متضامن مع «الميادين»!
لا تزال السلطات السعودية تثابر على ممارساتها القمعية بحقّ المؤسسات الإعلامية التي تسعى إلى فضح صفحاتها السوداوية. وآخر ما توصّل إليه آل سعود مؤخراً هو الضغط على السلطات اللبنانية لإقفال قناة «الميادين» وذلك عبر شركة القمر الصناعي «عرب سات» ومقرّها الرياض، والتي تمتلك المملكة العربية السعودية 36 في المئة من أسهمها. وقد أوردت صحيفة «السفير» في وقت سابق تفاصيل الواقعة والتي من ضمنها فرض عقوبات على لبنان لسماحه البثّ لقنوات تعارض السلطات السعودية ودول خليجية أخرى. وبعد انتشار الخبر انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة للتضامن قناة «الميادين»، وقد أطلق الناشطون عبر «فايسبوك» هاشتاغ «أنا متضامن مع قناة الميادين وضدّ إقفالها» وهاشتاغ آخر «متضامن مع الميادين»، وقد اعتبر الناشطون أن في هذا القرار هو نوع من التعسّف معلنين أن القناة هي أكثر القنوات حيادية ومنهجية. في حين قال أحد الناشطين: «يخافون صوت الحق، لهم ألف قناة ويخافون قناة واحدة… صوت الحق يغلب مليون قناة»، في حين قالت الناشطة إلهام: «قناة كلمة الحق لا آل سعود ولا غيرهم يأسروا على قناة الكلمة الصادقة»، ليضيف حسان النوري: «قناة «الميادين» من القنوات القليلة التي تقدم الواقع بصورة عصرية مميزة دون أن تمزجها بالأباطيل والنفاق، بالمختصر قناة تحترم عقل المشاهد ومشكورة على هذا الاداء الرائع والبناء»، وقال الناشط جان: «لا همك يا قناة «الميادين» فمن أسسك عمل في قناة «الجزيرة» الهدامة وتركها لسوء انتمائها وحقدها على ما عدا اتباعها، ليبقى صوتك مدوياًَ بكل أصقاع الارض حرية وصدقاً وخبراً موثوقاً، كلنا معك الحر لا يخاف ولا تهمه عواء الكلاب»…
أنتم من تبنون أمجاد الأمم…
استوقفتني هذه القصة على صفحة إحدى الناشطين تحكي عن النجاح الممزوج بالألم والمعاناة، وتشبه إلى حدّ ما الكثير من الممارسات التي تميت الطموح بدلاً من أن تؤجّجه وتنمّيه وهنا تفاصيل القصة: «وقفت معلمة الصف الخامس ذات يوم وألقت على التلاميذ جملة «إنني أحبكم جميعاً وهي تستثني في نفسها تلميذ يدعى تيدي»».
فملابسه دائماً شديدة الاتساخ مستواه الدراسي متدنٍّ جداً ومنطوٍ على نفسه، وهذا الحكم الجائر منها كان بناء على ما لاحظته خلال العام، فهو لا يلعب مع الأطفال وملابسه متسخة ودائماً يحتاج إلى الحمام، وهو كئيب لدرجة أنها كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر لتضع عليها علامات x بخط عريض وتكتب عبارة راسب في الأعلى.
ذات يوم طُلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، وبينما كانت تراجع ملف تيدي فوجئت بشيء ما! لقد كتب عنه معلم الصف الأول: تيدي طفل ذكي موهوب يؤدي عمله بعناية وبطريقة منظمة.
ومعلم الصف الثاني: تيدي تلميذ نجيب ومحبوب لدى زملائه ولكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان. أما معلم الصف الثالث كتب: لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه لقد بذل أقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتماً به و إن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات. بينما كتب معلم الصف الرابع: تيدي تلميذ منطوٍ على نفسه لا يبدي الرغبة في الدراسة وليس لديه أصدقاء وينام أثناء الدرس.
هنا أدركت المعلمه تومسون المشكلة وشعرت بالخجل من نفسها!
وقد تأزم موقفها عندما أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة
ما عدا الطالب تيدي كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقالة.
تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي وضحك التلاميذ على هديته وهي عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع. ولكن كف التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وارتدت العقد ووضعت شيئاً من ذلك العطر على ملابسها، ويومها لم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله مباشرة. بل انتظر ليقابلها وقال: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي!
عندها انفجرت المعلمه بالبكاء لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!
منذ ذلك اليوم أولت اهتماماً خاصاً به وبدأ عقله يستعيد نشاطه وبنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل ثم وجدت السيدة مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي كتب بها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته فردت عليه أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة.
بعد سنوات عدة فوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم ابنك تيدي.
فحضرت وهي ترتدي ذات العقد وتفوح منها رائحة ذات العطر… هل تعلم من هو تيدي الآن؟ تيدي ستودارد هو أشهر طبيب بالعالم ومالك مركز ستودارد لعلاج السرطان .
ترى كم طفل دمرته مدارسنا بسبب سوء التعامل؟!
كم تلميذ هدمنا شخصيته؟! إهداء لكل المعلمين والمعلمات فأنتم/ن من تبنون أمجاد الأمم.