واشنطن ترسل قوّات برّية إلى سورية… والأكراد هم المشكلة
أكثر من تحليل رافق موافقة واشنطن على قرار إرسال قوات برّية إلى سورية، وتحديداً لتحرير مدينة الرقة من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، لكن غالبية هذه التحليلات تدور في فلك التصريحات الرسمية الصادرة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية. لكن تقارير أخرى أفادت بأن المشكلة التي تواجه هذا القرار، تكمن في القوات الكردية التي «لا تعتبر معركة الرقة ذات أهمية بالنسبة إليها».
في هذا الصدد، قالت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية إن قرار الإدارة الأميركية إرسال 50 مقاتلاً إلى سورية، في إطار ما يعرف بالحرب ضدّ تنظيم «داعش» هناك، إنما يأتي ضمن خطة أميركية لحرب أكبر وأوسع ضد هذا التنظيم، تقوم على فكرة نجاح المستشارين الأميركيين في تحقيق التقارب بين القوات الكردية والقوات العربية لخوض معركة مشتركة ضدّ تنظيم «داعش» في الرقة. ونقلت الصحيفة عن ديفيد روس، الباحث في شؤون الأمن والدفاع في واشنطن، أن القوات الكردية لم تطلب أصلاً وجود قوات أميركية، إنما كانت تطلب فقط أسلحة ومعدّات ثقيلة، كما أنهم لا يريدون أن يخوضوا حرباً بعيدة عن مناطق وجودهم، في وقت تسعى واشنطن إلى إدخالهم في حرب ضدّ التنظيم في مدينة الرقة التي لا يبدو أنها تشكل أمراً مهماً للأكراد.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً من مراسليها في واشنطن وبيروت تقول فيه إن القوات الكردية التي كانت الحليف الأثمن للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قتال مسلّحي تنظيم «داعش» قد تشكل أكبر صداع لهذا التحالف. ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردستاني يناقش مطامحه في اجتماعات مع الروس، الحليف الرئيس لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
«فايننشال تايمز»: أكراد سورية يستخدمون الوجود الروسي لتقوية قبضتهم
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً من مراسليها في واشنطن وبيروت تحت عنوان «أكراد سورية يستخدمون الوجود الروسي لتقوية قبضتهم». تقول فيه إن القوات الكردية التي كانت أثمن حليف للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قتال مسلحي تنظيم «داعش» قد تشكل أكبر صداع لهذا التحالف.
وتبرّر الصحيفة استنتاجها، بأنه في وقت يعدّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية للهجوم على تنظيم «داعش»، تعدّ الفصائل الكردية في سورية خططها الخاصة. ففي الاسابيع الأخيرة أعلنت عن منطقة مستقلة تابعة لها في شمال سورية، وهو القرار الذي أغضب تركيا، الشريك في التحالف والتي تستضيف على أرضيها قواعد الطائرات الأميركية.
وتنقل الصحيفة عن مراقبين قولهم إن حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردستاني PYD يناقش مطامحه في اجتماعات مع الروس، الحلفاء الرئيسين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول التقرير إن محادثات حزب «الاتحاد الديمقراطي» مع روسيا تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة للحصول على مزيد من الدعم العسكري وعلى اعتراف سياسي.
وينقل التقرير عن نواف خليل المسؤول السابق في حزب «الاتحاد الديمقراطي» ورئيس المركز الكردي للدراسات في ألمانيا قوله: «نريد اعترافاً بمنطقة ذات إدارة ذاتية، لذا نحن بحاجة إلى توسيع علاقاتنا».
«ديلي بيست»: قوات أميركية في سورية تمهيداً لمعركة الرقة
قالت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية إن قرار الإدارة الأميركية إرسال 50 مقاتلاً إلى سورية، في إطار ما يعرف بالحرب ضدّ تنظيم «داعش» هناك، إنما يأتي ضمن خطة أميركية لحرب أكبر وأوسع ضد هذا التنظيم، تقوم على فكرة نجاح المستشارين الأميركيين في تحقيق التقارب بين القوات الكردية والقوات العربية لخوض معركة مشتركة ضدّ تنظيم «داعش» في الرقة.
وأوضحت الصحيفة أن هناك ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل كردي ضمن وحدات حماية الشعب، وأيضاً هناك أكثر من خمسة آلاف مقاتل عربي سوري ضمن «قوات المعارضة» التي تتمركز قريباً من الرقة، المدينة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، ومهمة المقاتلين والمستشارين الأميركيين تحقيق التقارب بين هذه القوات العربية والكردية والخوض بهم معركة شرسة في الرقة لطرد تنظيم «داعش».
