قلق «إسرائيلي» من شحنات صاروخية متطوّرة إلى المقاومة

البقاع ـ الجنوب ـ أحمد موسى ـ رانيا العشي

على مدى ثلاثة أيام متتالية بنهارها ولياليها، لم يغادر الطيران الحربي «الإسرائيلي» والتجسّسي سماء البقاع الغربي وراشيا ومنطقة العرقوب مروراً بسفوح جبل الشيخ ووادي سهل البقاع وصولاً حتى الحدود الشرقية اللبنانية مع سورية.

تحليق متوسط إلى منخفض تتبعه بين الحين والآخر غارات وهمية كثيفة، وسط تحركات واستنفارات لحاميات مواقع الاحتلال في رويسات العلم والسماقة ومرصد جبل الشيخ والعباسية والغجر والمطلة، تحركات واستنفارات ترافقت مع تحركات لدوريات مؤللة ومدعّمة بدبابات الميركافا وكاسحات الألغام وسيارات خاصة بالرصد المعلوماتي والاستخباري والتنصت مع مواكبة جوية للمروحيات الهجومية الآباتشي والاستطلاعي التجسّسي MK على طول الخط الأزرق بين الحين والآخر.

ورأى مصدر عسكري لبناني رفيع لـ«البناء»، أن هذه الخروق «ترجمةً للقلق الذي يعيشه العدو على المستوى السياسي والأمني والعسكري» بعد الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي توعّد «بأن المقاومة ستحصل على كل شيء تحتاجه في أي معركة مع العدو»، جملةً «أربكت القيادة العسكرية والأمنية فضلاً على المستوى السياسي». ولفت المصدر إلى «أن وفق التقديرات العسكرية فإن التحليق المعادي والكثيف والمتواصل على مدى 27 ساعة متواصلة وفي أشكال متعددة ووسائل جوية مختلفة ما هو إلا ترجمة للقلق الإسرائيلي وخشيته من مرور شحنات من الصواريخ المتطورة، خصوصاً S300، ووقوعها في أيدي المقاومة ما يخلّ بتوازن العمل العسكري والميداني»، وبالتالي فإن تكثيف الطلعات الجوية الحربية والرصد والتجسّس فضلاً عن استنفار غير مسبوق تعيشه مواقع الاحتلال العسكرية والرصدية داخل ما يُعرَف بالجبهة الشمالية وعلى الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان».

تمشيط في الجنوب

وكان الطيران الحربي «الإسرائيلي» كثّف طلعاته الجوية منذ ليل أول من أمس وطيلة ساعات قبل الظهر، حيث حلق على علو متوسط فوق مرجعيون وحاصبيا وقرى العرقوب ومرتفعات جبل الشيخ، وصولاً الى البقاع الاوسط، جاراً خلفه سحباً من الدخان الأبيض، وترافق ذلك مع تحليق لطائرات استطلاع من دون طيار في أجواء المنطقة.

وسُجّلت، قبل ظهر امس تحركات كثيفة لجيش العدو على طول الخط الفاصل الممتد من محور مسكفعام المطلة نزولاً الى جسر الخرار وتلة البلاّنة وصولاً إلى موقع الحماري العسكري جنوب الوزاني – الغجر.

إلى ذلك، اجتازت دورية قوامها ثلاث سيارات جيب من نوع «هامر» الطرف الغربي لبلدة الغجر، وصولاً إلى الجزء اللبناني المحتلّ من البلدة، حيث نفّذ عناصرها عملية تمشيط لفترة من الوقت ، كما راقبت بواسطة المكبرات والمناظير مجرى نبع الوزاني.

وفي الجانب اللبناني، سيّرت القوات الدولية بالتنسيق مع الجيش اللبناني دوريات على طول الخط الازرق من العديسة مروراً بجدار فاطمة وسهل مرجعيون وتلة الحمامص وصولاً إلى مجرى الوزاني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى