تقرير إخباري

تقرير إخباري

الثنائي أردوغان ـ أوغلو… فوز بنكهة الهزيمة

أعاد حزب أردوغان تركيا من جديد إلى المربع الأول التي كانت عليه قبل حزيران الماضي، بعدما اعتاد «العدالة والتنمية» على الفوز في الانتخابات التشريعية، وهو «انتصار بثمن: مراهنة الرئيس أردوغان على الخوف تؤتي ثمارها»، أو أننا نعيد قراءة المثل التركي القائل: «المصارع الخاسر غالبا ما يريد مباراة أخرى»، وهذا ينطبق تماماً على الوضع في تركيا في السنوات الأخيرة تحت حكم أردوغان، الذي يعاني من صعوبات سياسية بسبب دعمه للارهاب، كما يعاني من الصعوبات الاقتصادية والقضية الكردية وأزمة اللاجئين السوريين. وهذه جميعها عوامل تعمل مجتمعة على تهديد استقرار تركيا في المستقبل.

وعن أسباب فوز حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، يشير مراقبون إلى أن الحزب التركي الحاكم قد يكون تخلى بعض الشيء عن الورقة الدينية المعتادة مرحلياً، ولجأ إلى الورقة القومية هذه المرة، إذ بدأت حكومة العدالة والتنمية في أعقاب انتخابات الـ7 من حزيران الماضي بشن حرب على معسكرات منظمة حزب العمال الكردستاني داخل البلاد وخارجها، وهو ما أسعد القوميين ودفعهم للتصويت لمصلحة العدالة والتنمية، فماذا يعني ذلك بالنسبة لمستقبل تركيا؟

لا شك أن سنوات حكم أردوغان شهدت تقليصاً لمراكز القوة المستقلة واحداً تلو الآخر، إذ أنه خفض حجم الجيش التركي في خطوة قد تبدو ضرورية لكن طريقة تنفيذها تثير الشكوك. واختلف مع شريكه الصامت، حركة فتح الله غولن، ليحجم نفوذها في الصحافة والتعليم. كما سيّس القضاء وأجهزة فرض القانون بشكل مطرد، وقد صدر عدد من وثائق الإدانة لتركيا من منظمات حقوقية من بينها التقرير السنوي الأميركي عن أوضاع حقوق الإنسان الصادر هذا الصيف.

الآن هل بات أردوغان أمام خيار حكومة منفردة أم ائتلافية؟

لقد تغيَّر المشهد السياسي التركي بشكل جذري، لأنَّ المجازفة التي أقدم عليها «حزب الشعوب الديمقراطي» HDP ذو التوجهات اليسارية وحتى اليسارية الراديكالية في بعض الأحيان قد أتت أُكلها. فهذا الحزب المدعوم من قبل الأكراد ومن قبل بعض اليساريين الأتراك وكذلك من قبل معارضي حزب أردوغان – الذين صوَّتوا بشكل تكتيكي – قد تجاوز حاجز العشرة في المئة، وإن تراجع عن النسبة التي أخذها في حزيران الماضي، وتمكَّن بذلك من دخول البرلمان التركي من جديد كرابع حزب في هذه الانتخابات.

فقد وعد صلاح الدين دميرطاش ناخبينه عدة مرَّات خلال الحملة الانتخابية بأنَّ حزبه لن يوافق مهما كانت الظروف على التعديلات التي يسعى إليها أردوغان، كما وعد على الاستقرار الداخلي، ولذلك سيبقى حريص على أن لا يبتعد عن موقفه لأن هذا سوف يكون بمثابة الانتحار السياسي بالنسبة له ولحزبه – حزب الشعوب الديمقراطي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى