موسكو تؤكد تسلّم «معلومات معينة» من لندن حول تحطم طائرتها في سيناء

قال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريح صحافي، أمس، إن بإمكانه تأكيد صحة النبأ القائل بأن لندن قدمت «معلومات معينة» إلى موسكو حول حادث تحطم الطائرة الروسية في مصر. إلا أنه ذكر أن لا علم لديه بشأن مضمون هذه المعلومات بسبب عدم إطلاعه عليها.

وأشار بيسكوف، في الوقت ذاته، إلى أن موسكو ترحب بإقامة تعاون مع أي بلد بإمكانه أن يساعد في التحقيق في ملابسات كارثة طائرة الركاب الروسية وأسبابها، لافتاً إلى أن أجهزة التحقيق وحدها من اختصاصها تأكيد رواية وقوع عمل إرهابي على متن الطائرة أو نفيها.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية أفادت في وقت سابق، أمس بأنها سلمت موسكو استنتاجاتها المبنية على معلومات استخباراتية، مفادها أن هناك احتمالاً كبيراً أن سبب تحطم الطائرة الروسية يعود إلى وقوع عمل إرهابي على متنها.

وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية نقلت في وقت سابق عن مصادر خاصة بها في الحكومة البريطانية، أن هناك معطيات استخباراتية تشير إلى تورط زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي في سيناء «أبو أسامة المصري» في تدبير عملية تفجير قنبلة على متن طائرة الركاب الروسية المنكوبة.

وجاء في الصحيفة «تم الكشف عن اسم المشتبه بتنفيذه العمل الإرهابي… ويرى قادة الأجهزة الاستخباراتية أن الطائرة التي كانت تقل 224 شخصاً تحطمت نتيجة انفجار قنبلة زرعها عناصر من تنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء. وقد بايع زعيم الجماعة الداعية المصري «أبو أسامة المصري» تنظيم داعش العام الماضي في سورية».

وأشارت «صنداي تايمز» إلى أن ممثلين عن الحكومة البريطانية أكدوا نهاية الأسبوع الحالي على كون المصري «شخصية تثير اهتمام التحقيق»، وذكرت أن لندن مستعدة لـ»تقديم المساعدة لمصر وروسيا في إجراء عملية اقتحام وتصفية للإرهابيين … وسيتطلب ذلك نشر القوات البريطانية الخاصة في مصر». وبحسب الصحيفة، فإن «المصري» هو الذي أعلن مسؤولية تنظيمه عن إسقاط الطائرة الروسية يوم الأربعاء الماضي، من خلال تصريحاته في فيديو المنشور في الإنترنت.

وفي السياق، أجمع المحققون المصريون بقضية سقوط الطائرة الروسية معلومات عن عمال المنتجعات التي كانت تستضيف ضحايا الطائرة «A321» التي سقطت فوق سيناء.

وركز المحققون اهتمامهم على أولئك الذين يملكون الحق بحكم عملهم بالدخول إلى غرف السياح، وخاصة عمال التنظيف وغيرهم من الموظفين العاملين في منتجعات وفنادق شرم الشيخ.

وعلى الرغم من أن نتائج التحقيق حتى الآن لم تثبت السبب الحقيقي الذي أدى إلى سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء إلا أن لجنة التحقيق تحاول دراسة جميع الفرضيات المحتملة.

ومن المعتاد أن يقوم عمال الفنادق والمنتجعات بجلب أمتعة السياح الذين أنهوا إجازاتهم، من غرفهم وتجميعها بجانب مدخل الفندق أو المنتجع قبل الانطلاق إلى مطار شرم الشيخ للعودة إلى بلادهم، وهناك مخاوف من أن يكون أحد العمال قد قام بوضع عبوة ناسفة في أمتعة أحد المسافرين، إلا أن هذا الأمر يبقى في إطار الفرضيات حتى يثبت بالدليل القاطع أن الطائرة سقطت نتيجة لعبوة ناسفة أو ما شابه ذلك.

على صعيد متصل استمعت السلطات المختصة المصرية المسؤولة عن التحقيق في سقوط الطائرة إلى شهادات 30 شخصاً من موظفي مطار شرم الشيخ الدولي الذي أقلعت منه الطائرة المنكوبة، بمن فيهم أشخاص إداريون في المطار، وعمال إدارة الحركة الجوية والملاحة وموظفو الصيانة ومندوبو شركة «مصر للطيران».

كما بدأت أجهزة الأمن المصرية الأسبوع الماضي بالتدقيق وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة في مطار شرم الشيخ، التي سجلت يوم إقلاع الطائرة للتحقق من ما إذا كان هناك أي شخص مشبوه قد صعد على متن الطائرة، بالإضافة إلى دراسة بيانات جميع الأشخاص الذين صعدوا على متن الطائرة من الموظفين عند وقوفها على مدرجات مطار شرم الشيخ الدولي.

وتم أيضاً أخذ عينات من الوقود الذي ملئت به خزانات الطائرة المنكوبة، وتم أيضاً التحقيق مع موظفي شركات الخدمات الأرضية، كشركات تقديم وجبات الطعام وأفراد الطاقم الأرضي الذين كانوا يعملون يوم حدوث الكارثة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى