بن جدّو: لن نتراجع ولن تُرهبنا المحاولات التضليلية ولتذهب «الميادين» إلى الجحيم إذا كانت ستتخلّى عن المقاومة
أكد رئيس مجلس إدارة قناة «الميادين» غسان بن جدّو أنّ من يتعاطى مع قناة الميادين بسلبيته سيخفق، ولن نخاف ولن نتراجع، ولن نختفي ولن ترهبنا هذه المحاولات التضليلية، مشدّداً على أنّ الميادين لن تغيّر اقتناعاتها وانحيازها إلى المقاومة في لبنان وفي فلسطين، قائلاً: لتذهب الميادين إلى الجحيم إذا كانت ستتخلى عن المقاومة.
كلام بن جدّو جاء خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس، في فندق «كورال بيتش»، على خلفية طلب «عربسات» منع بث القناة من لبنان، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والحزبية والحقوقية، وحضر من الحزب السوري القومي الاجتماعي الرئيس الأسبق جبران عريجي وعميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية ومدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية وعضو المكتب السياسي وهيب وهبة.
وقال بن جدّو: «إنها المرة الثالثة التي يعقد فيها مؤتمراً صحافياً يتعلق بالقناة»، مشيراً إلى الضغوط التي تمارس عليها.
وشكر الحضور على «تضامنه» كما شكر «كلّ من اتصل من البلاد العربية والعالمية»، معرباً عن ثقته بـ»أنّ الأيام المقبلة ستكون حبلى بالتضامن مع القناة».
وعن سبب قرار شركة «عربسات» قطع بث الميادين أجاب: «إنه على أثر كلام المسؤول الإيراني حسين شيخ الإسلام عن حادثة منى، وقد انتقد خلالها السعودية».
وأشار إلى «عدم قبول قناة الميادين بالقرار المذكور، لكنّ شركة عربسات تمسّكت بقرارها وتعاطت القناة بكلّ صبر وهدوء»، لافتاً إلى ضغوط مورست على القناة منذ انطلاقتها، إضافة إلى ثلاثة أشهر سبقت انطلاقتها «حيث حاول مسؤولون عرب عرقلتها، لكنّ القناة انطلقت ومعها استمرت الضغوط العربية، وفوجئ هؤلاء من الأوروبيين والأميركيين بعدم التجاوب».
وأكد أنّ رسالة القناة الأساسية «هي للعالم العربي وبمهنية عالية متوازنة، والتزام القناعات السياسية والهادئة والموضوعية».
وألمح بن جدو إلى «انتقادات من بعض الأصدقاء لأنّ قناة الميادين فتحت منبرها لكلّ الأصوات»، كاشفاً أنّ «وزيرة إعلام في إحدى الدول العربية اقتحمت ذات يوم مكتب الميادين في تلك الدولة، ومع ذلك لم نذكر هذه الحادثة»، لافتاً إلى «عدم الأخذ في الاعتبار الجوانب القانونية في قرار الإغلاق، وخصوصاً أنهم لم يتصلوا بنا».
وأشار إلى أنّ «دراسة قامت بها إحدى الدول الكبرى حول موقع قناة الميادين في العالم العربي وقامت بتسليم النتائج لدولة حليفة لها، وقد علمنا بهذا التقرير من إحدى الدول العربية الخليجية لكننا وضعناه في الأدراج».
وتابع: «بعد ذلك حصلت عملية تشويش كبيرة على بث القناة وقد رصدناه من إحدى الدول العربية»، مؤكداً «عدم وجود مشكلة بين قناة الميادين وأي دولة عربية لأننا لا نريد إثارة المشاكل بل إننا نعتمد لغة هادئة».
وأشار إلى «الشروط التي حاولوا فرضها على القناة وأبرزها عدم التطرق إلى ما يجري في اليمن أو الحديث عن قصف المدنيين».
