اعترفوا: ننتمي للمعارضة السورية ونعمل لمصلحة اسرائيل
منذ بداية الأزمة السورية والمعارضة فيها ترفض اعتبار نشاطها مشبوهاً، معتبرة انّ حلفاء ايران مهمّتهم في هذه المنطقة تخوين كلّ من هو معارض لسياساتهم، وكان هناك دائماً من يجد لهم حججاً ويساعدهم ويؤازرهم في هذا التوجه، حتى عمدوا الى التفريق بين «المعارضة المسلحة» والمعارضة القابعة خارج البلاد، والتي تبيّن انّ هناك من لا يوفر جهداً لاستغلالها وتجنيدها مثل العدو «الاسرائيلي».
جهاز الأمن العام اللبناني، وفي إنجاز نوعي، كشف خلية تجسّس تعمل لصالح العدو «الاسرائيلي»، قامت لفترة بجمع المعلومات الأمنية المتعلقة برموز لبنانية مقاومة لتسليمها إلى العدو، لكن المفارقة انّ الشبكة اضافة الى ضمّها لبنانيين تبيّن انها تضمّ اشخاصاً ينتمون إلى «المعارضة السورية»، والذين تبيّن انهم و«إسرائيل» على تنسيق قديم منذ بداية الأزمة، وتبيّن أيضاً أنهم لا يمانعون من اعتبار المعركة واحدة، وعدم فصل استهداف حزب الله عن استهداف سورية عملاً بتشابك الملفات وتقاطع الأهداف.
مفارقة أخرى أيضاً… كانت الأهداف التي اعترفت الخلية بتتبّعها، والتي تقاطعت بـ«الصدفة» وبشكل مدهش مع شبكات لـ«داعش» كان الأمن العام في لبنان قد القى القبض على عناصرها، ما أثار تساؤلات حول أجندة واحدة وزعت «إسرائيل» تنفيذها بين مجنّدين مباشرين يجمعون المعلومات على غرار هذه الشبكة وغيرها ومنفذين تكفيريين على غرار «داعش» يعملون على تنفيذ العملية.
تشير المعلومات الى أنّ هناك اسماء كثيرة من المعارضة السورية تعمل مع «إسرائيل» وتدخل وتخرج إليها ومنها، اضافة الى عملاء سابقين من جنود جيش انطوان لحد الذين لا يزالون من داخل الكيان الصهيوني يحركون جماعات التجسّس داخل لبنان، وعلى هذا الاساس لا بدّ من الالتفات الى خطورة ما يُحاك على الحدود السورية، خصوصاً القنيطرة والجولان، والحديث الذي كان يتمحور حول منطقة حزام أمني جديد يشبه ذلك الذي كان في لبنان، وتبيّن اليوم انّ عناصره متكاملة وحاضرة.
لم يرق لبعض السوريين واللبنانيين اتهام هؤلاء منذ البداية بالعمالة لـ«إسرائيل»، لكن عليهم اليوم ان يجيبوا على الاسئلة التي رسمتها هذه الخلية:
في أيّ إطار يضع «أنصار الحريات» عمالة معارضين سوريين لـ«إسرائيل»؟
في أيّ إطار يضع أنصار الرأي والرأي الآخر تقاطع وظائف العملاء مع أهداف «داعش» جملة وتفصيلاً؟
إذا كان الأمن العام اللبناني أكد بأنّ الارتباط بين المعارضة السورية و«إسرائيلط هو واقع، فإنّ الربط بين المعارضة السورية و«داعش» هو تحصيل حاصل، فعلى أيّ اساس اذاً تسعى بعض الاطراف السورية إلى انّ تشارك في المرحلة الجديدة في البلاد، باعتبار انّ هناك من ينتمون إلى مجموعات سورية الأصل مثل «الجيش الحر» يمكن ان يتمّ انخراطها في المفاوضات عبر مساع ديبلوماسية غربية بالتهاون مع موسكو والملف زاد تعقيداً باكتشاف قرب هذه المجموعات من «اسرائيل»؟
كيف يمكن ان يكون شكل المرحلة الانتقالية في سورية وهذه المخاوف كلها تشوب المشهد؟
المسؤولية اليوم تقع على السلطات السورية الحريصة أولاً واخيراً على التدقيق في ايّ تطوّر او تقدّم نحو أطراف معارضة عميلة يحرّكها الخارج سواء عبر مصالحات تزيد الوضع شبهة او عبر نوايا غربية مخادعة لتسريع الحلول السياسية تؤدّي الى انضمام من هم أصحاب باع طويل في خدمة العدو «الاسرائيلي».
على ايّ حال يعقد نتنياهو في الولايات المتحدة اجتماعات ويحصد نجاحات كيانه في تفكيك المجتمعات العربية بمكآفات أسلحة اميركية سيوقع اتفاقات للفوز فيها وهو يعرف جيداً انّ عملاء «اسرائيل» في الجوار باتوا اكثر عدداً من ايّ وقت مضى نتيجة الاحتقان المتسشري من لبنان وصولاً إلى العراق، ما يزيد الاوضاع خطورة ويريح «اسرائيل» لأعوام مقبلة، لأنّ الذي تأسّس من كراهية واصطفاف يحتاج وقتاً طويلاً لكي ينتهي.
الحذر والمسؤولية تقع على الجميع، فـ»داعش» و«اسرائيل» وعملاؤهما كلهم اوجه لعملة واحدة ساقطة من ايّ قيمة انسانية او وطنية.
يقع على عاتق سورية المتجهة نحو الحلول السياسية مسؤولية كبيرة ودقيقة لجهة فتح اليد لضمّ معارضين الى الحكم ربما تكون مهمة أصعب من المهمات الميدانية، وعلى هذا الأساس ستكون مرحلة اختيار المعارضة الوطنية هي الأصعب والأهمّ في تاريخ الدولة الحديثة.
«توب نيوز»