سكوب على حساب أشلاء!

لطالما أشارت مقالات الصحافيين في الصحافة المكتوبة إلى سياسة التلفزيونات الخاطئة أحياناً خلال نقل مشاهد التفجيرات مباشرة من موقع التفجير. ولطالما أشيرَ إلى عدم إظهار صور الأشلاء بشتّى الأشكال وبأيّ وسيلة ممكنة وذلك احتراماً للأموات وحفاظاً على مشاعر المشاهدين. لكن للأسف تتكرّر الأخطاء مع كل حادثة وتتكرّر المشاهد الدموية واللحم المتطاير والذي يفقد حرمته فور وقوع جريمة ما.

عشية التفجير الإرهابي في الطيونة، وفور وصول الفريق الخاصّ بكلّ قناة، بدأت الصور تتوالى الواحدة تلو الأخرى، لكن المشهد الأبشع كان عرض نصف جثّة على الهواء لأكثر من دقيقتين. يبرّر البعض أنّ هذه أخطاء تحصل بطريقة عفوية، لكن كيف يبرّر هؤلاء إعادة المشهد لأكثر من مرّة، والمشهد لم يتغيّر وهو عبارة عن صورة ثابتة أعيد بثّها لأكثر مرّة، ما يؤكّد إصرار القناة على إظهار الصورة. وكانت القناة نفسها قد عرضت مشهداً لكيس مليء بالأشلاء والدماء في يد عنصر قوى الأمن في مسرح الجريمة، ما يؤكّد نيّة المصوّر في الحصول على سكوب خاصّ للقناة على حساب أشلاء.

تغريدة

تتكرّر الأخطاء في كلّ مرّة، ويجد الزملاء الصحافيون والمراسلون والمصوّرون حججاً لتبرير الأمر، لكن السؤال يبقى أين هي المهنيّّة؟ هل يكون السبق الصحافي على حساب أشلاء؟

تذكير

اعتدنا على تغريدات يوسف الخال المنبّهة من خطر الانقسام، لكنّ تغريدته اليوم كانت تغريدة مختلفة وربّما هي تغريدة تدعو، وللمرة الأولى، إلى العودة بالزمن إلى الوراء لإنهاء العنف والانقسام. هي دعوة إلى الصحوة والتنبّه إلى خطورة الوضع. هذه المرّة يدعو إلى مشاهدة شرائط الحرب اللبنانية علّ من يحرّض على الفتنة يفيق من غيبوبته ويسعى إلى التغيير.

تغريدة

للأسف، هي ليست الدعوة الأولى ولن تكون الأخيرة، لكن الشعب نائم ويبدو أن المنوّم ذا فعالية قويّة ولا تنفع معه المنبّهات.

ورقة ضغط

لكلّ شخص آرائه الخاصة في التحليل والتفسير ورؤية الأحداث. وهنا، كان لهشام حداد رأيه الخاص في التفجير الإرهابي الذي حصل عشية الإثنين. هشام لم يهتمّ لِمن يقول إن «داعش» المسؤولة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، معتبراً أنّ التفجيرات هذه ليست سوى ورقة ضغط على حزب الله ليقبل برئيس لا يريده، إرضاءً لفريق آخر. هذا التحليل لقي إعجاب عدد من الناشطين الذين اعتبروه صحيحاً مئة في المئة، أمّا البعض فاستغلّ تغريدة حدّاد هذه ليطالب بالجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.

تغريدة

من المؤكّد أن هذه التفجيرات ورقة ضغط على حزب الله، لكنّ لا يمكن أن نعتبر أن موضوع الرئاسة هو الموضوع الوحيد. ولا يمكن إلغاء «داعش»، لكن يجب التفكير بمموّلي هذه المنظّمات الإرهابية، فهي التي تمارس لعبتها لكن بطريقة حقيرة جداً.

«ما عاد»!

خيّم الحزن على كلّ التغريدات أمس، ربّما هو ليس التفجير الأوّل، وربما اعتاد اللبنانيون التفجيرات الإرهابية بشتّى أشكالها، وربّما أصبح الجميع، على رغم تكرار المآسي اليومية، يعيشون حياتهم العادية كأنّ شيئاً لم يكن. لكن أسوأ ما يمكن أن يصل إليه الإنسان، الاستسلام والرضوخ.

هي كلمات شعرية نابعة من قلب الشاعر فارس اسكندر لكنها تعبّر عن واقع حقيقيّ، إذ أصبح سماع خبر الانفجار عاديّاً، وعندما نعلم أن عدد الضحايا قليل، نشكر الله على هذه النعمة، وننتظر بكلّ يأس تفجيراً آخر وضحايا آخرين. هذا هو الواقع الحالي، ويبدو أننا أمام مسرح جديد من الويلات والجرائم، وللأسف هذه المرّة بِاسم دين لا دين له!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى