التنظيم.
لكن أوليفانت يشير إلى تحليل جغرافي جديد صدر مؤخراً عن مجموعة لمراقبة التحرّكات العسكرية الروسية تؤكّد أن 75 في المئة من الصور التي تعرضها وزارة الدفاع الروسية لعمليات في سورية، هي في الواقع لا تعود جغرافياً إلى مواقع لتنظيم «داعش».
وقامت مجموعة «بيللينغكات» بتحليل 60 مقطعاً مصوّراً أصدرتها وزارة الدفاع الروسية ونشرتها على موقعها الرسمي على «يوتيوب» خلال الشهرين الماضيين وكانت النتائج مفاجئة.
ويوضح أوليفانت أن المجموعة وجدت أنه من بين 51 مقطعاً مصوّراً قالت موسكو إنها استهدفت مواقع في سورية لم يكن بينها إلا 15 مقطعاً فقط تم تأكيد صحة الادّعاءات الروسية في خصوص مواقعها، ولم يكن بين هذه المواقع إلا موقع واحد يسيطر عليه تنظيم «داعش».
«بوجون»: شرطة أردوغان تداهم صحفاً تركيّة
يواصل نظام رجب أردوغان سياساته لكمّ أفواه كل من يعارضه في تركيا، إذ أوعز للقضاء التابع له في العاصمة التركية أنقرة لاستصدار قرار بمصادرة مجموعة إعلامية ومداهمة صحف تركية مناوئة لهذا النظام، وذلك قبل أيام على الانتخابات المبكرة التي يسعى أردوغان من خلالها بشتّى السبل إلى إعادة تعويم حزبه «العدالة والتنمية» وإبقاء تفرّده بالحكومة وسيطرته عليها.
وذكرت صحيفة «بوجون» التركية التي كانت إحدى ضحايا قرار هذا النظام، أنّ النيابة العامة في أنقرة أوعزت بمصادرة ممتلكات شركات «إيبك كوزا» القابضة صاحبة أكبر مجموعة إعلامية في تركيا، والتي تضمّ الصحيفة ذاتها وصحيفة «ملت» وقناتَي «بوجون» و«قنال تورك». موضحةً أن قاضي الدائرة الخامسة لمحكمة الصلح والجزاء في العاصمة أنقرة قرّر بطلب من النيابة العامة تعيين وصيّ رسميّ على الشركة وكلّ الشركات التابعة لها، مع أنّ القوانين تنصّ على ضرورة وجود اشتباه دامغ على وقوع الجريمة من أجل تعيين وصيّ.
وبموجب قرار النيابة العامة، نُقلت إدارة الشركات التابعة لمجموعة «إيبك القابضة» إلى الأشخاص الأوصياء، إذ عُيّن أوصياء حدّدتهم نيابة أنقرة وعُيّن بعض الأشخاص كأوصياء على أربع شركات دفعة واحدة.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة التركية إن شرطة أردوغان استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الأتراك الذين احتشدوا أمام مقر مجموعة شركات «إيبك كوزا» تنديداً بقرار المصادرة وتعيين أوصياء عليها. مشيرة إلى أنّ الشرطة كسرت باب مبنى الشركة لتبلغ القائمين على إدارتها بالقرار. وأفادت الصحيفة بأنّ مسؤولي الشرطة قرّروا توقيف المتظاهرين الذين يقاومون عناصرها.