محاولات لإجهاض محادثات فيينا قبيل انطلاقها
حصل ما يجب أن يحصل أمس. انطلقت محادثات فيينا لإيجاد حلّ للأزمة السورية، وذلك برعاية روسية ورضوخ أميركي، ولو كره الكارهون. والكارهون كثر، ومنهم بعض الإعلام الغربي، إذ حاولت صحف عدّة زرع العثرات الأخيرة قبيل انطلاق هذه المحادثات. ربما لعلمها أنها ستفضي إلى حلول ناجعة قد لا ترضي من أراد الحرب لسورية.
من هذه الصحف، تطالعنا «غارديان» البريطانية، التي حاولت اللعب على الوتر الإيراني ـ الأميركي. إذ قالت في تقرير نشرته صبيحة أمس: تمثل دعوة إيران إلى المشاركة في محادثات في شأن مستقبل سورية، تحولاً كبيراً للغاية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب، هو تحوّل من شأنه أن يسعد قلب الرئيس السوري بشار الأسد. كما أنه سيُنظَر إليه على أنه علامة أخرى، أن الأمور تسير في طريقها في أعقاب التدخل العسكري الروسي.
وعلى افتراض أن طهران ستقبل الدعوة، ومن الصعب علينا أن نجد سبباً لعدم القبول بها، فإنها بذلك سيكون لها دور رسمي للمرة الأولى في حسم أعنف أزمات «الربيع العربي» المستمرة منذ أربع سنوات. ونظراً إلى كونها أقوى حلفاء الأسد الإقليميين، فمن المفترض أنها ستبدي تعاطفاً واسع النطاق مع موقفه.
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فلعبت على الوتر الإيراني ـ السعودي، وعلى تعميق الخلافات القائمة بين البلدين، إذ قالت في تقرير نشرته أمس: إن الضغينة بين السعودية وإيران، تهدد المحادثات الدولية في شأن سورية. فمع جلوس وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة، في فيينا للضغط من أجل تسوية سياسية للحرب السورية، سيحيط التوتر فوراً بتعاملاته مع الروس والإيرانيين. لكن التحدي الأكبر قد يكون المصالحة بين السعوديين والإيرانيين، والذين حوّلوا سورية ميدان معركة رئيسي في حرب بالوكالة للهيمنة في الشرق الأوسط.
غارديان»: دعوة إيران إلى المباحثات السورية تحوّل كبير في سياسة واشنطن
جاء في صحيفة «غارديان» البريطانية: تمثل دعوة إيران إلى المشاركة في محادثات في شأن مستقبل سورية، تحولاً كبيراً للغاية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب، هو تحوّل من شأنه أن يسعد قلب الرئيس السوري بشار الأسد. كما أنه سيُنظَر إليه على أنه علامة أخرى، أن الأمور تسير في طريقها في أعقاب التدخل العسكري الروسي.
وعلى افتراض أن طهران ستقبل الدعوة، ومن الصعب علينا أن نجد سبباً لعدم القبول بها، فإنها بذلك سيكون لها دور رسمي للمرة الأولى في حسم أعنف أزمات «الربيع العربي» المستمرة منذ أربع سنوات. ونظراً إلى كونها أقوى حلفاء الأسد الإقليميين، فمن المفترض أنها ستبدي تعاطفاً واسع النطاق مع موقفه.
على عكس الدول التي تدعم الجماعات المتمردة المناهضة للأسد، فقد اتخذت إيران رؤية استراتيجية بلا تردد نحو الأزمة. وتستمر طهران في تقديم الدعم إلى دمشق بهدف رعاية مصالحها الخاصة. وقد قدمت طهران المليارات من الدولارات نقداً وفي صورة قروض فضلاً عن تقديم المشورة والخبرة. ويمكن لإيران الآن أن تنضم إلى محادثات السلام السورية بعدما أسقطت الولايات المتحدة معارضتها الأمر منذ فترة طويلة.
وقد كان دور إيران العسكري في سورية غامضاً لكنه حيوي. بداية من نشر الحرس الثوري كمستشارين، والإشراف على الهجمات التي يقوم بها حزب الله اللبناني والمقاتلون الشيعة من مناطق بعيدة مثل العراق وأفغانستان وباكستان. وقد قامت إيران بتعزيز أدوارها خلال الأسابيع الأخيرة من خلال مشاركة قواتها في هجوم الأسد ضدّ حلب. كما أنها قد بدأت تعاني خسائر كبيرة بدأ الناس يشعرون بها في إيران.
