صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
التنسيق الأمني «الإسرائيلي» تضرّر جدّاً بفعل الأحداث الأخيرة
عمد كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» إلى تسريب معلومات سرية خاصة جداً عن تقديراتهم في ما يتعلّق بالانتفاضة الثالثة، إلى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هاآرتس» العبرية عاموس هارئيل، وهو صاحب الباع الطويل في المؤسستين الأمنية والعسكرية في «تل أبيب». وذكر المُحلل أنّ تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية متشائمة للغاية، ومن الناحية الأخرى تُحذّر من إمكان تجدد الهبّة الفلسطينية، وربمّا على نطاق أوسع، حتى لو نجحت المساعي في تقليص مستواها وحجمها حالياً. والتقديرات الاستخبارية «الإسرائيلية»، التي نقلتها الصحيفة، عُرضت في اليومين الماضيين أمام القيادة السياسية في «تل أبيب».
وتضمنّت وصفاً للواقع الحالي، وتقديراً لواقع لا يُبشّر بخير، من جهة «إسرائيل»، في المستقبل القريب، لكن هذه التقديرات أشارت إلى أنّ الأحداث الأخيرة لا تنجح في هذه المرحلة في جرّ الجمهور الفلسطيني إلى انتفاضة أوسع في الضفة. وبحسب التقديرات، فإنّ الهدوء المتواصل في أراضي 1967 لن يعود أبداً، وأنّ العمليات الفلسطينية ستستمر.
علاوة على ذلك، أشار المحلل إلى أنّ التقديرات الاستخبارية ترى أنّه حتى لو تحقق هدوء نسبي، لاحقاً، فإنّه من الصعب جداً استعادة العلاقات مع السلطة الفلسطينية إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الأحداث، لافتاً إلى أنّ التنسيق الأمني بين «تل أبيب» ورام الله تضرر بشكلٍ كبيرٍ منذ اندلاع الانتفاضة الحالية، على حدّ تعبير المصادر عينها.
وتنظر الأجهزة الاستخبارية «الإسرائيلية» بقلقٍ، إلى الوضع الداخلي لدى السلطة الفلسطينية، خصوصاً في ما يتعلق بضعف رئيس السلطة محمود عباس، والمعركة الناشئة على خلافته، إضافة إلى الشعور بأن لا جدوى للعملية السياسية.
إضافة إلى ذلك، أوضحت التقديرات «الإسرائيلية» أنّ هذه عوامل، لن تسمح بالحفاظ على الهدوء النسبي لمدّة زمنية طويلة، حتى لو خفّت حدّة الاحتجاجات، لكنها ستعود لتشتعل من جديد.
أما في ما يتعلق بالهدوء النسبي في القدس، فيعزو مسؤولون في المؤسسة الأمنية «الإسرائيلية» انحسار الهجمات الإرهابية في المدينة، بعدما لم تُسجّل إلّا عملية طعن واحدة خلال أسبوعين ونصف أسبوع أخيراً، إلى مزيج وخلطة من العوامل: تخفيض مستوى التوتر في الحرم، والتفاهمات «الإسرائيلية» مع الأردن، ونجاعة الخطوات المتشددة التي اتخذتها الشرطة «الإسرائيلية» في الأحياء الشرقية من القدس.
وحول منطقة الخليل في الضفة الغربية، أشارت التقديرات إلى أنّ الأحداث انتقلت إلى هذه المنطقة في منتصف تشرين الأول الماضي، حيث نفذت عمليات طعن واسعة هناك.
ويأمل المسؤولون «الإسرائيليون» أنّ تعزيز حضور الجيش في الخليل، من شأنه أن يساعد بشكلٍ تدريجي على تقليص عدد الهجمات الإرهابية في المدينة. لكنّ الأسوأ، بحسب التقديرات الاستخبارية «الإسرائيلية»، أنه حتى لو انتهت الجولة الحالية من العنف أو تقلّصت إلى حدّ كبير، فإنّها ستعود وتتصاعد من جديد، وربما في غضون بضعة أشهر لا أكثر.
