صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
أربعون ألف «شيكل» مكافأة على تسليم فلسطينيّ
نشر مستوطن على صفحة فتحها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، بعنوان «صفحة النضال لذكرى ابراهام اشير حسنو»، إعلاناً يعرض فيه 40 ألف «شيكل»، على من يساعده في تسليم الفلسطيني الذي دهس حسنو قبل أسبوعين قرب مفترق الفوار جنوب مدينة الخليل.
وقال أساف، الذي طلب عدم كشف اسم عائلته، لموقع «واللا» العبري، إنه تعرف إلى حسنو خلال عمله في مستوطنة «عتنئيل»، وأن البحث عن المخرّب جاء متأخراً، لأنه تم فتح الصفحة من أجل المطالبة بالاعتراف بحسنو ضحية لعمل عدائي، «وحين تم ذلك، انتقلنا إلى المعركة القادمة التي تعتبر المخرّب حرّاً، فكونه معتقلاً لدى شرطة العرب لا يساعدنا، بالنسبة إلينا أنه حرّ».
وقال أساف إنّ متبرعاً قرّر رصد مبلغ المكافأة لمن يساعد في تسليم منفّذ عملية الدهس، «المبلغ جاهز ونحن لا نطالب بتسليمه حياً أو ميتاً، إنما تسليمه للشرطة»»
وقام شاب فلسطيني بدهس المستوطن حسنو أثناء قيامة بأعمال عربدة ضدّ المواطنين الفلسطينيين، وقد نشرت له صورة عدة أثناء ممارسته هذه العربدة، إلا أن الشاب الفلسطيني الذي كان يقود حافلة قام بدهسه، ثمّ سلّم نفسه لأجهزة أمن السلطة في مدنية الخليل.
«إسرائيل» تطلب زيادة المساعدات العسكرية الأميركية
ذكرت مصادر في الكونغرس الأميركي أنّ «إسرائيل» تقدّمت بطلب أوّلي إلى الولايات المتحدة لزيادة رزمة المساعدات العسكرية السنوية التي تقدّمها لها بمليارَي دولار، لتبلغ خمسة مليارات دولار بعد انقضاء الاتفاق الحالي بينهما عام 2017.
وأضافت المصادر أنّ «إسرائيل» أوضحت ان هذه الزيادة ضرورية للتعامل مع التحدّيات الامنية الجديدة الناجمة عن الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى.
ورجّحت «الإذاعة العامة الإسرائيلية»، أن تكون رزمة المساعدات الأميركية لـ«إسرائيل» مدار بحث خلال اجتماع رئيس حكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن الأسبوع المقبل.
وتمهيداً لزيارة نتنياهو، أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر مجدّداً التزام بلاده بالحفاظ على التفوّق العسكري «الإسرائيلي» في منطقة الشرق الأوسط. وفي حديث لمجلة «The Atlantic» الأميركية، قال كارتر إنّ العلاقات العسكرية بين البلدين مفيدة، لا لـ«إسرائيل» فحسب، إنما للولايات المتحدة أيضاً.
ما لن تسمعوه من نتنياهو
كتب إيتان هابر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:
في الآونة الأخيرة، ثمة لحظات يمكن فيها التماثل والتوافق مع بنيامين نتنياهو. وبحسب النظام والعرف في «إسرائيل»، يكاد يكون هو الوحيد من بين رجال الحكومة الذي من سموّ منصبه ونقطة نظره يرى ويعرف كل شيء. كل الآخرين من بين وزراء الحكومة يسارعون إلى التقاط الفتات من يديه، وهو ـ مثل الكبير في البلدة ـ يوجّه تيار المعلومات، الأفكار والقرارات لمن يرغب في مكانته. رئيس الوزراء، كلّ رئيس وزراء، يعرف أيضاً لمن يسرب وزراؤه ويوجّه المعلومات كما يشاء. فهل الوزير أو الموظف الكبير مقتنع أنّ أحداً لا يتابعه أو يتنصّت عليه؟ إذا كان رئيس الوزراء يتوق لأن يعرف، فإنه يعرف أيضاً أين يقضي الوزير أو الموظف الكبير ليلته، ما فعله ولماذا. فلدى رئيس الوزراء تتجمّع كلّ المعلومات.
