المقداد: لا مرحلة انتقالية… ولقاء قريب بين الحكومة والمعارضة
أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنه لا توجد مرحلة انتقالية في سورية، وأن المرحلة الانتقالية ليست موجودة إلا في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع، وقال: «نتحدث عن حوار وطني في سورية وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتخدث نهائياً عن ما يسمى بفترة انتقالية»، مضيفاً: «لم نتلق أي شيء رسمي في ما يخص لقاء الحكومة السورية مع المعارضات».
وفي السياق، بحث المقداد في طهران، أمس، مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، استمرار التشاور والتنسيق بين سورية وإيران بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك ومحاربة الإرهاب.
كما جرى خلال اللقاء بحث التطورات الأخيرة على الساحة السورية والجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب، والمستجدات السياسية في ضوء مؤتمر فيينا، إضافة إلى بحث المقترح الإيراني في ما يتعلق بالمسار السياسي في سورية.
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الموقف الروسي إزاء التسوية السورية لم يطرأ عليه أي تغيير، وقالت «نحن نقول على الدوام أننا لا ندعم الرئيس الأسد ولا نعارضه. إن الجانب الروسي انتهج خطاً دقيقاً مفاده أن مصير الدولة السورية السيدة يقرره الشعب السوري وحده».
وأضافت زاخاروفا: «أما المسألة المبدئية لنا فهي الحفاظ على الدولة السورية. وكل هذه المبادئ الأساسية لم تتغير في موقفنا، وهي منصوص عليها في بيان جنيف ووثائق مجلس الأمن الدولي، كذلك في بيان فيينا الذي أقر في 30 من تشرين الأول الماضي».
ولفتت المتحدثة الروسية إلى محاولات وسائل الإعلام الغربية تقديم الأمور بشكل يوحي بأن روسيا «غيرت موقفها من مصير الأسد»، مؤكدة أن هذه المحاولات الغربية من التسوية السورية «سنتصدى لها بحزم».
كما أكدت زاخاروفا أن هناك توافقاً جزئياً بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية حول المعارضة السورية التي يمكن إجراء مفاوضات معها، وقالت إنه «في بعض الأمور يحصل توافق، وفي بعضها الآخر يعتبرون أن هناك ضرورة لإضافة أحد ما أو حذف»، من قوى المعارضة.
وقالت رداً على سؤال إن كانت قوائم المعارضة السورية لدى روسيا تتوافق مع مثلها لدى الولايات المتحدة والسعودية إنه «لم تتم مقارنة اللوائح، فهذه عملية، وقد بوشر العمل فيها، وكل ذلك مثبت في الإعلان الذي اتخذ، في فيينا».
وفي شأن متصل، قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، أمس إن اللقاء السوري السوري قد يجري الأسبوع المقبل في موسكو، منوهاً إلى أن موسكو ستدعو «طيفاً واسعاً للمعارضة»، أما الحكومة السورية فممثلوها بحسب بوغدانوف «مستعدون دائماً». وأضاف: «يخطط للقاء كهذا. سندعو إليه الأسبوع المقبل».
وذكّر بوغدانوف أن موسكو احتضنت أكثر من مرة تبادل الآراء بين ممثلي المعارضة والحكومة السوريتين، مبدياً الأمل بنقاش بناء. وأضاف: «سندعو الأسبوع المقبل للتشاور. لا مشكلة مع الحكومة، والآن نجري اتصالات مع ممثلي مختلف المنظمات السورية المعارضة لدعوتهم إلى موسكو».
وتابع بوغدانوف: «هذا مواصلة لجهودنا كي يلتقي السوريون ويناقشوا القضايا المطروحة على جدول الأعمال ويجروا اتصالات بممثلي الحكومة»، مضيفاً أن لقاء موسكو سيكون موضوع نقاش بين لافروف ودي ميستورا، «على جدول الأعمال مهمات عدة جديدة. هذه المهمات نوقشت واتفق عليها في فيينا. والآن لدينا عنصر إيجابي جديد وواعد في الوضع بشكل عام، هو وثيقة فيينا التي أقرت في 30 أكتوبر بفيينا».
في غضون ذلك قال بوغدانوف إن موسكو تنتظر سماع تقييم من الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بشأن نتائج زيارته إلى دمشق، حيث أعلنت الخارجية الروسية أن سيرغي لافروف سيلتقي ستيفان دي ميستورا في موسكو اليوم الأربعاء.
واتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد المدني على العمل على جوانب محددة لإشراك المنظمة في تسوية الأزمة السورية في إطار «محادثات فيينا».
