سلام من الكويت: الوضع الأمني تحت السيطرة والشغور الرئاسي «معاناة»
أشار رئيس الحكومة تمام سلام إلى «أنّ عقدة منهجية عمل الحكومة تحلحلت»، رافضاً الدخول في تفاصيلها، مشدّداً على أهمية التوافق. وفي دردشة مع الصحافيين في الطائرة التي أقلته إلى الكويت أمس، قال سلام: «إنّ المشكلة هي عدم إقدامنا على أي عمل خارج إطار التوافق مع تحييد كل أمر خلافي، وأنا التزمت بهذا الأمر وتشاورت فيه مع الجميع»، مؤكداً: «أنّ التشاور جزء أساسي من عملنا في هذه الفترة الصعبة، لأنّ هدفنا هو أن نتمكن من تحمل مسؤولية هذه الأمانة على أفضل وجه للحدّ من كل القضايا الخلافية».
وأكد أنّ «الأجهزة الأمنية في أعلى جاهزية والاستقرار والأمان في البلد متوافران على مدى واسع جداً، لكنّ موضوع العمليات الإرهابية لا دين له ولا وقت ولا لون ولا مكان، وطالما أنّ البلد متماسك أمنياً على مختلف مستوياته نتمكن من حده».
وعن أمد الشغور الرئاسي، أكد سلام «أنّ الشغور ليس مريحاً، وبقدر ما نكون متضامنين ومتوافقين يمكننا الحدّ من أضرار وسلبية هذا الشغور. ولكنّ ذلك لا يعني أن لا يكون السعي دؤوباً لملء هذا الشغور».
لقاءات
وفور وصوله إلى الكويت، التقى سلام أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في قصر السيف، ثم عقد لقاء موسعاً مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، تلاه اجتماع ثنائي مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح في مقر رئاسة مجلس الوزراء الكويتي حضره الوزراء: بطرس حرب، أكرم شهيب، علي حسن خليل ورشيد درباس.
وتمّ خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة بين البلدين وللعلاقات العامة والثنائية، إضافة إلى معالجة عدد من الملفات لا سيما منها المتعلقة بالنازحين السوريين.
كما التقى سلام رئيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب أحمد البدر.
مؤتمر صحافي
وخلال مؤتمر صحافي، اعتبر سلام أنّ الشغور في سدّة الرئاسة «معاناة سياسية، وإذا ما أردت أن أقارن هذه بالواقع الأمني فلا شيء يشغل البال في الوضع الأمني، نعم، لكن ما البال هو الوضع السياسي، فأي دولة من دون رئيسها أي من دون رأسها ليست دولة مكتملة العناصر، ونحن في نظام ديمقراطي، هناك مجال واسع لممارسة هذه الديمقراطية، ولكن، هناك دستور، وهذا الدستور ينص على أنه في حال شغور مركز رئاسة الجمهورية هناك مجلس وزراء يتحمل وكالة المسؤولية، وهذا ما يحصل الآن، ونحن مؤتمنون على هذه المسؤولية وعلى هذا الدور، وتحسباً لهذا قلنا في بياننا الوزراي عند تشكيل الحكومة، وأشرنا بوضوح إلى رغبتنا في السعي الى توفير أفضل الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية، ونحن من جهتنا كحكومة سعينا فعلاً إلى توفير تلك الأجواء».
ولفت إلى أنّ هناك صراعاً سياسياً «نأمل بأن ينتج منه شيء إيجابي، لا أن يذهب بالاتجاهات السلبية، لأنّ أي فراغ أو شغور في مركز الرئاسة هو مصدر ضعف، ويجب أن يكون هناك سعي إلى ملء هذا المركز بأسرع وقت. وعندما يتم ذلك تكتمل مستلزمات وعناصر الوطن بكل مقوماته خصوصاً، في الوضع الأمني المستقر، وبالوضع حتى على مستوى أداء السلطة التنفيذية إنتاجاً في موضوع الإدارات وفي موضوع التعيينات سيستمر، ويحقق مزيداًَ من الإنجازات، لأنّ لبنان في حاجة إلى عناية كبيرة في هذه الوقفة، ولا يمكن له إلا أن يستفيد إلى أبعد من سلطته التنفيذية، ومن سلطته التشريعية، بوجود رئيس للجمهورية».