موقف إيران الرسمي يؤيد التوصل إلى حل سياسي للأزمة، ولكن على عكس روسيا، فإنها لم تبد أبداً تأييدها فكرة انتقال سياسي يستبعد الأسد. هذه الفكرة الغامضة جاءت في صميم بيان جنيف في حزيران 2012، وهي أساس كل الجهود الدولية لإيجاد طريقة للخروج من المأزق.
«في أي عملية سياسية، فإن أي دور لبشار الأسد ربما يكون مهماً». وفقاً لنائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقابلة مع «غارديان» خلال الأسبوع الماضي.
«نحن لا نعمل لإبقاء الأسد في السلطة إلى الأبد، لكننا ندرك جيداً دوره في مكافحة الإرهاب والوحدة الوطنية لهذا البلد. شعب سورية سيتخذ القرار النهائي. وأياً كان ما سيتخذونه فإننا سنقره».
وتسبب توجيه الدعوة إلى طهران في استياء من كل من المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان التي تخشى من نفوذها المتزايد في العراق واليمن ولبنان والبحرين، وكذلك سورية. الرياض منعت بقوة الجهود المبذولة لدعوة إيران إلى المحادثات السابقة التي رعتها الأمم المتحدة. حقيقة أن الملك سلمان قد سمح بهذا الأمر تعكس عزم الولايات المتحدة، والضعف واليأس السعوديين.
الرياض، وأيضاً حلفاؤها في الخليج و«إسرائيل» يخشون دوماً من أن اتفاقاً نووياً تاريخياً مع إيران سينهي عقوداً من العقوبات والعزلة الدولية، كما أنه من شأنه أن يطلق العنان لإيران لتوسيع أنشطتها في أي مكان آخر.
جماعات «المعارضة السورية»، التي تدين بانتظام «الاحتلال الإيراني» لبلدهم، لن يكونوا أقل غضباً. ويرجع ذلك لأسباب أقلها أن المسلحين السنّة سيفسرون الأمر في إطار الطائفية التي ساهمت في تعميق الأزمة المستعصية في البلاد. ما وراء الاحتجاجات اللفظية، ومع ذلك، هناك القليل الذي يمكن القيام به حيال الأمر.
وقد لمّحت إيران أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة أنها تستحق وضعاً في المباحثات أفضل مما تتمتع به حالياً. أنها تريد أن تقوم بدورها، وفقاً لشروطها، في حل الأزمات المتعددة في المنطقة بما في ذلك مكافحة الإرهاب. ويبدو أنها تعكس تقدماً كبيراً.
«نيويورك تايمز»: الخلاف بين السعودية وإيران يهدّد مفاوضات سورية
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إن الضغينة بين السعودية وإيران، تهدد المحادثات الدولية في شأن سورية في فيينا.
وذكرت الصحيفة، أنه مع جلوس وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة، في فيينا للضغط من أجل تسوية سياسية للحرب السورية، سيحيط التوتر فوراً بتعاملاته مع الروس والإيرانيين. لكن التحدي الأكبر قد يكون المصالحة بين السعوديين والإيرانيين، والذين حولوا سورية إلى ميدان معركة رئيسي في حرب بالوكالة للهيمنة في الشرق الأوسط على حد قول الصحيفة، وحتى قبل أسبوعين، كانت فكرة جلوس السعودية وإيران على الطاولة نفسها لا يمكن التفكير فيها. ويقول مسؤولون ودبلوماسيون أميركيون يحاولون تأسيس إطار لما يسمونه الانتقال المنظم في سورية الذي من شأنه أن يسهل خروج الأسد من السلطة، إن جهودهم قد أعاقها العداء بين السعودية وإيران الذي تفاقم بشكل غير مسبوق. وتتابع «نيويورك تايمز» قائلة: بالأمس، ومع هبوط طائرة كيري في فيينا واستعداده للمفاوضات، كانت الرياض وطهران تتبادلان الاتهامات. فاتهم المسؤولون الإيرانيون السعوديين باستغلال الفوضى حول حادث التدافع أثناء الحج لاختطاف مسؤول إيراني بارز وهو غضنفر ركن آبادي، سفير إيران السابق في لبنان والشخصية الرئيسية في السياسية اللبنانية والحرب السورية، وقبلها أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن شكه في أن يكون إشراك إيران في مفاوضات سورية مجدياً.
يان إليسون، الدبلوماسيي السويدي المخضرم الذي ساعد في التوسط في اتفاق سلام لإنهاء الحرب بين العراق وإيران، قال إنه فوجئ من عمق الانقسام بين إيران والسعودية، وأشار إلى أن إحدى العقبات الأكثر أهمية أمام التقدم في الصراعات هو انعدام الثقة العميق بين السعودية وإيران.