وأشارت التقديرات إلى الأسباب التي تدفع الفلسطينيين إلى إعادة الاحتجاجات من جديد: الشعور بالإحباط واليأس، وخيبة أمل من السلطة الفلسطينية، والرغبة أساساً في مواجهة «إسرائيل». والأكثر قلقاً لدى أجهزة الاستخبارات أنّ التفاهمات التي سادت في العقد الأخير بين السلطة و«إسرائيل»، وسمحت بوضع أمنيّ مستقرّ نسبياً، قد تآكلت ومن المشكوك أن يتمكن الطرفان من إعادة ترميمها إلى سابق عهدها، قالت المصادر في «تل أبيب» للصحيفة العبرية.
في هذه التقديرات أيضاً، معطيات لا تقل قلقاً في شأن المستقبل غير البعيد، لأنّ الجمهور الفلسطيني في الضفة يستعد منذ الآن، لليوم الذي يلي انتهاء حكم عباس، ابن الثمانين سنة، مشدّدة على أنّه لدى المسؤولين الفلسطينيين الكبار الآخرين، استعداد أقل للحفاظ على مستوى عالٍ من التنسيق الأمني مع «إسرائيل».
أمّا في ما يتعلّق بقطاع غزة، فتقدّر الاستخبارات «الإسرائيلية» أن قيادة حركة حماس تواصل الامتناع عن فتح جبهةٍ جديدةٍ مع «إسرائيل» وتكتفي بالسماح بين حين وآخر، بمسيرات عنف نحو الجدار الفاصل، كما يواصل القادة العسكريون في حماس في تركيا وفي غزة، تشجيع الإرهاب المنطلق من الضفة الغربية بكلّ الوسائل، ويحاولون تنظيم عمليات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة وعمليات انتحارية. مع ذلك، فإنّ نجاح العمليات حتى الآن محدود، والأمر يعزى إلى الضربة الشديدة للشبكات العسكرية لحماس في الضفة في السنوات السابقة.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّ العامل ذو الأهمية الكبرى في التطورات قريباً هو التنظيم، أي الناشطون الميدانيون من حركة فتح في الضفة، وهذا ما تشدد عليه التقديرات الاستخبارية «الإسرائيلية»، التي وصفت موقف ناشطي التنظيم بأنّه نقطة ارتكاز من شأنها أنْ تؤثر في وجهة الأمور في الأسابيع المقبلة، هل ستكون نحو التصعيد أو الهدوء؟
وخلُصت التقديرات الاستخبارية «الإسرائيلية» إلى القول، بحسب «هاآرتس»، إنّ نشطاء فتح شاركوا مشاركة فعالة في التظاهرات التي انتهت بمواجهات عنيفة مع وحدات الجيش «الإسرائيلي» المنتشرة في أرجاء الضفة. وأنّ عباس الذي خشي من تداعيات الصدامات، تدخل متأخراً للحدّ من ذلك، وقرر أن يعمل على كبح جماحهم.
اغتصاب برعاية حاخام
فضيحة جنسية جديدة تهزّ «إسرائيل»، بطلها حاخام يهودي استغل شعارات دينية للإيقاع بطفلة واغتصابها طوال ست سنوات.
تفاصيل الفضيحة الجديدة كشفتها «القناة العاشرة الإسرائيلية»، وسط غضب مكتوم تجاه مرتكب الواقعة والذي يشغل موقع مدير المدرسة الدينية «طريق الإيمان» في «تل أبيب».
الحاخام اليهودي المتورط في الواقعة يدعى إلياهو ديلفيسكي 52 سنة من حي «برديس كاتس» في مدينة «بني باراك» التابعة لمقاطعة «تل أبيب»، إذ دأب طوال ست سنوات على الاعتداء الجنسي على طفلة من الحيّ نفسه منذ أن كان عمرها 14 سنة، عبر تضليلها بشعارات دينية.
الحاخام، ووفقاً للائحة الاتهام التي تقدمت بها أسرة الضحية لشرطة «تل أبيب»، ارتكب بحق الطفلة جرائم جنسية، ولواط وأفعال شائنة، وكان يلجأ في بعض المرات إلى إجبارها على تناول الكحول لتهدئتها، وكان يطمئنها بأنه يمنحها «عناقاً أبوياً»، وأنه سيحميها من الفتيان ويحافظ عليها حتى تتزوج.
وذات مرة، أخبرته الفتاة أنها على علاقة بأحد الفتيان، فعاقبها بممارسة «أفعال مشينة»، وقال لها إنه من مصلحتها أن تمارس الجنس معه فقط لأنه «يحفظها لزوجها المستقبلي».