وعن قرار شركة «عربسات»، قال: «جاء القرار بعد حادثة منى التي نرفضها ولدينا تفاصيل كثيرة عن الحادث ولم نتطرق إليها، كما أنّ هذا القرار جاء بعد حصول الانتفاضة الفلسطينية»، معرباً عن «شكوكه بالأمر»، وموضحاً أنّ «جهات عربية تتعاون مع شركة علاقات عامة في أميركا تعمل على التشهير بقناة الميادين واتهامها بأنها تعادي السامية».
وأضاف: «نحن نحترم شركة عربسات، ونؤكد من جديد حرصنا على التعاون معها ونطالبها بالاجتماع للبحث في هذا الأمر».
وتابع: «لا تعوزنا التردّدات التقنية للبث، وأستغرب مطالبة الشركة للحكومة اللبنانية باتخاذ القرار»، واصفاً الأمر بأنه «خط أحمر».
وقال: «لا نزال ننظر بإيجابية إلى موقف الحكومة»، منوّهاً بـ»موقف وزير الاتصالات بطرس حرب الذي بلغته الرسالة لكنه حوّلها إلى السلطات المعنية، كما نرى في تعاطي وزير الإعلام رمزي جريج والمدير العام حسان فلحة معنا بأنه في الإطار القانوني».
وأوضح أنه «لم يبادر إلى الاتصال بأيّ مسؤول في لبنان منعاً للإحراج، ولكن بما أنّ الأمر صار معلناً، اتصلت بالوزير جريج فأخبرني أنّ للأمر شقين: واحد بين القناة والشركة والثاني حول وجود القناة على الأرض اللبنانية، مؤكداً لي أنّ لجنة تدرس الأمر من الوجهة القانونية».
بعد ذلك، أُعيد عرض الكلام الذي أدلى به المسؤول الإيراني حسين شيخ الإسلام.
ثم تمّ عرض مداخلة أحد الأكاديميين السعوديين في برنامج «لعبة الأمم» انتقد فيها المواقف الإيرانية، ثم مداخلة لأحد رجال الدين الذي دافع عن المواقف السعودية، ثم مداخلة جورج صبرا المسؤول في الائتلاف السوري المعارض تلاه مداخلة للصحافي السعودي خالد باطرني منتقداً إيران، ثم توالت شرائط مصوّرة لمداخلات سياسيين عرب، وخصوصاً من دول الخليج معارضة ومنتقدة السياسة الإيرانية وكذلك للنائب السابق الدكتور مصطفى علوش، ثم لشخصيات يمنية مؤيدة للسعودية ومداخلة لوزير الإعلام الكويتي السابق محمد بن طفلة وسواه.
وأكد بن جدو أنّ «ما يحصل الآن هو انتهاك للحريات الإعلامية»، معرباً عن يقينه بأنّ «الإعلام اللبناني، بما فيه من يعارضنا، سيقف إلى جانبنا، فالمعركة تخصّ الجميع». كما أكد «عدم السكوت ولن نغيّر سياستنا وطرق تعاطينا الموضوعي».
وطالب «الرأي العام العربي بالانتباه إلى من يهتمّ بقضاياه وإلى من يريد إسكات من يهتمّ بهذه القضايا»، مشدّداً على «عدم الحرج بانحياز قناة الميادين إلى المقاومة في لبنان وفي فلسطين».
وأشار إلى تأثير القناة في الرأي العام العربي، «ولذلك يعملون على إسكاتها»، مكرّراً تأكيد «التزام القناة بالقانون وبالتعاطي الهادئ»، طالباً من العاملين في القناة «ألا يخافوا لأنّ القناة ستبقى على مواقفها».
وأكد أنّ من «سيتعاطى مع قناة الميادين بسلبيته سيخفق، ولن نخاف ولن نتراجع، ولن ترهبنا هذه المحاولات التضليلية»، مشيراً إلى «موقف إدارة نقابة الصحافة لعدم تجاوبها في السماح بعقد هذا المؤتمر الصحافي، وهو ما قدّمته لنا إدارة فندق كورال بيتش».
وردّاً على سؤال حول بديل الإغلاق في شركة «عربسات» أجاب: «لن نختفي، فلدينا بدائل حتى على مدار عربسات»، معلناً أنّ «جائزة جدارة الحياة التي تقدّمها قناة الميادين لهذا العام ستقدّم إلى المناضل الأممي الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو».