وتقول «نيويورك تايمز» إن السعوديين مقتنعون هذه المرة بأن جهود كيري في فيينا ستنهار لأنهم يعتقدون أن إيران تدعم الأسد بأي ثمن.
وقال مصطفى العاني، المحلل الأمني في مركز الخليج والمقرب من الحكومة السعودية قوله إن نهج الرياض هو أنه من الواضح جداً أن إيران جزء من المشكلة، وبجلب إيران لطاولة المفاوضات، نكافئ المعتدي والمتدخل، ويعتقد السعوديون أن هذا أمر سيئ للغاية.
«إندبندنت»: وسائل الإعلام مطالَبة بعدم التهوّر في الاتصال بجهاديين
نشرت صحيفة «إندبندنت» في عددها الصادر أمس الجمعة تقريراً بعنوان «شرطة مكافحة الإرهاب تطلب من وسائل الإعلام عدم التهور في الاتصال بجهاديين». وتأتي القضية بعدما صادرت الشرطة جهاز الحاسوب المحمول لصحافي في «بي بي سي» معروف عنه إجراؤه مقابلات مع جهاديين غربيين عبر الإنترنت.
وتقول الشرطة إن هذا يعرض الصحافيين والمؤسسات الإعلامية للخطر.
وتخشى المؤسسات الإعلامية من أن تؤدي القيود إلى تقليص قدرتها على إعداد تقارير لجمهورها عن الجهاديين.
ولم تكن وسائل الإعلام هي الوحيدة التي نُبّهت للموضوع، فقد طلب الأمر نفسه من مؤسسات أكاديمية تجري أبحاثاً حول موضوع التطرف.
وتخشى أجهزة الأمن من أن يؤدي نشاط صحافيين يعملون متخفين إلى تعريض مؤسساتهم الإعلامية للخطر ولانتقام منظمات جهادية.
«مونيتور»: كيف يُهزَم تنظيم «داعش»؟
قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية إن الطريقة المثلى لكي يُهزم تنظيم «داعش» لا تكمن في القوة العسكرية ولا بالمحاججة وتقديم البراهين الفكرية، ولكنها تتمثل في تقديم القدوة الحسنة للشباب المسلمين لترسيخ مفاهيم الانتماء لديهم، وبالتالي تحصينهم ضد إغراءات تنظيم «داعش».
وتساءلت الصحيفة عمّن قد ينال جائزة نوبل للسلام في المستقبل، وقالت: هل يكون من بين الاستراتيجيين العسكريين أم المفاوضين الدبلوماسيين؟ وأجابت أن من قد ينالها هو أحد الباحثين المسلمين المعتدلين الذين يدافعون عن فكرة كون الإسلام هو دين السلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الآلاف يلتحقون بتنظيم «داعش» في العراق وسورية فلا يتمكن الطيران الأميركي أو الروسي من القضاء عليهم، وذلك لأن التنظيم يمنحهم هويات جديدة.
وأوضحت أن تنظيم «داعش» يقدم للملتحقين بصفوفه وعوداً بتحقيق المجد البطولي من خلال تصحيح الأخطاء التاريخية والعيش في المجتمع المثالي لـ«دولة الخلافة». وأشارت إلى أن التنظيم يقدم الإغراءات للشباب ذكوراً وإناثاً من عشرات الدول حول العالم.
وأضافت أن تنظيم «داعش» يوظف شبكة الإنترنت لتجنيد المقاتلين الجدد ولإطلاق حملاته الدعائية لجذب انتباههم، وأشارت إلى أنه لا يمكن التغلب على حملات التنظيم الدعائية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وأشرطة الفيديو على «يوتيوب» كما تحاول بعض الحكومات الغربية أن تفعل.
وأوضحت أن ما يحتاجه الشباب المسلمون القدوة الحسنة من خلال أمثلة حقيقية تتمثل في الأسرة والوالدين والأقارب الذين ينبغي لهم توجيه الشباب بعيداً عن التطرف، وأضافت أن المساجد والمجتمعات تلعب أيضاً دوراً كبيراً في هذا المجال المتمثل في ضرورة توعية الشباب المسلمين.
وأضافت أنه ينبغي للمعنيين من المسلمين تنشئة الشباب المسلمين على قبول العيش في مجتمعات تتصف بالتسامح والتعددية الديمقراطية، وذلك بجانب توفير المستلزمات الضرورية لهذه الشرائح من الشباب حول العالم.