دي ميستورا إلى واشنطن لبلورة طاولة الحوار السوري المرتقب
بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية الوضع في سورية وأكدا استعدادهما للحوار بهذا الشأن.
وأفاد المكتب الصحافي للكرملين بأن «بوتين وأردوغان تبادلا وجهات النظر حول الوضع في سورية في ضوء اللقاء الوزاري لمجموعة الدعم بفيينا في 30 تشرين الأول».
وقال المكتب إنه «تمت مناقشة بعض المسائل الخاصة بالتعاون الروسي – التركي بما فيه التحضير للاجتماع التالي لمجلس التعاون الثنائي على أعلى مستوى، والمقرر عقده في كانون الأول المقبل بروسيا. وتم تأكيد استعداد الطرفين للاستمرار في الحوار السياسي وتطوير التعاون التجاري الاقتصادي لمصلحة الجانبين قدماً». وأضاف أنه «تم الاتفاق على عقد لقاء ثنائي في إطار قمة مجموعة العشرين في أنطاليا».
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي أمس، الدعم الدولي للأطراف السورية بهدف التوصل لتسوية الأزمة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية إن لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي إمكانات الحصول على دعم دولي لتسوية الأزمة السورية على أساس حوار وطني، بما في ذلك دعم تشكيل وفد مشترك من المعارضة السورية لإطلاق حوار سياسي وطني مبكر وتوحيد المواقف في مكافحة الإرهاب.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحافي جمعه بالمبعوث الأممي إلى سورية أن الحوار يجب أن يجمع كل المعارضة السورية، داعياً إلى تحديد المعارضة المعتدلة لتكون شريكا بحلّ الأزمة السورية.
ودعا لافروف إلى مواصلة العمل لإيجاد حلّ للأزمة السورية في إطار لقاء فيينا، واعتبر المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في موسكو أمس أن «لقاء فيينا كان عملياً إطاراً مثالياً» لمتابعة البحث عن سبل لحل الأزمة السورية.
وأكد الوزير الروسي الالتزام بوثيقة جنيف وبيان فيينا، وقال إن روسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة رؤساء لعملية التسوية السياسية للأزمة السورية المنطلقة بفيينا، مشيراً إلى أن طاولة حوار التسوية حول سورية يجب أن تجمع كل مجموعات المعارضة.
كما أشار إلى ضرورة تحديد المعارضة المعتدلة في سورية لتكون شريكاً في حوار حل الأزمة، وقال: «يجب أن نحدد من هي المعارضة المعتدلة ومن هم الإرهابيون قبل عقد لقاء ثان حول سورية». وعبر عن الأمل في أن يتم في الأيام القليلة المقبلة الاتفاق على قائمة المجموعات السورية المعارضة التي تستطيع الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل تسوية الأزمة السورية.
وقال لافروف: «القضية التي طرحت كوظيفية منزلية للأيام القليلة المقبلة، آمل أن لا تأخذ وقتاً طويلاً. هي توضيح من تكون المعارضة المعتدلة التي يجب أن تصبح شريكاً في المفاوضات التي يعدها دي ميستورا وفريقه في إطار التسوية السياسية للأزمة السورية».
وأوضح أن المشاركين في لقاء فيينا اتفقوا على تحديد المجموعات التي تعتبر إرهابية على الأراضي السورية «يصطادون بطرق إرهابية السمك في هذا الماء العكر»، مشيراً إلى أن موسكو تدعم جهود دي ميستورا بنشاط، وعبر عن الأمل بأن يساند المشاركون الآخرون في تسوية الأزمة السورية هذه الجهود، مؤكداً أن اللاعبين الخارجيين يجب أن يؤثروا في تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى المفاوضات مع الحكومة.
وأضاف الوزير الروسي أن «الحوار السوري السوري الذي يستحق الثقة بتمثيله الشامل يجب أن يضم على طاولة المفاوضات كل طيف المجتمع السوري بما في ذلك كل مجموعات المعارضة»، وقال مؤيدا دي ميستورا إن اللاعبين الخارجيين المؤثرين على فصائل المعارضة يجب أن يستخدموا هذا التأثير لتشكيل وفد معارضة موحد يفكر بمصير بلده.