وتنقل الصحيفة عن ديفيد روس، الباحث في شؤون الأمن والدفاع في واشنطن، أن القوات الكردية لم تطلب أصلاً وجود قوات أميركية، إنما كانت تطلب فقط أسلحة ومعدّات ثقيلة، كما أنهم لا يريدون أن يخوضوا حرباً بعيدة عن مناطق وجودهم، في وقت تسعى واشنطن إلى إدخالهم في حرب ضدّ التنظيم في مدينة الرقة التي لا يبدو أنها تشكل أمراً مهماً للأكراد.
ويرى روس أن الخطوة الأميركية المتمثلة بإرسال 50 مقاتلاً إلى سورية ستكون جيدة إذا ما كانت قائمة على استراتيجية محددة الأهداف وواضحة المعالم، «المشكلة الآن أن سياسة الإدارة الأميركية غير واضحة».
وحول إمكانية أن توسّع واشنطن من مهمة قواتها التي سترسلها إلى سورية، قال مسؤول كبير في البنتاغون، شريطة عدم ذكر اسمه، إن القوات الأميركية التي ستذهب إلى سورية ستذهب بمهمة محددة ولن تبقى فترة طويلة، إنما ستذهب للتدريب وتقديم المشورة، وهي الكلمات نفسها التي ردّدها مسؤولون في البنتاغون بعد إرسال بضع مئات إلى العراق قبل نحو سنة، ليصل الرقم إلى أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل، بعضهم يقاتل جنباً إلى جنب مع القوات العراقية.
المسؤول الأميركي لم يستبعد حصول تغيير في المهام المسندة إلى تلك القوات التي ستتجه إلى سورية، معتبراً أن وجود هذه القوة الأميركية سيساهم في بناء علاقة مع المقاتلين المحليين، وهو ما سينعكس على الجبهة التي يراد لها أن تتشكل في إطار الاستعداد لمحاربة تنظيم «داعش».
الولايات المتحدة الأميركية أرسلت هذا الشهر فقط، نحو 50 طنّاً من الأسلحة والمعدّات لـ«المعارضة السورية»، وبحسب مسؤول أميركي فإن إرسال مثل هذه الأسلحة لـ«المعارضة السورية»، إضافة إلى إرسال نحو 50 مستشاراً، سيمنح واشنطن فرصاً لدمج عملياتها الجوية مع ما يجري من عمليات على الأرض، مؤكداً أن القوات الأميركية التي سترسل ستتمركز في الركن الشمالي الشرقي من سورية وتحديداً وراء القوات الكردية التي تعتبرها واشنطن أكثر القوات قدرة على قتال تنظيم «داعش»، إلا أن المشكلة، كما تقول الصحيفة، أن الأكراد غير متحمّسين لقتال تنظيم «داعش» في الرقة، فهم لا يرون فيها أيّ أهمية حيوية بالنسبة إلى جهودهم لإقامة إقليمهم.
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: «القاعدة» تدعو الإسلاميين إلى توحيد جهودهم
تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية في عددها الصادر أمس، مقالاً جاء فيه: إن اتحاد «داعش» وتنظيم «القاعدة» سيعمل على تعقيد الموقف في الشرق الأوسط تعقيداً ملحوظاً.
فقد اقترح تنظيم «القاعدة» على كافة المجموعات الإرهابية العاملة في الشرق الأوسط وقف صراعاتها الداخلية والتضامن في سبيل مواجهة الغرب وروسيا.
ويقول زعيم أكبر تنظيم إرهابي هو أيمن الظواهري، في دعوته هذه، «إن الأميركيين والروس والإيرانيين والعلويين وأفراد حزب الله يوحّدون جهودهم في حربهم ضدّنا». ويتساءل: «هل يعجز من نوجّه إليهم هذه الدعوة عن وقف الصراع بينهم وتوجيه جهودهم المشتركة ضد أولئك الذين ذكرناهم أعلاه؟».
وتشير وكالة الأنباء الروسية إلى أن تاريخ تسجيل هذه الرسالة غير معروف، علماً أنّ روسيا ذكرت فيها، ما يعني أن هذه الدعوة سجلت بعد 30 أيلول الماضي، حين بدأت القوات الفضائية والجوية الروسية عمليتها الرامية إلى القضاء على الإرهابيين في سورية تلبية لطلب من الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت وكالة «رويترز» عن زعيم الإرهابيين أنه وصف الولايات المتحدة بأنها هدف رئيس لهم. كما حذّر الظواهري المتمرّدين الذين يقاتلون ضدّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد من اصطناع نزاع مع «داعش».
وكان قد ذُكر سابقاً أن كل أطراف النزاع في سورية تحاول تعزيز قواها عن طريق تشكيل ائتلافات مواتية لها. فمثلاً، دعت «المعارضة السورية» أنصارها إلى تشكيل ائتلاف إقليميّ في سبيل مكافحة ما وصفته «اتحاد الاحتلال الإيراني ـ الروسي».