العشّاق الثلاثة
نظرتُ ذات صباح إلى نقطة الكون الأرضي. وإذا بقاسيون ينبض، ينهض، يبادلني النظرة… أستجيب!
وإذ بي أرى في عينيه زهرة شتاء، تقاوم، تستمدّ من قسوة المناخ قوة اللقاء.
تبادلني الزهرة النظرة مرة بعد مرة: تحبّني، أحبّها… نتواعد!
وفي ليلة هاربة من الزمن، نزلت من نجمتي إلى قاسيون، فوافق نزولي إليه صعود بردى إليه. وكان حديثٌ ذو شجون!
قالت حورية من بردى وهو يحتضن الزهرة وقد صفّق يلقاني: أتدري أنني لبّيت استغاثتها؟ ولكن زنوبيا التي داهمها «أورليان» في غفلةٍ ثانيةٍ من التاريخ تنتظرني وإلى جانبها الفارس «أ» وقد تفلّت من أوغاريت إليها!
أتريد أن نجتمع إليهما؟ ولكنهما يشترطان على اللقاء أن يصطحب كلٌّ منّا أذنه وعينه، ولك ألا توافق!
بُحتُ لحبيبتي الزهرة بسرّ ولد لتوّه. وافقت، سرنا سوياً مع بردى وحوريّته في كنف قاسيون إلى«زنوبيا» التي استحال فؤادها إلى مالا يحصى من عيونٍ دامعة. في حين استحالت عيناها إلى نجمتين، حطّت إحداهما على بردى والثانية على النيل… الله، ما هذا؟!
وعقدنا العزم… أعراس ثلاثة
أنا والزهرة
الألف وزنوبيا
قاسيون وحورية بردى.
وأفقت من رؤيا رجوت أن تصير رؤية.
أفقت بأوسع ابتسامة قلبٍ في تاريخ حبّ، وبأكبر زخمة شعب في تاريخ حرب.
من سلسلة «قصص للأطفال الكبار»
سحر أحمد علي الحارة