وأشار سلام إلى أنّ «الوضع السوري والعراقي يرخي بظلاله السلبية على كل المنطقة، وليس فقط على لبنان، نحن أصابنا ما أصابنا منه على مستوى النزوح، ويصيبنا منه أمنياً، ولكن هو يشكل خطورة كبيرة على الجميع، ولا يمكن لنا نحن في لبنان أن نتجاهل هذه الخطورة، ولكن ذلك يملي علينا أكثر، ضرورة تحصين وضعنا الداخلي، ويملي على كل قوانا السياسية استجماع جاهزيتها واستجماع مسؤوليتها، لتصب في موقف لبناني واحد كما هو اليوم، لمواجهة كل الاحتمالات، هذا ما نتمناه وهذا ما نسعى إليه في حكومتنا، وسنبقى على السعي فيه، وإن شاء الله سيكون هذا الأسبوع هناك مجلس وزراء، وستكون فيه ربما حلحلة للأزمة السياسية ومعالجة للوضع الدستوري المستجد، ونشهد بعد ذلك الإمكانات لمساعدتنا في مواجهة هذا الوضع الصعب».
ورداً على سؤال عن اللغط في شأن إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، أجاب: «بالنسبة الى موضوع الانتخابات النيابية والرئاسية، هما استحقاقان دستوريان كبيران، وهنا ستتم معالجة الأمور عندما تستحق، نعم نحن أمام بضعة أشهر لاستحقاق الانتخابات النيابية، وعلينا أن نواجه هذا الأمر، ونتمنى أن نكون قد انتخبنا رئيساً للجمهورية، ويساعدنا الوضع على مواجهة الانتخابات النيابية، ولكن البلد ديمقراطي، والصراع السياسي فيه يأخذ مداه، ونتمنى أن يصب هذا الصراع في شكل إيجابي وبناء في خدمة لبنان وخدمة الوطن، وبعيداً من المحاصصة أو بعيداً من الاستفادة لفريق دون آخر، أو لغلبة فريق على آخر».
وعن الخطر الذي تشكله داعش على لبنان، والحديث عن خلايا نائمة تم الكشف عنها، والتضارب في كلام المسؤولين عن وجود داعش في لبنان، قال سلام: «أتمنى أن نكون أكثر دقة في استعمال المصطلح في هذا الأمر، ليست هناك مجموعات في لبنان، هناك خلايا كما هي موجودة في أي بلد من العالم، كما هي موجودة في كل المحيط، ونحن نواجه هذه الخلايا ونضع حداً لها، وسنستمر في ذلك، وهناك موقف لبناني موحد من هذا الأمر لا لبس فيه، وقد استعنا في هذا الموقف لتحقيق الاستقرار والأمن في البلد بعد الحالة الأمنية التي كانت منتشرة، والتي هددت هيبة الدولة ومكانتها». وأضاف: «يمكنني أن أقول بكل موضوعية وبعيداً من التهويل والتضخيم في هذا الأمر، أنّ الأمور في هذا المجال محتواة، وتحت السيطرة إلى حدود بعيدة، وأكاد أقول أنه إذا نفذت حالة بهذا الشكل، الذي نفذت فيه فهي ليست مسلسلاً جديداً، ولا عبرة لشيء قادم، بل هي محدودة ومحصورة».
وطمأن سلام الخليجيين في شأن الوضع الأمني، وقال: «نعم الوضع مستقر، وما حادثة مثل حادثة التفجير التي حصلت إلا حادثة عابرة، شهدنا أكبر واصعب منها حالات، ولم تتوقف الأمور في لبنان، واستمر لبنان في عيشه وفي تفاعله مع كل ظروفه».