مواقف متضامنة
وفي السياق عينه، صدر المزيد من المواقف المتضامنة مع «الميادين»، وأعلن وزير الإعلام رمزي جريج، في حديث تلفزيوني مساء أمس أنه سينظر في مدى مخالفة القناة «لالتزاماتها تجاه الدولة عندما استحصلت على التراخيص». وقال: «ولكن عندما أتخذ القرار يجب أن أقيم موازنة بين الحرية الإعلامية التي نحرص عليها كلّ الحرص، والتي تميّز لبنان عن سائر الدول المجاورة، ومقتضيات النظام العام التي تفرض أن تحترم المحطات التلفزيونية في أدائها مقتضيات النظام العام اللبناني. هذا الموضوع سأدرسه، ولكن ليس له علاقة بعلاقة محطة الميادين بعربسات».
وأكد جريج أنه لم يتبلغ من «عربسات» أنها ستنتقل إلى الأردن، «ولكن في قراراتنا لا نخضع لضغوط من هذا النوع، نحن يجب أن نراعي المصلحة الوطنية اللبنانية والمبادئ الدستورية التي على أساسها نقيّم أداء الإعلام، وفي طليعتها الحرية الإعلامية، ولا نخضع لضغوط من أجل النيل من الحرية الإعلامية ومن سيادتنا واستقلالنا في التعامل مع ملفات كهذه».
واستغرب عضو المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع غالب قنديل في تصريح، «عدم اتخاذ عرب سات أيّ إجراء أو تدبير ضدّ قنوات فضائية تبثّ الكراهية وتحرّض على العنف والإرهاب وتدعم الجماعات التكفيرية التي تهدِّد أمن بلداننا العربية قاطبة».
ولفت إلى أنّ القناة تميّزت «بممارستها المهنية المتحضّرة المبنية على احترام مساحات التعبير عن الاختلاف السياسي وهي تشكل مكوناً رئيسياً من الأسرة الإعلامية العربية الناشطة في لبنان والتي تضمّ في عدادها قسماً لا بأس به من الصحافيين والمصوّرين والفنيين اللبنانيين وأشقائهم العرب، ما يغني التجربة الإعلامية وتنوّعها التعدّدي الحرّ، ونسجل لقناة الميادين حيوية ارتباط نشاطها المهني بقضية فلسطين وانتفاضة شعبها التي يريد البعض المساعدة في إخمادها بإطفاء الضوء الذي تسلّطه عليها قنوات عربية تمرّدت على جوقة إشعال الحروب والأزمات ورفضت تعميم دعاية الفتنة والانقسام في العديد من الساحات والبلدان».
ورأى أنّ «شركات الأقمار الصناعية ليست سلطة مخوّلة بالتدخل في محتوى البث الإعلامي وهي شركات لبيع الخدمات، وهذا ما أكدناه أمام محاولات خلق وتكريس سوابق في هذا المجال من خلال مواقف وتدابير اتخذت خلال السنوات الماضية وكان لها طابع سياسي كيدي يعبّر عن الضيق من احتمال الصوت والمشهد المخالف لرغبات وسياسات هذه الحكومة أو تلك».
وأكد قنديل أنّ «السلطات اللبنانية مسؤولة دستورياً عن حماية نطاق الحرية الإعلامية والتعدّد الإعلامي في كلّ الظروف ومسؤوليتها تشمل الدفاع عن مصالح الجسم المهني اللبناني العامل في القنوات المستهدفة بدافع الكيد السياسي، وعلى شركة عربسات أن تقلع عن التهويل والضغط وأن تنتبه لمسؤولياتها عما يبث عبر بعض القنوات التي لم توجه لها تنبيهاً واحداً وهي تمثل منصّات لتعميم الإرهاب والفتنة والعنف والتوحش وللخطاب الأحادي التكفيري النمطي».