يمكن لحادّي الأذن والعين أن يلاحظوا في الآونة الأخيرة فوارق وثغرات بين نتنياهو ووزرائه. فبينما نجدهم يتحمّسون ويعربدون ويبصقون من أفواههم أقوالاً عديمة المسؤولية، يمكننا أن نلاحظ سلسلة من الأقوال والأفعال من رئيس الوزراء تكشف لمن يفهم الأمور الجانب الأكثر حذراً لديه. وبينما يتحسّس الوزراء أو الموظفون الكبار طريقهم في الظلام، فإنه يعرف الحقيقة.
فمثلاً، نائبة الوزير الفجة وعديم المسؤولية تحدثت مؤخراً ضد الولايات المتحدة وسلوكها في الشرق الاوسط في الوقت الحالي. فقد بصقت ناراً، وبالأساس دخاناً. وخلافاً لها، يعرف رئيس الوزراء كم أنّ وجود دولة «إسرائيل» منوط بالأميركيين. ومع أن نتنياهو أيضاً عربد كثيراً في السنة الأخيرة في مواجهة الأميركيين، إلا أنه فهم على ما يبدو أنه بالغ وانطلق في حملة مصالحة. ويبذل نتنياهو اليوم جهد الدمية الحبيبة أمام باراك أوباما وعصبته. محظور إغضابهم أكثر ممّا ينبغي.
في مكتب رئيس الوزراء فقط يعرفون كيف يقدّرون دور أميركا في مكانة «إسرائيل» الدولية. كل الوزراء والموظفين الكبار الآخرين يجعلون أنفسهم فقط كعارفين كبار. فالتلميحات التي يتلقاها رئيس الوزراء من البيت الأبيض ومحيطه ليست معروفة إلا له، وهذه تكفي لأن تتسبب له بشحوب الوجه.
في واقع الأمر، المباراة مباعة مسبقاً ومجدية لرئيس الوزراء. فها هو يقول للأميركيين في الغرف المغلقة، عندي عشبة ضارة في حديقة الحكومة لا تفهم شيئاً ونصف شيء في تعلق «إسرائيل» بالولايات المتحدة، وأنا الراشد المسؤول، الرجل الذي يفهم.
وأمر آخر: في الطابق الثاني من ديوان رئيس الوزراء في القدس، في المكتب، يجلس على الأقل أو يجب أن يجلس شخص يعرف كيف يقدّر علاقات القوى والقوة العسكرية والحصانة المدنية. هو، الذي يتلقى وحده فقط ومع السكرتير العسكري صورة الوضع الحقيقي، يعرف أنّ شعب «إسرائيل» مدمن نجاحات، ولكنه هو فقط يعرف كم هو هشّ النجاح. وحتى هو يتظاهر كأزعر الحارة، رئيس الوزراء يخاف.
إن الخط الذي يمتد بين الوجود والعدم، بين النجاح والفشل، رقيق ومسجل في الطابو الحكومي على اسمه وحده. ومن خلف سيماء أزعر الحارة الذي يطلق النار في كل صوب يختبئ دوماً رئيس وزراء خافق القلب.
ينبغي ألا نفهم مّما كتب حتى هنا أن رئيس الوزراء هو الأكثر حكمة من كل شخص آخر. تماماً لا. الأقوال هنا تطرح من أجل أن نقول للجمهور الذي يتأثر بالألعاب النارية التي يطلقها الوزراء وكبار الموظفين، أن ثمة رجل واحد فقط في دولة «إسرائيل» يرى كل شيء من نقطة نظر تسمح له بأن يرى الصورة بأسرها، ولهذا، فإنه لن يحيي الحاجّين إلى الحرم أو يدقّ وتداً في مستوطنة «هوشعايا 7». إذا كان له عقل، فإنه سيحذر كما ينبغي.