لوحة إبداع
قالت له: أزورك بين الحين والحين لحظة، أترقبك، أتأملك، وألملم غموضك في حقيبة سفري وأرحل.
قال لها: أنا معك في كلّ لحظة كتاب مفتوح، تلعبين بحروفه، وتعبثين بكلماته. فالحبر حبرك والحروف إحساسك، والكلمات كلّها إبداعك، فعن أيّ غموض تتحدثين أنت؟
قالت له: أريد أن أقرأك، ثمّ أقرأك، حتى يزيد إبداعي أكثر وأكثر.
قال لها: أنت عاشقة لعوب، وأنا لا أقوى على إبداعك أكثر. فمهلاً على قلبي، كي لا أموت بين يديك شهيدَ إبداعك، وأصير جنونك فتضيع حكايتي بين مجنون ليلى وجميل بثينة.
قالت له: حبّي لك فاق حكايات الخيال، وتجاوز حدود الأحلام. فلا بثينة كانت إبداعاً، ولا ليلى نبض قلبها بكلّ هذا الإخلاص.
قال لها: كتبت حبّك قصصاً وروايات وخبأت لك بين ثنايا روحي أرشيف شوق مليئاً بالألغاز. فكم من الوقت تحتاجين حتى تمنحيني ذلك الإبداع؟
قالت له: يا من ملكت فؤادي وأسرت روحي سجينة قلبك، إن عشقي لك رحلة إبداع وأنا لا أرغب أن أسابق في رحلتي الزمن.
قال لها: أشعر أنك تلعبين على أوتار قلبي مثل نحلة تمتصّ رحيق حبّي طوال الليل، حتى تأتي إليّ بزجاجة صغيرة من العسل.
قالت له: أريد أن أتنفّسك على مهل. أريد أن أرسمك بكافة الأشكال، وألونك بجميع الألوان. أريد أن أتفنّن وأتفنّن حتى أمنحك حبّي لوحة جميلة مليئة بالإبداع.
قال لها: تفنّني يا جميلتي، وارسميني ولوّني كما يروق لك. ولكن تذكري دوماً، أن سحرك أجمل لوحة إبداع!
سناء أسعد