من جهة أخرى، أكد دي ميستورا أن على السوريين أن ينضموا إلى عملية التسوية بأسرع ما يمكن، وقال: «اتفاق فيينا يبين أن لدينا فهماً مشتركاً لضرورة إنهاء هذه الأزمة بأسرع ما يمكن بالوسائل السياسية». وأعلن أنه ينوي متابعة التباحث بشأن تسوية الأزمة السورية في الأيام القليلة المقبلة في واشنطن.
وأكد دي ميستورا استعداد الأمم المتحدة لعقد لقاء سوري – سوري في جنيف، منوهاً بأن ممثلي دمشق مستعدون للمشاركة في لقاء مع المعارضة السورية، ورأى أن حوار التسوية بين المعارضة والحكومة السوريتين يجب أن يبدأ دون شروط مسبقة، «هذا ما اتفقنا عليه في فيينا، يجب أن يتفق كل شيء مع بيان جنيف. يجب أن يكون الجميع مستعدين للحوار».
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه ربما يتم تكوين 4 مجموعات اتصال في إطار الحوار بين الحكومة والمعارضة، مضيفاً أنه يجب تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بالانتخابات في سورية.
جاء ذلك في وقت أكد مستشار الشؤون الدولية لمرشد الثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي أن إيران لن تتعاون مع الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر في مكافحة الإرهاب بسورية.
ونقل عن ولايتي، قوله في مؤتمر صحافي أجراه عقب لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن طهران «لن تقبل أي مبادرة خاصة بسورية من دون المشاورات مع حكومة البلاد وشعبها»، مشيراً إلى إصرار إيران على أن الأزمة السورية لا حل لها إلا سياسياً.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موقف طهران أن مستقبل سورية يقرره الشعب السوري فقط، مضيفاً أن جميع الأطراف الأخرى من شأنها أن تسهل عملية التسوية السياسية للأزمة السورية.
ميدانياً، حسمت موسكو كل التكهنات حول السقف الزمني لعمليتها العسكرية في سورية مؤكدة استمرارها طالما الجيش السوري في حالة هجوم.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف إن «العملية العسكرية الروسية في سورية ستستمر ما دام الجيش السوريّ في حالة هجوم»، مضيفاً خلال الاجتماع الثالث لوزراء دفاع بلدان آسيان وشركاء الحوار «إنّ القصف الروسي مع استخدام سفن أسطول بحر قزوين على مواقع داعش والنصرة يتفقان كلياً مع القانون الدولي».
ولفت أنطونوف إلى أن «العملية تجري بناء على طلب رسميّ من الرئيس السوري بشار الأسد وتشمل قصف أهداف للإرهابيين فقط لا للفصائل التابعة للمعارضة المعتدلة».
أكد الجنرال الروسي أن وزارة الدفاع الروسية جهودها للدخول في تعاون مع «الشركاء الإقليميين والدوليين الرئيسيين»، وقال: «نواصل المشاورات مع مصر ودول الخليج، واتفقنا مع الأردن على إقامة آلية العمل في عمان لتنسيق الأعمال في السماء فوق سورية».
الى ذلك، استعاد الجيش السوري السيطرة على طريق حلب – خناصر – أثريا – السلمية على نحو كامل، وذلك بعد تكبيد تنظيم «داعش» خسائر كبيرة، حيث التقت قوات الجيش المتقدمة من أثريا في ريف حماه، بالقوات المتقدمة من خناصر في ريف حلب، بعد تأمين جانبي الطريق على نحو كامل. ويعمل الجيش على تفكيك العبوات الناسفة على الطريق.
وفي ريف اللاذقية أحكمت وحدات الجيش السوري سيطرتها على جبل الفرك بالريف الشمالي الشرقي، والواقع على الحدود الإدارية الممتدة بين الريف الشمالي الشرقي لمحافظة اللاذقية والريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة.
كما أحكمت وحدات الجيش سيطرتها على مفرق بيت أبوريشة – خربة جب الزعرور بالريف الشمالي الشرقي للاذقية على الحدود الإدارية مع محافظة حماة.
إلى ذلك ذكر مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها على محطة وقود الأمان بالله والأبنية بالقرب من أوتستراد حرستا بريف دمشق.