وخلال خلال اتصال هاتفي أمس بمبادرة من المدني، ناقش الطرفان مسائل تطوير التعاون بين روسيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
وأعرب لافروف عن اعتقاده صواب إشراك جهود المنظمة وقيادتها في عملية التسوية السورية، كمنظمة توحد جميع المسلمين وجميع تفرعاتهم.
من ناحيته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه يعارض مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في انتخابات الرئاسة، وقال إن مشاركة الأسد في الانتخابات سيعني الاعتراف بالعجز في إيجاد حل للأزمة السورية، معتبراً انتخابات عام 2014 التي أعيد فيها انتخاب الأسد، مزورة أدت إلى تفاقم الوضع في سورية بحسب قوله.
ورأى هولاند أن المخرج الوحيد من الأزمة في سورية يتمثل في إجراء انتخابات من دون مشاركة الرئيس الأسد، إلا أن ذلك يتطلب أولاً «إعادة الأمن إلى البلاد». ومع ذلك أيد هولاند المفاوضات الدولية حول سورية بمشاركة إيران وغيرها من الأطراف من أجل إيجاد حل سياسي للقضية.
ميدانياً، قال رئيس إدارة العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول أندريه كارتابولوف، أمس، بأن وزارة الدفاع أنشأت قنوات اتصال مع قادة المعارضة السورية، والقادة الميدانيون لبعض التشكيلات العسكرية في سورية.
وأضاف كارتابولوف: «لقد أعلنا مراراً استعدادنا للتعاون مع جميع القوى الوطنية السورية التي تقاتل ضد الإرهابيين من داعش و«جبهة النصرة». أريد أن أحيطكم علماً بأنه في إطار التحالف الدولي الواسع لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، أقمنا اتصالات مع قادة المعارضة السورية والقادة الميدانيين لعدد من التشكيلات».
وأشار إلى أن وزارة الدفاع أنشأت مع قادة المعارضة السورية مجموعة عمل مشترك لتنسيق التعاون في مجال محاربة «داعش»، وقال: «لقد أنشأنا مجموعة تنسيق العمل، والتي لا يمكن الإفصاح عن تكوينها لأسباب واضحة. تم تنظيم عملهم المشترك في تنسيق الجهود المشتركة الموجهة لحل مسألة محاربة «داعش».
وأضاف كارتابولوف: «اليوم نفذ سلاح الجو الروسي 12 طلعة جوية وضرب 24 هدفاً للإرهابيين باستخدام الذخيرة وقنابل كاب- 500 عالية الدقة في منطقة تدمر ودير الزور وشرق حلب، وقد حصلنا على أماكن هذه المواقع من المعارضة السورية».
وأكد المسؤول العسكري الروسي أنه «منذ بداية العملية تم تنفيذ 1631 طلعة حربية ووجهت ضربات على 2084 هدفاً من البنية التحتية العسكرية للإرهابيين»، ودمر الطيران الروسي خلال عملياته في 287 مركزاً للقيادة، و155 مستودعاً، و52 معسكراً للتدريب و40 مصنعاً سرياً.
وفي السياق، أشارت الدفاع الروسية إلى أنها أجرت تدريبات مشتركة مع نظيرتها الأميركية في الأجواء السورية لتجنب الاصطدام. وقال كارتابولوف إن هذه التدريبات جرت في إطار التعاون مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ودول المنطقة لتجنب الحوادث الجوية وتعزيز الأمن في الأجواء السورية، مشيراً إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعت الأسبوع الماضي بين وزارتي الدفاع الروسية ونظيرتها الأميركية.
وأضاف «في تمام الساعة 11 صباحاً بتوقيت موسكو الثامنة بتوقيت غرينيتش أجري تدريب مشترك للقوات الجوية الروسية والأميركية بشأن كيفية تصرف طاقم الخدمات الأرضية في حالات الاقتراب الخطير للطائرات».
وفي السياق، سيطر الجيش السوري أمس على تلة المشتل الزراعي ومجموعة المكاسر وعدد من الأبنية في محيطها في منطقة حرستا بريف دمشق، كما فرضت وحدات الجيش العاملة في حلب سيطرتها على محطة أثريا للبترول.
وواصل الجيش عملياته العسكرية في المحور الشرقي لحلب، وتقدمت وحداته في محيط قرية الشيخ أحمد تحت تمهيد مدفعي وجوي مكثف، حيث تعد هذه القرية معقلاً رئيسياً لتنظيم «داعش» الإرهابي، ويفصلها عن مطار كويرس العسكري حوالى 4 كم.