سولبرغ: لبنان المستقر مهم لكلّ المنطقة
في إطار زيارتها الرسمية للبنان، جالت رئيسة وزراء النروج إيرنا سولبرغ على رأس وفد، على المسؤولين والمرجعيات وعرضت معهم التطورات في لبنان والمنطقة وتداعيات الأزمة السورية، وجرى التركيز في شكل أساسي على ملف النازحين.
وفي عين التينة، التقت سولبرغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان.
ثم زارت نظيرها رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية، حيث عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركا، استهله سلام بالقول: «أتيحت لنا الفرصة اليوم لإجراء محادثات ودية وبناءة، عرضنا فيها الدور الذي يمكن أن تلعبه النروج للدفع في اتجاه إيجاد الحلول الممكنة لكلّ هذه الأزمات. فالنروج، بما نعرفه عنها من نية صادقة للمساعدة على نشر الاستقرار، والابتعاد عن أي غرضية سياسية خاصة، قادرة على الإفادة من مكانتها، ومن وجودها على مسافة واحدة من جميع الأطراف، من أجل لعب دور بناء في البحث عن حلول ملموسة لمشاكل منطقتنا».
ولفت سلام إلى «الدعم الذي تقدمه النروج إلى لبنان، في إطار المشاريع التي تمولها وتشرف على تنفيذها، مثل مشاريع إعادة التشجير وبرنامج النفط من أجل التنمية الذي يهدف إلى دعم اللبنانيين وتعزيز قدراتهم في تطوير وإدارة قطاع النفط والغاز»، لافتاً إلى أنّ النروج «كانت من أوائل المساهمين في الصندوق الائتماني المتعدّد المانحين، الذي أنشأته مجموعة الدعم الدولية للبنان بالاشتراك مع البنك الدولي».
وأثنى على «الدور الذي لعبته النروج من خلال العشرين ألف شاب وشابة الذين شاركوا في قوات يونيفيل والذين عملوا على حفظ السلام في منطقة مهمة في لبنان».
ورداً على سؤال، شدّد رئيس الحكومة على «أهمية الدور الذي تقوم به أوروبا في موضوع استقبال النازحين السوريين»، آملاً «أن تجد أوروبا الحلول اللازمة لموضوع اللاجئين السوريين وأن تقوم بمساعدة البلدان التي تأوي النازحين السوريين، بالإضافة إلى إيجاد الحلول اللازمة للأزمة السورية».
وأضاف: «إنّ لبنان حصل على دعم كبير من النروج، لا يزال مستمراً، في موضوع اللاجئين، ولم تبخل النروج في هذا الملف وهي تقدمت الصفوف منذ البداية وهي ساهمت مع لبنان بشكل ملحوظ»، مؤكداً أنّ «الحكومة اللبنانية ستعمل ما بوسعها لتقديم المساعدة لهم».
وفي موضوع النفايات، أكد سلام أنه «ملف محل متابعة ولن يتوقف العمل به حتى إيجاد الحلّ له».
ونوهت سولبرغ، من جهتها، بـ»الدور الهام الذي يضطلع به لبنان على صعيد إيواء اللاجئين السوريين»، مشيرة إلى «الدعم الذي تقدمه حكومتها للبنان من أجل إيجاد الحلول للنزوح السوري».
وشدّدت على اهتمام بلادها بـ»لبنان المستقر»، مشيرة إلى أنّ «هناك أكثر من عشرين ألف نروجي شاركوا في قوات حفظ السلام العاملة في لبنان خلال ثلاثين عاماً، وهؤلاء يحملون مشاعر عميقة تجاه لبنان ويحاولون العمل للمساهمة في استقرار الأمن والسلم في لبنان».
وأكدت أنّ «لبنان المستقر هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لكلّ المنطقة ويلعب دوراً مهمّاً أيضاً في استقرار الأوضاع في سورية».
وأشارت إلى أنّ بلادها تعتبر أنّ «الدعم المقدم للبنان هو أمر مهم لمعالجة موضوع اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى الدول المجاورة لسورية التي تتحمل العبء الأكبر بالنسبة للجوء السوري»، لافتة إلى أنّ «هذه الأمور ستبحث في مؤتمر المانحين الذي سيعقد بداية السنة المقبلة من أجل دعم النازحين داخل سورية وفي البلدان المحيطة، وخصوصاً لبنان والأردن اللذين يتحملان عبء اللجوء السوري».
وفي الصرح البطريركي في بكركي، اجتمعت رئيسة وزراء النروج إلى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، وكان عرض لعدد من القضايا، ولا سيما موضوع اللاجئين السوريين.
وقالت سولبرغ بعد اللقاء: «كان من المهم جداً بالنسبة إلي لقاء جوانب مختلفة من المجتمع اللبناني اليوم، للتعرف أكثر إلى الحياة السياسية والاجتماعية في هذا البلد. لكنّ هدف زيارتي الأساسي، هو الاطلاع على وضع اللاجئين السوريين في لبنان والبحث في كيفية المشاركة في تقديم المساعدة. ونحن، بالتعاون مع ألمانيا والكويت، نعمل على عقد مؤتمر المانحين لتقديم المزيد من الأموال للاجئين السوريين. وهذا من أحد اسباب وجودي هنا. بعدها سأتوجه إلى الأردن للتعرف إلى الوضع الحالي على الأرض».
وأضافت: «من المهم جداً أن نزور اللاجئين، ورؤية كيف أنّ لبنان فتح المدارس أمام الشباب والأطفال. نحن نقدر هذا الأمر كثيراً ويهمنا جداً التأكد من أنّ جميع الأولاد يذهبون إلى المدارس، فهذه أولوية. كذلك نحن ندعم برنامج يونيسيف في هذا الإطار، ونقدر دور الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني في دعم اللاجئين، ونعلم أنّ على المجتمع الدولي تقديم الدعم والعمل أيضاً لحثّ الناس والدول الأخرى على تقديم المساعدة، لأنّ العمل هو عمل إنساني كبير».
وكانت سولبرغ زارت أيضاً، رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، وجرى عرض التطورات في حضور عدد من نواب الكتلة.