أهجرني!
اِحبس فجر عينيّ في قارورة الضباب
ومتْ
متْ كأنّك لم تقطر شهداً فوق أحلامي
متْ كأنّنا لم نجرع كؤوس الوعي حتى الإغماء
أهجرني
قد تفتقد دهراً من ذكرياتك
بعضاً من أمسيات عالقةٍ بين عينيك وظلّي
قد تكتشف حمّى الندم تغزو أناملك الدافئة
أهجرني… لأجد بعضي
لأميّز بين رمشي وشفتيك
لأموت قيامةً
لأعود إليك
لأعود إليّ
أهجرني
لتزهر جروحي فوق يديك
لأغسل بدمعك دروبي
جديدة… مجنونةً
تتمادى حتى الخلود
وتعود إليك!
تحوّلتُ… بين شهيق الضجيج
وزفير الغربة إلى قطة
لذّة التمرّد داهمتني
كبّلتني
حملتُ في عينيَّ الليل زيتاً وبخوراً
فتّشتُ ضفائر ريح الشمال
فتّشتُ محراب الصمت والسؤال
عنّي… عن خدوشٍ عن مواءٍ عن رحيل
عن عطرٍ مبلّلٍ بريق الأصيل
هذيانٌ… جنون أنثويٌ… استيقظ النور
متثاقلاً يتهادى
تزفّه الشمس إلى مسامي
بكراً شهيّاً
ترتعش الروح تحت وطأة لهاثه
تنتفض… تسيل
تصمت… تتفتّح
تموء …تحيا!
عرفتُ أنّني هجرتُك لتعودَ إليّ
نادين طربيه الحشاش