وتوقفت نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، من جهتها، «عند هذا الإجراء التعسّفي، على قناة تتخذ من ميقات القدس، زمناً لبثها وتحوز فلسطين، كلّ فلسطين، على الجانب الأبرز من أخبارها وبرامجها»، مستغربة «أن يأتي هذا الإجراء المتخذ من قبل شركة ربما تقف وراءه دولة أو دول، مساوقاً ومتزامناً، في شهر واحد، مع اعتداء طال إعلاميّيها العاملين في فلسطين المحتلة».
ورأت النقابة «أنّ الدولة اللبنانية معنية بتأكيد الالتزام على أنها حامية الحريات التي كفلها الدستور اللبناني وهي بالتالي معنية بالوقوف إلى جانب الإعلام القيمي، وبالتالي فإنّ عليها أن تفتح كافة المنابر أمامها للتعبير عن آرائها لا أن تكون هذه المنابر خاضعة لمزاجية القيّمين عليها أو التزاماتهم الخاصة».
وأصدر «اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية»، بدوره، بياناً دان فيه «المحاولات الظالمة» التي تتعرّض لها القناة، «لإسكات صوتها وصورتها الناقلة للواقع». وأكد «ضرورة التمسك بحق حرية التعبير الذي تكفله الشرائع والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، والدفاع عن منهج مناصرة المستضعفين والشعوب المقهورة والحفاظ على الوحدة والانسجام ودفع الفتنة وخطر التكفير، ومواجهة المشروع الإسرائيلي».
وأضاف البيان: «إننا نعلن تضامننا الكامل مع قناة الميادين ومساندتنا لموقف إدارتها وتأييدنا لسياساتها الإعلامية، ووقوفنا إلى جانبها في هذه الأزمة التي ستتغلب عليها، وندعو كلّ المخلصين والأوفياء والإعلاميين الملتزمين نهج الدفاع عن الحريات والكرامات إدانة هذه المحاولات التي سبقتها محاولات عديدة مع قنوات أخرى لإطفاء نورها وذنبها فقط أنها كانت إلى جانب الحق».
حمية: اعتداء سافر على الحريات
رأى مدير الدائرة الإعلامية في الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد معن حمية، في تصريح إعلامي، أنّ إيقاف بث قناة الميادين على القمر «عربسات» يشكل اعتداء سافراً على الحريات، عدا عن كونه يخالف الشروط القانونية والموضوعية في عقود التعاقد مع شركات الأقمار الاصطناعية.
أضاف: ليست المرة الأولى التي تمارس فيها شركة «عربسات» هذا النوع من الضغوط على القنوات التلفزيونية، فقد سبق لهذه الشركة أن أوقفت بث قنوات تلفزيونية عديدة، لا سيما القنوات السورية وغيرها، وذلك انسجاماً مع سياسات بعض الدول الخليجية المتورّطة في الحروب، والتي تدعم الإرهاب والتطرف.
وإذ دان مدير الدائرة الإعلامية قرار «عربسات» شدّد على ضرورة تأسيس شركات جديدة تؤمّن البث الفضائي للقنوات التلفزيونية، وتلتزم بموجبات العقود الموقعة معها.
صالح: لمساندة «الميادين» كقناة مقاوِمة
اعتبر الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح أنّ الضغوطات التي تمارسها شركة «عربسات»، وبإيعاز واضح من بعض الأنظمة الرجعية العربية لوقف بث قناة «الميادين»، هي اعتداء سافر على حرية الإعلام، وتعبير عن مدى فاعلية ودور هذه القناة المقاوِمة في تكوين الرأي العام العربي والدولي والتعبير الملتزم عن قضايا الأمة، وفضح أهداف أعدائها من الصهاينة والقوى الامبريالية الغربية وقوى الرجعية العربية.
إنّ الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العرببة إذ تعلن استنكارها لهذا الإجراء التعسفي، فإنها تؤكد تضامنها مع قناة «الميادين» وإدارتها الوطنية وعلى رأسها الإعلامي المناضل الأخ غسان بن جدّو، فإننا ندعو الأحزاب والقوى العربية إلى تنظيم وقفات تضامنية مع الميادين دفاعاً عن الحريات الإعلامية التي تكفلها الشرائع والمواثيق الدولية.